الكويت.. ولي العهد يفتتح جلسات مجلس الأمة بـ "وثيقة العهد الجديد"

عقد البرلمان الكويتي، الثلاثاء، أولى جلساته بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت نهاية الشهر الماضي، وإعادة تشكيل الحكومة مطلع أكتوبر الحالي، حيث زكى أعضاء المجلس النائب أحمد السعدون رئيسا.

واعتبر ولي عهد الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، في كلمة له أمام مجلس الأمة أن خطابه الذي يلقيه نيابة عن أمير البلاد، الشيخ نواف الأحمد الصباح، يمثل "وثيقة العهد الجديد" للدولة الخليجية الثرية التي تعيش على وقع أزمات سياسية متكررة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

وقال مشعل الأحمد في كلمته: "لئن كان الخطاب السامي في 22 /6/ 2022 هو خطاب العهد الجديد، فإن الخطاب اليوم هو وثيقة العهد الجديد، الذي يعتبر خطابا بتوجيه وإرشاد ومتابعة ورسالة موجهة من القيادة السياسية إلى أبناء وطني عما سيكون عليه العمل في المرحلة المقبلة"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (كونا).

وقال ولي عهد الكويت إنه سيكون أول من يحاسب الحكومة عن عملها قبل أعضاء مجلس الأمة. وحث أعضاء البرلمان على "الارتقاء بالممارسة الديمقراطية" والابتعاد عن إضاعة الجلسات بـ "المهاترات والمشاجرات".

وخلال الجلسة الأولى، أفادت الوكالة الكويتية بتزكية، أحمد السعدون، رئيسا لمجلس الأمة كما كان متوقعا. وسبق للسعدون البالغ من العمر 87 عاما رئاسة البرلمان الكويتي في أربع دورات سابقة آخرها عام 2012 قبل أن يبطل المجلس دستوريا.

وأشارت الوكالة الكويتية إلى أن أعضاء الحكومة خرجوا من قاعة عبدالله السالم قبل انتخاب رئيس مجلس الأمة. وكان ولي العهد الكويتي جدد في خطابه داخل قبة البرلمان تأكيداته بأن الحكومة لن تتدخل في انتخابات رئاسة المجلس ولجانه المختلفة.

ورغم عدم وجود أحزاب سياسية بصفة رسميا، إلا أن الكويت تتمتع بحياة سياسية نشطة ويحظى برلمانها، الذي ينتخب أعضاؤه الخمسين، لولاية مدتها 4 سنوات، بسلطات تشريعية واسعة، ويشهد مناقشات حادة في كثير من الأحيان، خلافا للدول الأخرى في المنطقة.

وكانت الكويت، أعلنت، في الخامس من أكتوبر الجاري، تكليف الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، رئيسا لمجلس الوزراء، بعد الاستقالة الروتينية التي قدمتها الحكومة عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي جرت نهاية الشهر الماضي.

وجاءت الانتخابات الأخيرة التي سيطرت عليها المعارضة ذات الخلفية الإسلامية، بعد أن حل أمير البلاد المجلس السابق بسبب الصدام بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، حيث كانت المعارضة تطالب بإبعاد رئيسي الحكومة والبرلمان عن المشهد السياسي، وهو ما يتحقق في هذه الانتخابات.

وفي يونيو الماضي، أعلن ولي العهد الكويتي المكلف من أمير البلاد بممارسة بعض صلاحياته الدستورية، في خطاب شهير وصف بـ "التاريخي" حل مجلس الأمة الكويتي المنتخب باقتراع جرى ديسمبر 2020، وأتاح للمعارضة الحصول على ما يقرب من نصف المقاعد.