24/10/2022 12:57PM
كتب قزحيا ساسين في "السياسة":
يوم قصدَ الإحتلال السوريّ بعَبدا طالبًا رأس العماد ميشال عون، في نهاية حرب التحرير، اعتقد الكثيرون من أتباعه أنّه لن يخرج من المعركة إلّا بِدِرعِه، أو محمولًا عليه. إلّا أنّ هذا الاعتقاد الاسبارطيّ، نضاليّا، لم يصحّ، وفضّل العماد عون عتمة المنفى على أيّ عتمة أخرى، ولجأ إلى فرنسا، متحيّنًا فرصة العودة، لتعويض هزائم سابقة. وأيضا اعتقد الكثيرون من أتباعه أنّه سيعود ثائرا للثالث عشر من تشرين، لا ثائرًا عليه. وكلام حقّ يقال: إنّ مياه عون كذّبَت الكثيرين من غطّاسيه البرتقاليّين، وكانت عودته من المنفى الباريسيّ بمثابة الانتقال من منفى إلى آخر.
رجع الجنرال إلى لبنان، بعد تفاهم غير معلن، مع نظام الأسد في سوريا، وتحوّل حليفًا أوّلا لحزب الله، وهو الذي خاض معارك لا يمحو مأساتها النسيان، تحت شعار: لا سلاح إلّا في يد الدولة. ووصل إلى قصر بعبدا مسيّجا بِرِضا النظام السوريّ والإيرانيّ، مستطيعًا انتزاع تأييد الدكتور سمير جعجع. وهو، بذلك، تمتّع بحصانة من الدرجة الأولى في ولايته الرئاسيّة.
لكنّ الرئيس المُحاول تحقيق انتصارات تُرجعه بصورة البطل، في أوّل انطلاقاته، لم يتمكّن من فكّ القيود السياسيّة التي أوصلته إلى كرسيّ بعبدا. وعمليّا، تحوّلَت بعبدا منفى ثانيا، لأنّ صاحب القصر، لستّ سنوات، كان مطوِّقا بشروط حزب الله، وحضور النائب جبران باسيل، المتأهّب دائما للحلول مكان عمّه في القصر، كما في قيادة التيّار.
تبرّأ الجنرال من اتّفاق معراب، ولم يكن عند باسيل همٌّ يتقدّم همَّ مواجهته للقوّات اللبنانية، خوفا من تمدّدها على حساب تراجع التيار مسيحيّا، وبالتالي خوفا من استطاعة سمير جعجع الوصول إلى قصر بعبدا.
قد يكون الرئيس عون أخطأ في إعطاء صهره باسيل كلّ شيء، لأنّه فشل في معظم الملفّات التي تولّى إدارتها، من قيادة التيّار إلى كارثة الكهرباء. ولا شكّ في أنّه صار مع مرور الوقت عبئا ثقيلا على لبنان وعلى العهد، ومن الواضح أنّ الرئيس لم يلجمه، ولم يحدّ من أذيّته له.
كما أنّ الجنرال، أعطى حزب الله الكثير الكثير، ولم ينل منه في المقابل سوى التراجع الشعبيّ، لا سيّما في الوسط المسيحيّ.
وبِحزن وألم لا يوصفان، سيذكر اللبنانيّون عهد الرئيس عون بالظلام والظلم والفقر والهجرة... ما يعني أنّ المنفى الثاني كان أكثر إيلامًا لعون وللّبنانيّين، وليس البحث عن انتصار في اللحظات الأخيرة غير إمعان في الهزيمة، فترسيم الحدود البحريّة مع العدوّ الإسرائيليّ أتى صفقة مُذِلّة، بمشيئة أميركيّة إسرائيليّة أوروبيّة إيرانيّة. لا غاز سيطلع من البحر قبل أن تطلع أرواحنا، ولا أرض قدّمناها لإسرائيل على طبق من فضّة ستردّها يوما لنا.
وبعد بضعة أيّام يعود الرئيس عون إلى الرابية، وما عساه يفعل بَعد؟
يقول أجدادنا: النّهر اللي بأوّلتو ما جَرّ قشّ، بآخرتو ما بيجرّ خشب.
ألرابية ثالث المنافي، والثالثة ثابتة.
شارك هذا الخبر
العثور على عشرات الجثث في مستشفى السويداء
وزير إسرائيلي يدعو لاغتيال الرئيس السوري: "خطر لا يحتمل التأجيل"
سلام يحذر من الفتنة: لتغليب المصلحة الوطنية واتخاذ إجراءات لحفظ الأمن
واشنطن تدعو دمشق لسحب قواتها من السويداء
الخارجية الأميركية: ننتظر خطوات لبنانية فعلية تجاه سلاح وتمويل حزب الله
شيوخ العقل في السويداء.. من هم؟ وكيف تباينت مواقفهم؟
سوريا تطالب بتحرك عاجل من مجلس الأمن
الجنائية الدولية ترفض طلب إسرائيل إلغاء مذكرات التوقيف بحق نتنياهو وغالانت
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa