الجفصين السياسيّ غير مدعوم... لا كَسر عظم في الاستحقاق الرّئاسي

03/10/2022 08:32AM

كتب قزحيا ساسين في "السياسة":

أراد الرئيس برّي، الواصل إلى ولايته السابعة، برقم هزيل يوحي بالعجز، أن يُثبِت لأكثر من جهة سياسيّة، أنّه لا يزال المايسترو القدير، فدعا إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهوريّة، قد يكون في توقيتها مفاجئا للإعلام والرأي العامّ وبعض النوّاب، إلّا أنّ التوقيت معروف من الفريق الذي يدور في فَلكِه سياسيّا، ومدروس مع حزب الله، ومبلَّغ بشكل سرّيّ لمن يهمّه الأمر من القوى السياسيّة، التي تقف عند خاطره في معظم الاستحقاقات، وإن لم تكن وإيّاه على ضفّة سياسيّة واحدة.

لقد أظهرت هذه الجلسة السهولة في التوحّد حول موقف واحد، بالنسبة لجماعة الممانعة، وهذا المشهد ليس بجديد، كما أظهرت صعوبة إجماع موقفيّ عند القوى المواجِهة، الموزّعة بين مستقلّين وأحزاب وتغييريّين. وكذلك، فإنّ هذا المشهد ليس بجديد، وإن تكن ظروف المواجَهة تقتضي وحدة الصفّ.

وبات من الواضح أنّ إمكانيّة انتخاب رئيس موجودة، وإن أُجِّل الانتخاب فيكون التأجيل لحسابات وأسباب غير معلَنة، وفيها مصلحة لأكثر من فريق، لاسيّما فريق الممانعة. وليس حجم الفريق المذكور ثلاثة وستّين صوتا، استنادا إلى ما توحي به أو تقوله الأوراق البيضاء في الجلسة، إنّما هو أكثر من ذلك، وليس حزب الله مَن يعلن عن قدرته الحقيقيّة، في استحقاق قد يكون مفصليّا في تاريخ لبنان الحديث. وما قدّ مراجل بعض القوى "السياديّة" المستندة إلى العدد الممانع، معتبرة إيّاه الحقيقة الدامغة، إلّا جولة جديدة في حصاد الهواء.

وفي سياق جلسة إعطاء تجديد دور الرئيس برّي، كمايسترو في استحقاق انتخاب الرئيس، تُسجَّل ملاحظتان: الأولى، إخفاق نوّاب التغيير في تمرير الجلسة بعدم تسمية مرشّح، ما دام السيّد سليم إدّه غير مناسب للطّرح، لأسباب لا تتعلّق بشخصيّته، بل بالظروف المحيطة بطرحه الآن، وأهمّها أنّ الجوّ لم يُهيّأ له... مع العلم، أنّ هؤلاء النوّاب لم يكونوا قادرين، وإن اصطفّوا مع زملائهم "السياديّين" على تغيير شيء في المعادلة.

والثانية، استفادة النائب ميشال معوّض من الدخول إلى نادي مرشّحي الرئاسة، مجتازا الكثيرين، لا سيّما النائب السابق سليمان فرنجيّه.

ولا شكّ في أنّ معظم الأسماء المتداولة في بورصة الترشيح الرئاسيّ، قد تُمحى فجأة، ويُطلّ مَن سيستلم مفتاح قصر بعبدا في الوقت المناسب.

ليس حزب الله أسير باسيل وفرنجيّه، وباستطاعته إقناع كلّ منهما باستحالة وصوله إلى الرئاسة متى شاء ذلك. وليس ميشال معوّض مرشّحا ثابتا، وقد يكون المقصود من التصويت له إدخاله إلى نادي المرشّحين بهذا الحجم، ليس إلّا.

لكنّ الغريب في الأمر أنّ حزب الله يرحّب بقائد الجيش رئيسا، وقد سبق للقوّات اللبنانيّة أن طرحت اسمه. فما الهدف من هذا القبول؟

لا أحد يشكّ في أنّ حزب الله، في السياسة، لا يعطي إن لم يأخذ، فهل يقبل القائد جوزف عون بتوقيع تنازُل، للحزب، كالذي كان يوقّعه المطارَدون الأحرار، زمن الاحتلال السوري، عند الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة، وفيه يتعهّدون بعدم تعاطي السياسة، مقابل بقائهم خارج السجن؟

لا توحي شخصيّة قائد الجيش بالتنازل، ولم يطرح حزب الله اسم جوزف عون بعفويّة، وقد تساعد الأيّام المقبلة على إيضاح الأهداف من هذا الطرح المفاجِئ.

وفي ما يخصّ ترشيح نوّاب السيادة، أو المعارضة، أو الثورة، لأيّ شخصيّة، بدا واضحا أنّ التغييريّين لن يسيروا بأحد من النوّاب الذين على ضفّتهم انتخابيّا، لا ميشال معوّض ولا غيره، وإلّا فلماذا لا يُرشَّح نائب تغييريّ أيضا؟ وقد لا يكون من حلّ جامع لمواجَهة مشروع حزب الله الانتخابيّ سوى بترشيح شخصيّة سياديّة، من خارج المجلس النيابيّ، تكون محطّ ثقة، وتحظى بتأييد واسع على المستوى الوطنيّ.

وكيفما اتّجهت الأمور، لا كسر عظم في المجلس النيابيّ، لأنّ الجفصين السياسيّ غير مدعوم.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa