عقدة "زوج الستّ"... عامل يشعل دوامة تعنيف الفنانات!

كتبت غنوة دريان في "السياسة":

ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة ضرب الفنانات وخيانتهن وسحلهن من قبل أزواجهن. غير أنّ اللّافت يكمن في أنّ معظمهنّ كنّ يلتزمن الصمت حول ذلك الجانب المظلم من حياتهنّ ويظهرن عبر مواقع التواصل الاجتماعي برفقة أزواجهنّ وهنّ بقمة السعادة إلى أن طفح الكيل وكشفت كل واحدة منهن عن الحقيقة المرة. ورغم أنّ معظم تلك النجمات يعتربنّ فتيات أحلام الشباب خاصة المراهقين منهم وايقونات الجمال والموضة لكنهنّ يدخلن في دوامة من التعنيف ومن هنا، كان لا بد من اللّجوء إلى الطب النفسي لتفسير تلك الظاهرة التي تعتبر غريبة ومستهجنة. 

موقع "السياسة"، كان له لقاء مع الاخصائي النفسي الدكتور جمال حافظ ،لتفسير تلك الظاهرة الغريبة. 

وعلّق الدكتور جمال حافظ على هذه الظاهرة بالقول: نظرة الجمهور إلى الفنانة تختلف إلى حد بعيد عن نظرة زوجها لها. فالجمهور يضعها في مكانة، في حين أنّ زوجها يراها امرأة عادية فهو يشاهدها على حقيقتها سواء من حيث الشكل أو الطباع، فهي لا تتجمل أمامه ولا تتصنع. وعندما يخرج إلى العلن بصحبتها ينظر إليه الجمهور على أنه " زوج الست" خاصة إذا كان مديرًا لأعمالها ومشرفًا على كلّ أمورها المادية، فهي مصدر رزق وشهرة بالنسبة له وهذا بالتأكيد يزعجه إلى حد كبير لأن الرجل الشرقي بطبعه يعتبر أنّ الزوجة تابعة له. أمّا في حالة النجمات، فهو زوج النجمة، الأمر الذي يجعل الحقد يتحرك بقوة في عقله الباطن، فيقوم بتصرفات قد توصف بالعنيفة انتقامًا لنفسه. وفي بعض الأحيان ومن دون أن يشعر، يلجأ إلى شتى أنواع التحقير والعنف تجاهها ليثبت لنفسه بأنه المتحكم في حياتها. 

وعن ظاهرة الضرب والخيانة يعلّق الدكتور جمال حافظ بالقول: عندما يقوم زوج الفنانة بخيانتها وربما تكون هذه الخيانة مع امرأة عادية وأقل منها جمالًا، فإنه يفعل ذلك ليثبت لنفسه أنه رجل مرغوب ومحبوب بعيدًا من شهرة زوجته. 

وعن اللّجوء إلى الضرب والإهانة والسحل يضيف: عندما يشعر الرجل بأن شخصيته قد  بدأت تختفي أمام شهرة زوجته يكون أكثر عنفًا، فهو يترجم هذا الحقد الدفين بطريقة عنيفة خاصة عندما يضربها أو يهينها أمام أولادها ليثبت لنفسه ولأولاده بأنه المتحكم الأول بها وبحياتها وبأنه قادر على إهانتها بالطريقة التي ترضي غروره كرجل، سيما وأنه يكون متأكدًا من أنّ ما يقوم به لن يخرج إلى العلن، لأنّ  النجمات  يحرصن أشد الحرص على الظهور امام  الجمهور وكأنهنّ يحيين حياة شبه مثالية.

 ولكن متى تتمرد النجمة وتعلن الحقيقة المرة؟

 يقول الدكتور حافظ: النجمة هي إنسانة وامراة في النهاية وهذه الازدواجية في الحياة قد تجعلها تشعر بأنها إنسانة غير سوية وغير متصالحة مع ذاتها، مما يولد لديها حالة من الاكتئاب والشعور بالاضطهاد مثلها مثل أ امرأة عادية، فعوضًا عن الشهرة والأضواء، هناك الإضطهاد والضرب والاستغلال فتقرر الانتقام لنفسها وتخرج عن صمتها وتروي حقيقة حياتها التعيسة مع الرجل الذي يراه الناس بأنه يحافظ عليها وربما يظن نفسه بأنه أحد عوامل نجاحها.

 وعن ردود أفعال أزواج النجمات الذين غالبًا ما ينكرون هذا الواقع، يعلق الدكتور جمال حافظ بالقول: هذا تصرف طبيعي من الرجل فبالنسبة له وكأي رجل يعاني من عقدة (زوج الست) يقوم بتكذيب كل ما تقوله ويحملها مسؤولية الحياة التعيسة التي يحياها معها ،فيتهمها مثلًا  بأنها سيدة تهمل عائلتها وتوهم الجمهور بأنها امرأة مثالية وهي عكس ذلك، أي أنه يحاول تشويه صورتها أمام محبيها فيتهمها بأنها تعاقر الخمر أو بأنها مدمنة مخدرات وأنه ساعدها كثيرًا وحاول إخراجها من دوامة العادات السيئة.