الحكومة: استبدَلوا المغلي بالبحص وأزمة دستورية "إذا ولدت بالسلامة"

26/10/2022 04:25PM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

بين طرقات التعطيل وحلبات المناكفات السياسية، أمضى الرئيس ميشال عون عهده السداسي بكثير من الصخب والأزمات والسابقات التي ميّزت مرحلته بكثير من السلبية. فأمضى الرجل نصف ولايته مع حكومات تصريف الأعمال وحروب البيانات والتصعيد السياسي ولم يعرف البلد الهدوء.

فتح عون الحرب على الجميع من دون استثناء، وفي الأيام القليلة المتبقية يبدو أنه كسر الجرّة مع الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي بعدما كانت تشيد بجهوده مصادر بعبدا سابقًا خاصة مع تكليفه بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري ومغادرته لبنان. 

وإن اختار رئيس الجمهورية أمس الإجابة بنفسه عن الأسئلة التي تدور في فلك المتابعين لملف التشكيل  ومن دون الاستعانة بمصادره التي رافقته لست سنوات، فقد كانت المعركة التي فتحها رئيس "التيار الوطني الحرّ"، جبران باسيل خير دليل على تأزم الأوضاع وتشريع الأبواب أمام المزيد من الفوضى.

 

على خط تأليف الحكومة، كثر الطباخون والمتدخلون والوسطاء جميعهم حاولوا استخدام مهاراتهم علّ "المغلي" ينضج لكنّ النتيجة حتى الساعة طبخة بحص على الأصعد كافة. وقبل الساعات الأخيرة من عهده يبدو أنّ عون سيسلّم البلد إلى حكومة تصريف أعمال رغم إصراره وباسيل على عدم قدرتها على استلام صلاحياته. 

تقول المعلومات إنّ الحكومة "بدها عجيبة وزيت وصلاة"، خاصة أنّ لا رؤية موحدّة يتفق عليها ميقاتي وعون وأساس المعضلة ما زال مرتبطًا بشكل التشكيلة. 

مصادر الرئيس المكلّف تشدد على أنّ الخيار الوحيد المتوفر يرتبط بحكومة تشبه الحالية مع تعديلات طفيفة ومحدودة عليها خاصة أنّ إرضاء فريق سياسي معيّن أي "التيار الوطني الحرّ" سيعني حكمًا رفض أكثرية الأفرقاء للحكومة الجديدة وبالتالي عدم منحها الثقة. أمّا مصادر بعبدا فتسأل عبر "السياسة"، لماذا المعايير غير موحدة ولماذا الوزراء "يلّي لميقاتي لـ إله ويلي لـ إلنا لـ إله كمان؟"، معتبرةً أنّ الرئيس المكلّف يتعاطى مع العهد وكأنّ نهايته تعني خروجه من السلطة وانتهاء دوره. 

وعلى عكس روتين التأليف، فالصورة ليست ضبابية.  والواضح أنّ الأمور مقفلة والتشكيل صعب وفقًا لما نقلته مصادر ميقاتي لـ "السياسة"، مشيرة إلى أنّ التجاذبات السياسية تصعّب العملية كثيرًا وحتى لا نقول انتهى الموضوع ولا حكومة سنقول إنّ الأمور صعبة للغاية وليست مستحيلة إن حصل تطور ما رغم أنّ ذلك مستبعد أيضًا. 


في بعبدا التي تستعد لأحد الوداع، تبدو التصريحات شبيهة بالفترة التي شهدت أشرس المعارك ضدّ الحريري فترة تكليفه. إذ، اعتبرت أنّ ميقاتي لا يثبت على رأي ويغيّر موقفه في كلّ مرّة لأنه لا يريد التشكيل و "شو ما قدمناله ما بده يشكّل". أمّا عن سبب اتهام الرئيس المكلّف بذلك، فتقول المصادر إنه يتعرض لضغط أكبر منه من دولة خليجية محسوب عليها غامزة بذلك من قناة المملكة العربية السعودية وملمحةً لدور سلبي يلعبه رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا الإطار. 

ويردّ أحد الزوار الذين ودعوا عون في القصر الجمهوري اليوم على الأخبار التي عادت لتنتشر من جديد، مشددًا على أنه التقى رئيس الجمهورية وقد أكد له أنّ ما يُشاع عن أنه وقع مرسوم استقالة الحكومة غير صحيح وسيناريو الحكومة الانتقالية لن يتكرر.  مع الإشارة إلى أنّ مصادر ميقاتي قللت من أهمية هذه الخطوة حتى وإن حصلت، مشيرة إلى أنّ الدستور واضح والحكومة تتسلّم صلاحيات الرئيس وسيتم الاحتكام إليه بحال حصول فتاوى سياسية تمهّد لذلك لأنّ في البلد حكومة واحدة أخذت الثقة من مجلس النواب. 

أزمة دستورية

يعتقد المتفائلون أنّ مع اقتراب موعد خروج عون من القصر سيزداد الضغط وبالتالي ستتشكّل الحكومة، مع أنّ مصادر بعبدا وميقاتي لا تظهرا غير التشاؤم. وأساسًا وإن نجح ميقاتي بما فشل الحريري به سابقًا أو بتكرار نجاحه الأخير فإنّ شرعية الحكومة ستحظى بعاصفة نقاشات وجدل سياسي لن ينتهي. 

وفي السياق، يقول مدعي عام التمييز السابق حاتم ماضي إنّ مجلس النواب في الأيام العشرة الأخيرة من مهلة انتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية وفقًا للدستور وبالتالي لا يحق له القيام بأي عمل مهما كان نوعه غير انتخاب الرئيس.

وفي اتصال مع "السياسة"، يشدد ماضي على أنّ النص وعندما يكون واضحًا لا يعود الاجتهاد مسموحًا وفقًا للقاعدة التي تقول "لا اجتهاد في معرض النص". مؤكدًا أنّ الحكومة المشكلة خلافًا لكلّ ما ورد، تعتبر غير شرعية وكذلك قراراتها. 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa