أرقام مخيفة لعدد المنتحرين وجلسات جماعية للمساعدة!

 كتبت غنوة دريان في "السياسة":

 بسبب ازدياد أعداد المنتحرين في لبنان بشكل مخيف  تقوم  هيئة الأمم المتحدة بمساعدة الجمعيات الأهلية بمساندة من يعانون من أمراض نفسية قد تدفعهم إلى الانتحار. 

وجاءت احصائيات هذا العام لتكشف عن الأرقام المخيفة التي سجلها المجتمع اللّبناني. 

وفي التفاصيل، بلغ العدد حالة واحدة يوميًا من سن الـ 19 حتى الـ 35 وتحاول الجمعيات الأهلية أمام هذه الأرقام المريعة الوقوف إلى جانب من يعانون من الاكتئاب والأفكار الانتحارية عبر مساعدتهم للجوء إلى الأطباء النفسيين. 

ويواجه المواطن اللّبناني حاليًا مشكلتين، الأولى تتمثل بانسداد الأفق بسبب الحالة الاقتصادية المزرية أمّا الثانية فتتمثل بعجزه عن دفع تكاليف الجلسات التي يخضع لها عند المعالج النفسي والتي تبلغ مليون ليرة لكلّ جلسة. 

لذلك تحاول الجمعيات الأهلية إنشاء جلسات مشتركة لمن يعانون من الأفكار الانتحارية. حيث يتحدث كل واحد منهم عن ما يعني منه من أزمات. 

وفي السياق، قال الاخصائي النفسي، رائد محسن إنّ كثرة حالات الانتحار تعود إلى حالة اليأس التي تجتاح المجتمع اللّبناني. ولكن لب الموضوع يعود إلى أنّ الاشخاص أصحاب الميول الانتحارية هم غير محصنين نفسيًا، سواء من قبل العائلة أو من المحيطين بهم الذين يشعرون بتغير طباع هؤلاء الأشخاص. 

ومن الناحية النفسية وعن كيفية مساعدة المريض لنفسه في ظلّ انعدام القدرة على زيارة الطبيب، فإنه يرى في حديثه لـ "السياسة" أنها مسألة صعبة وتعود إلى قدرة المريض على اتخاذ القرار بالتمسك بالحياة من جديد. مثل اللّجوء إلى ممارسة الرياضة والتقرب من الناس الذين يملكون طاقة إيجابية وقدرة على مواجهة صعوبات الحياة أو ممن كان لديهم ميول انتحارية واستطاعوا التغلب عليها.  وهنا تكمن أهمية الجلسات المشتركة التي يعتقد البعض بأنها لا تجدي نفعًا ، وهذا خطأ جسيم ففي بداية الجلسات قد لا يشعر المريض بالراحة ولكن مع الوقت سوف يشعر بالاندماج مع تلك المجموعات ويبدأ بالتعبير عن مشاعره بشكل انسيابي ومن دون الشعور بأي احراج  خاصة عندما يستمع إلى معاناة الآخرين. 

وينصح الدكتور رائد محسن جميع الذين يشعرون بميول انتحارية بطلب المساعدة في أسرع وقت عبر الجلسات الجماعية وأن يبتعدوا كل البعد عن المهدئات ومضادات الاكتئاب التي يصفها لهم غير المختصين لأنها تشكل خطرًا كبيرًا على صحتهم النفسية.