"بلاك فرايدي"... لاصحاب العملة الخضراء

02/12/2022 03:10PM

كتبت كارول سلوم في "أخبار اليوم"

يحتاج اللبنانبون إلى أكثر من "بلاك فرايدي" واحد، والأصح هو أن البعص منهم  يتمنون لو أنه " يدوم" و" يدوم"... مالكو الفريش أوائل المستفيدين من هذه الظاهرة، ذاك أن غالبية الأدوات أو المواد التي عرضت في "يوم التنزيلات" سعرت بالعملة الخضراء.

لم يخل محل من تطبيق الـ"بلاك فرايدي": إلكترونيات، ألبسة، عطورات وأدوات تجميل وغيرها وغيرها. "جن جنون" الشعب في ذلك اليوم، وتصدرت صور حاملي البضائع شاشات التلفزة، مع العلم أن المبالغة لعبت دورها. 

وفي كل الأحوال، من لم يتمكن من اللحاق به، وجد نفسه خاسرا، أما من لحق به فأضطر إلى الإستعانة بصديق لاسيما أن فترة التنزيلات صودف موعدها قبل تقاضي الراتب الشهري.

وقبل أن يطبق الدولار الجمركي، تهافت البعض على عملية شراء ما يريد، حتى أنه تخلى عن بضعة مئات الدولارات للحصول على اغراضه قبل "دوبلة" سعرها...

وليس مبالغة في القول ان هناك فئة من المواطنين تعشق هذا اليوم. وسواء اشترت ام لا في لحظتها، إلا أنها تتجول في المحال وتتأمل هذا القميص أو هذا الفستان، تجمع وتطرح وتضرب الأرقام في رأسها لتخرج بنتيجة واحدة: نعم، فلتصرف الأموال كرمى هذا اللباس أو غيره. يدور الحديث هنا عن محبي تسوق الألبسة،  أما من توجه إلى محل الألكترونيات،  فقرر عدم  الخروج منها إلا منتصرا أو حاملا معه هذا التلفاز أو طقم طناجر أو سخانا أو أي آلة توفر الكهرباء أو كمبيوتر أو غير ذلك.  

ليس هناك من رقم  مخفض موحد تم اعتماده في هذا المجال،  فبعضها التزم بألـ black friday  كما يجب والبعض الآخر، خفض بنسبة قليلة .  وفي المقلب الآخر، تحسر البعض على خسارة نعمة الإستفادة منه وقرر أن يدخر الأموال  حتى يحل هذا اليوم مرة جديدة .

وتروي مهى ح. لوكالة "أخبار اليوم" أنها لم تكن تهتم بيوم التنزيلات إلا أن قررت أن تجرب الأمر، مشيرة إلى أنها نجحت في مهمتها وأشترت طقما من" الطناجر والمقالي" بسعر خيالي، ووفرت أكثر من ٤٠ دولارا. وتوضح أنه لو كانت تعلم منافع الأمر، لأقدمت عليه منذ أن أصبح " ترند" ومطبقا في لبنان .

وتقول لارا ع. أنها لا تفوت هذا اليوم وتنتظره بكثير من الإهتمام ولأن راتبها يحول دون الأستفادة من أي خصومات، قصدت صديقاتها كي تتمكن من شراء نواقص منزلها الذي تعمد الى تحهيزه قبل أن تنتقل عليه كعروس، وتلفت إلى أن خطيبها يفعل الأمر نفسه مع أصدقائه وتكون المسألة بمثابة دين من المقربين الذين يرفض بعضهم إعادة الدين ويعتبر المبلغ هدية الزواج .

اما أنيس س. فيرى أن المسألة تتصل بقدرة كل مواطن على تأمين لوازمه في ذلك اليوم وإن من يتقاضى راتبا متواضعا لن يصرفه على حاجات معينة وان كانت ضرورية، بدلا من دفعها على الطعام والمدرسة وغير ذلك، ويلفت إلى ان مثل "عل قد بساطك تحرك" لم يأت من عبث وإن قرار المشاركة في هذا اليوم شخصي،  معلنا انه لم يشتر شيئا في الأيام التي أعلن فيها عن حسومات كبيرة، بسبب ندرة الأموال، لكنه قد يجرب الأمر مرة اخرى عندما ينقصه غرض أكثر من ضروري.

بالطبع تفاوتت حركة اللبنانيين في هذا اليوم ومن تمكن من الإستفادة من العروضات "قطفها" ومن لم يستفد لأسباب كثيرة قد يتجرأ في لحظة ما ،  إلا أن هذه التظاهرة التي أقفلت اوتوسترادات سابقا وشهدت زحمة ناس أو جنونا معينا تشكل في أغلب الظن متنفسا لبعض اللبنانيين ...


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa