قطب مخفية في اتفاق الترسيم...قانا "المكمن المحتمل" جزء من كاريش وتوتال الآمر الناهي

21/10/2022 11:00PM

بحسب نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، فإنّ الوسيط الأميركي آموس هوكستين سيصل إلى بيروت الأسبوع المقبل حاملاً نسخة من اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ليوقّعه مسؤولون لبنانيون لكنه لم يحدد زمان توقيع الاتفاق.

ماهي بنود الإتفاق النهائي؟ العلم عند مهندسي الإتفاق وطبعا النائب بو صعب المكلف من رئيس الجمهورية في ملف التفاوض بشأن ترسيم الحدود البحرية والباقي عند العلماء والخبراء والإختصاصيين الذين ما زالوا يخوضون معاركهم الكلامية إعلاميا وعبر المنابر بهدف إطلاع الرأي العام اللبناني على ما سلبه هذا الإنجاز التاريخي من سيادة لبنان وشعبه، خصوصا أن القرار بعدم تمريرمناقشة ملف الترسيم في مجلس النواب بات حتميا على عكس ما هو حاصل في إسرائيل بحيث سيتم عرضه على أعضاء الكنيست بعدما اطلعت عليه الحكومة المصغرة وأبدت ملاحظاتها قبل وضعه بصيغته النهائية.

 الأكيد أن سرعة التوصل إلى اتفاق الترسيم رافقته ضغوط غربية، أميركية - فرنسية بشكل أساسي، للتوصل إلى تسوية "اقتصادية - أمنية" تعطي ضمانات للطرفين اللبناني والإسرائيلي للعمل في حقول الغاز الموجودة والمفترَضة. واعتمدت التسوية -الصفقة- على تحديد الخط 23 كخط بحري فاصل بين الطرفين، وبذلك تكون أمّنت إسرائيل حقوقها كاملة في حقل "كاريش"، فيما حصّن لبنان حقوقه في حقل "قانا" الذي لا تزال "كنوزه" إفتراضية، شرط أن تكون شركة "توتال" الفرنسية هي العاملة فيه على ان تتولى دفع جزءٍ من الأرباح لإسرائيل في فترة لاحقة.

تبقى المسائل الخلافية المتبقية بين الجانبين كموقع خط العوامات الأمنية الإسرائيلي في البحر، وموضوع الخط غير المُرَسّم بين الناقورة وإحدى الجزر الصخرية في البحر، وهي مؤجلة إلى أجل غير مسمى .فالهاجس اليوم ينصب على الحاجة للتوصل إلى إتفاق سريع يعطي لبنان وإسرائيل والشركة الفرنسية الضوء الأخضر للبدء بالعمل، والأهم سد الحاجة الأوروبية من كميات الغاز والنفط في زمن القحط والتعاسة نتيجة تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.

لكن في "التفاصيل الصغيرة" يختال شياطين مهندسي الإتفاق ومن هنا كانت دعوة المؤرخ والباحث عصام خليفة اللبنانيين إلى رفض جريمة اتفاق ترسيم الحدود الذي يناقض الدستور اللبناني والقوانين الدولية، لافتاً إلى خرق الرؤساء الثلاثة المادة الثانية من الدستور والتنازل عن حقوق لبنان". 

ترسيم الجيش اللبناني الذي بُني على آراء وإحداثيات علمية هو القاعدة،  إلا أن  السلطة السياسية لم تستجب يقول خليفة مضيفا:" السلطة السياسية والرؤساء لا يقرأون التاريخ ولا يفهمون المواثيق والاتفاقات الدولية". وكشف أنّهم أرسلوا إنذاراً عبر محامين للرؤساء الثلاثة للتراجع عن الاتفاق، وسيتم تقديم دعوى ضدهم محلياً ودولياً أمام الأمم المتحدة وسيطعنون بالاتفاق".

ما كتب قد كتب والعلماء والإختصاصيون يدركون ذلك إلا أن ما يقومون به سيبقى بمثابة شهادة ذمة براءة أمام التاريخ ليس إلاّ. ولعل أخطر ما ذكره خليفة رداً على سؤال حول إخراج الملاحق والبنود السرية،  أنه لا وجود لحقل اسمه "قانا" أو "المكمن المحتمل" كما هو وارد في الإتفاق ، فحقل قانا هو جزء من حقل "كاريش" بالنسبة لإسرائيل، مشدّداً على أنّهما حقل جيولوجي واحد. ولفت إلى أن "كاريش" يتضمن 1.14 تريليون قدم مكعّب و26 مليون برميل نفط".

قطبة مخفية ثانية يكشف عنها خليفة ويقول:" يتضمن الإتفاق بنداً ينص على منع الدولة ممارسة سيادتها في البلوك 9 على أن يتم التنسيق في القرارات مع شركة توتال". ويلفت إلى أن البلوك 9 الذي يقع شمالي الخط 23 يعود نظريا إلى لبنان لكنهم يتحكمون به لجهة الإستكشاف ويكشف انه يضم أهم 3 حقول نفطية والإستغلال في أمور سرية مع توتال يضم 3 حقول نفطية". ويختم اتفاق الترسيم خيانة عظمى وجريمة بحق الشعب اللبناني، وما جرى جريمة وانهزام وليس انتصاراً والأكيد أن حزب الله لم يعد يشكل خطراً على المشاعات الإسرائيلية وقد يضمن أمن إسرائيل بناء على بنود الاتفاق.المهم أن منظومة الفساد التي دأبت على سرقة أموال الغاز والنفط منذ 1990 مستمرة حتى اليوم".


المصدر : المركزية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa