اعترافات لمجندين روس حول "الخسائر" في جبهات القتال

08/11/2022 03:28PM

يعاني المجندين الذين حشدتهم روسيا مؤخرا للقتال في أوكرانيا من نقص في المعدات والتدريب وغياب لـ"التخطيط الاستراتيجي" من قبل القادة، ما تسبب في مقتل المئات من المجندين الروس الجدد.

شهادة

في 21 أيلول، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن "تعبئة جزئية" في ظل تعرض قوات بلاده لسلسلة من الانتكاسات العسكرية في أوكرانيا، وفقا لـ"رويترز".

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن الخطوة ستشهد استدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط للخدمة.

وفي 16 أكتوبر، تم استدعاء أليكسي أجافونوف إلى جانب 570 مجندا آخر في فورونيج، وهي مدينة تقع في جنوب غرب روسيا، كجزء من حملة التعبئة التي أعلنها بوتين، وفقا لتقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

وبعد ساعات من وصول، أجافونوف، إلى منطقة لوغانسك في 1 نوفمبر كجزء من كتيبة من المجندين الجدد، تم تسليم وحدته "معاول" وأمرهم القادة بحفر الخنادق طوال الليل.

وتناوب المجندون على القيام بالحفر بسبب عدم توفر "المجارف"، قبل أن تمطر المدفعية الأوكرانية أجافونوف ووحدته بالقذائف.

وفي مقابلة هاتفية مع الصحيفة البريطانية، الاثنين، قال أجافونوف، الذي نجا من القصف "حلقت طائرة أوكرانية بدون طيار فوقنا أولا، وبعد ذلك بدأت مدفعيتها في قصفنا لساعات وساعات دون توقف".

وتابع: "رأيت رجالا يتمزقون أمامي، معظم وحدتنا قد اختفت ودمرت، كان جحيما"، مضيفا أن "قادة وحدته تخلوا عنهم قبل بدء القصف بقليل".

وبعد توقف الهجمات الأوكرانية، انسحب أجافونوف مع ما يقرب من عشرة جنود آخرين من الغابة خارج بلدة ماكييفكا في لوغانسك إلى مدينة سفاتوف القريبة التي تسيطر عليها روسيا. 

وفي سفاتوف، انتقل أجافونوف ومجموعته إلى مبنى مهجور، في محاولة للاتصال بالجنود الآخرين الذين كانوا معه في تلك الليلة.

ووفقا لتقديرات أجافونوف، فقد نجا 130 فقط من المجندين من أصل 570 من الهجوم الأوكراني، مما سيجعله "أكثر الحوادث دموية بين صفوف المجندين منذ بدء حملة التعبئة في نهاية سبتمبر"، حسب "الغارديان".

شهادات مماثلة

وقال جندي ثان طلب عدم ذكره اسمه، "كنا مكشوفين تماما، ولم يكن لدينا أي فكرة عما يجب القيام به"، مضيفا "مات المئات منا".

وأكد في حديثه لـ"الغارديان"، عدم تلقي الجنود الجدد تدريبات كافية قبل إرسالهم للقتال في أوكرانيا.

ونشر موقع "فيرستكا" الروسي المستقل، المزيد من التفاصيل عن الواقعة، واستشهد برواية لمجند يدعى، نيكولاي فورونين، الذي وصف بالمثل تعرضه لإطلاق نار أوكراني في الساعات الأولى من يوم 2 نوفمبر.

وقال المجند "كان هناك الكثير من القتلى، وكانت أذرعهم وأرجلهم ممزقة"، مضيفا "المجارف التي استخدمناها لحفر خنادقنا تُستخدم الآن لإخراج الموتى".

تعبئة فاشلة

يشير الحادث إلى رغبة روسيا في إلقاء مئات المجندين غير المستعدين على خط المواجهة في شرق أوكرانيا، حيث تدور بعض أعنف المعارك، في محاولة لوقف تقدم كييف، وفقا لـ"الغارديان".

ورغم التكاليف الباهظة لعملية التعبئة، لكنها لم تؤد حتى الآن إلى اكتساب روسيا أرضية جديدة، وفقا لتقرير حديث صادر عن "معهد دراسة الحرب"، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن.

وقال التقرير إن الجيش الروسي كان "يهدر الإمدادات الجديدة من المجندين على مكاسب هامشية"، بدلا من حشد عدد كاف من الجنود لضمان النجاح.

وكان من المحتمل أن تحقق القوات الروسية مزيدا من النجاح في مثل هذه العمليات الهجومية، "إذا انتظرت حتى وصول عدد كاف من المجندين الجدد لتجميع قوة كبيرة بما يكفي للتغلب على الدفاعات الأوكرانية"، وفقا للمعهد.

وقال بوتين أمام مجموعة متطوعين إن 318 ألف مجند سجلوا أسماءهم منذ إعلان التعبئة العسكرية الجزئية في سبتمبر، وفقا لـ"فرانس برس".

وقد تجاوز العدد هدف تجنيد 300 ألف شخص لأن "المتطوعين ظلوا يأتون"، وفق قوله، ومن بين هؤلاء، يشارك 49 ألفا في القتال.

لكن أقارب جنود روس قالوا لـ"فرانس برس"، إن التعبئة اتسمت "بالفوضى"، وقالت تاتيانا التي تم تجنيد ابن أختها في كراسنوجورسك "كل ما يُعرض على التلفزيون كلام فارغ".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa