آلاف الدرجات النارية تنشر الفوضى والرعب على الطرقات... إليكم التفاصيل!

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

فادي، شاب لبناني تخلّى عن سيارته واستبدلها بدراجة نارية بعد الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات وتعثّر قطاع النقل.

فادي ليس وحده، بل يمكن القول إن الدراجة النارية أصبحت بديلًا عن السيارة وظاهرة بارزة على الطرقات والشوارع.

فبعد تراجع القدرة الشرائية اضطر اللبناني الى تغيير سلوكيات حياته اليوميّة وإعادة ترتيب أولوياته.

الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين يشير الى أنّ "نتيجة الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار البنزين أصبحت الدراجة النارية وسيلة أساسية للنقل".

ويشير في حديث لـ "السياسة" الى أنّ "معظم اللبنانيين يذهبون يوميًا الى أماكن عملهم بالدراجة النارية والطلب أصبح مضاعفًا وسيزيد في السنوات المقبلة".

وبحسب شمس الدين، "تم استيراد 177 ألف دراجة في 6 سنوات".

ويضيف شمس الدين: "بعدما شهد عام 2021 استيراد 28102 دراجة نارية ارتفع العدد الى 47077 دراجة حتى نهاية تموز 2022  ليصل إجمالي عدد الدراجات التي تم استيرادها خلال الأعوام 2017- 2022 الى 177388 دراجة، بحسب آخر دراسية للدولية للمعلومات".

على الرغم من إيجابيّات الدراجات الناريّة، فسلبياتها أيضًا كثيرة، وذلك بسبب الدراجات المخالفة للقانون خصوًصا إن كان السائق لا يلتزم بشروط وقوانين القيادة.

ووسط هذه الفوضى على الطرقات يبلغ إجمالي الدراجات المسجلة أي القانونية نحو 289 ألف دراجة أما غير المسجلة فربما تقترب من هذا العدد.

هذه الموجة من ارتفاع أعداد الدراجات النارية زادت بدورها الفوضى على الطرقات ورفعت نسبة الحوادث بسبب عدم ارتداء الخوذة والسير عكس الاتجاه والاستعراضات البهلوانية وصدم أبواب السيارات وعدم حيازة الأوراق الثبوتية وتجاوز الإشارات الضوئية وعدم التوقف عند التقاطعات وعدم التقيّد بالقوانين.

بدوره الدكتور زياد عقل مؤسس اليازا، يؤكد أنّ "قطاع الدراجات النارية يشهد فوضى غير طبيعية وعشوائية، من خلال الحمولة غير القانونية ومخالفة القوانين".

وفي حديث لـ "السياسة" يشير الى أن "الدولة غائبة عن تطبيق النظام واليازا تقوم بكل جهودها لمواجهة هذه المشكلة".

وعليه، وسط ارتفاع أسعار المحروقات يوميًا يبدو أنّ الأمور متجهة نحو الأسوأ وإلى مزيد من الفوضى على الطرقات.