صلاة الجمعة أشعلت "انتفاضة" في الجامعة الأنطونية ومعارك وضعت الإدارة حدًا لها!

02/11/2022 12:13PM

كتبت جوانا صابر في "السياسة": 

"الجامعة الأنطونية تمنع طلابها المسلمين من الصلاة في الجامعة أو في موقف السيارات التابع لهامما يضطرهم للصلاة في الشارع"، هذا عنوان الصورة التي جابت مواقع التواصل لطلاب "الأنطونية" وهم يؤدون صلاة الجمعة على قارعة الطريق وتحت لافتة تشير إلى اسم جامعتهم. 

احتاج الأمر لدقائق فقط، قبل أن تبدأ حملة كبيرة على "السوشيل ميديا" انقسمت فيها الآراء بين مؤيد ومعارض ووسطي يرى أنّ الجامعات ليست للصلاة أصلًا. 

طائفية مقنعة

يختبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي "فورات" لـ "TRENDS" ينتهي بريقها بعد ساعات على تداول موضوعها واندلاع المعارك الإلكترونية على وقعها. 

لكن في حدث الأسبوع الماضي، كان اسم "الجامعة الأنطونية" كثير التداول محدثًا انشقاقًا في كوادر الجماعات المستعدة دومًا للتعبير عن رأيها بكل شاردة وواردة، فيما يبقى اللّافت أنه وللمرّة الأولى منذ 28 سنة أثير موضوع التمييز الطائفي داخل حرم "الأنطونية". 

"السياسة" تحدثت مع الطلاب المنقسمين بين مؤيد ورافض، فشدد المؤيدون لحق الجميع بالصلاة بالطريقة التي تناسبهم على أنّ الصلاة حق مقدس مكفول بالدستور، معتبرين أنّ الرفض يظهر عنصرية مقنّعة وطائفية. وفي الإطار، لفت هؤلاء إلى وجود عدد من الجامعات الخاصة التي تسمح للمسيحيين فيها بممارسة شعائرهم الدينية رغم أنها جامعات مسلمة. 

مطالب قوبلت بالرفض

وعلى خط مطالب الطلاب المسلمين، فقد تواصل موقعنا مع إحدى الطالبات التي رفضت ذكر اسمها لكنها أكدت أنّ "كمسلمين، نحن ملزمون بأداء الصلاة في أوقات محددة بحيث يصادف وقت صلاوات الظهر والعصر خلال تواجدنا في الجامعة". وأضافت: "كثيرًا ما نعاني من منعنا من أداء الصّلاة داخل الحرم الجامعيّ مع العلم أننا نحاول الابتعاد قدر الإمكان عن التجمعات واختيار أماكن هادئة لا يستخدمها الطلاب لأداء الصّلاة".

 وقالت الطالبة التي رفضت ذكر اسمها بعد التواصل مع إدارة الجامعة، "رفعنا عريضة موقعة من 140 طالبًا وطالبة من مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية طالبنا فيها بالسماح لنا بأداء الصّلاة داخل الحرم الجامعيّ بشكل منفرد وفي أماكن بعيدة من التجمعات لكنها قوبلت بالرفض". (تجدون العريضة مرفقة بالخبر).

معتوق: نحيي جرأة الطلاب ولكن..!

وبدورنا، تواصلنا مع نائب مدير جامعة "الأنطونية" الأب زياد معتوق للوقوف على رأي الجامعة، فشدد على العناوين الأساسية التي تناولها البيان الرسمي الصادر عن الصرح. 

وأثنى الأب معتوق على جرأة الطلّاب الذين أثاروا هذه المسألة وتناولوا هذا الموضوع الحسّاس وعلى إبداء رأيهم بوضوح، معلنًا رفض ممارسة أي كان لشعائره الدينية داخل الجامعة. 

وقال:  "انطلاقًا من قواعد النظام العامِّ وحقوق الجامعة المنوَّه عنها، يتبيَّن أنَّ بعض الطلبة قد التبس عليهم الأمر، ولم يُحسنوا التفريق بين حقوقهم الدستوريَّة من جهة وممارستها من جهة أخرى. فالتنوُّع الذي حَمَته وما زالت تحميه الجامعة الأنطونيَّة لا يعني تأمين حقِّ ممارسة الشعائر الدينيَّة داخل حَرَمها، بل يعني بالأحرى تأمين مجتمعٍ داخليٍّ متنوِّع وشامل يحترم الاختلاف بين أعضائه الذين يجمعهم هدف واحد، وهو الحقُّ في التعلُّم من دون تمييز". وأضاف: "صحيح أنّ الحق في ممارسة الشعائر الدينيَّة للطلّاب المسلِمين أو غير المسلِمين، على أهمِّيَّته، يُعتبر حقًّا أساسيًّا، إلّا أنَّ ممارسته يجب أن تتمَّ ضِمن ضوابط النظام العامِّ التربويِّ الذي يهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين خدمة التعليم لجميع الطلّاب على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم، وذلك في جوٍّ من الإلفة واللحمة والوَحدة يؤمِّن تحقيق الصالح العامِّ للمجتمع، ويمنع نشوء الاختلافات في ما بينهم داخل الصَرْح الجامعيّ، الأمر الذي قد يُعرِّض هذا النظام العامَّ للاضطراب، ممّا يُطيح بالغاية التي تأسَّست الجامعة من أجلها". 

على أي حال، تبقى الجامعة صرحًا خاصًا قوانينه واضحة ويتسجل الطلاب وهم على دراية بها، أمّا الأهم فيكمن في أنّ بناء لبنان الحقيقي سيكون دومًا خارج عباءة الطوائف.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa