قائد الجيش... مرشَّح التساوي في الهزيمة

07/12/2022 02:59PM


كتب قزحيا ساسين في "السياسة": 

لقد نجح حزب الله في عقد اجتماع حكومة تصريف الأعمال، مساعدًا الرئيس ميقاتي على النائب جبران باسيل، موجّها بذلك رسائل في عدّة اتّجاهات.

اختبأ ميقاتي بالضرورات الصحّيّة لمرضى الكلى والسرطان... وحاول الظهور بِلابس ثوب النُّسك، وكأنّ خصومه في ما فعل يتجاهلون مأساة الناس وفي مقدّمهم البطريرك المارونيّ.

لا شكّ في أنّ بين ما يراد من اجتماع مجلس الوزراء مسائل في منتهى الإلحاح إنسانيّا، غير أنّ رئيس الحكومة حاول استثمار القضيّة الإنسانيّة للانقضاض سياسيّا على الدستور ومقاطِعي حكومته من وزراء يلتزمون بمشيئة باسيل السياسيّة. وبدا الأمر واضحا من خلال جدول أعمال الاجتماع الفضفاض وفيه ما يتجاوز الخمسين بندا.

من نتائج انتصار ميقاتي الأخير، إظهار قدرة حزب الله على تسيير الحكومة، ريثما يستطيع إيصال رئيس يناسبه إلى بعبدا. وفي هذا السياق، ظهر أيضا تحجيم الحزب لباسيل، إفهاما له بأنّه أصبح حليفا عاديّا لا شريك النصف كما يشتهي هو. غير أنّ ما يبدو أكثر خطرا تجاهُل حزب الله وحلفائه، وتحديدا الرئيس برّي والزعيم الدرزيّ وليد جنبلاط، رغبة البطريركيّة المارونيّة والقوى المسيحيّة "السياديّة" في عدم تصرّف ميقاتي كرئيس حكومة طبيعيّة... وإلّا تحوَّل رئيسا للجمهوريّة وللحكومة في الوقت نفسه.

حتّى الآن، يتّضح أنّ جنبلاط حصّة برّي ونصرالله، وما وقوفه على ضفّة ترشيح النائب ميشال معوّض لرئاسة الجمهوريّة سوى واجبات بالمعنى السياسيّ الشكليّ، والمستقبل القريب سيكشف أنّ الأوراق كانت كلّها بيضاء في صندوق الرئاسة، لأنّ المرشّح الذي سيصل إلى قصر بعبدا لم تأتِ ساعته بعد، وكلّ القوى السياسيّة باتت تعرف ذلك جيّدا.

في بداية مسرحيّة انتخاب الرئيس عدّت قوى "السيادة" عدّتها، وهجمَت بترشيح ميشال معوّض، وتبيّن شيئا فشيئا تعذُّر انتخابه رئيسا، وها هي القوى نفسها تطلب من قوى الممانعة إنهاء لعبة التعطيل الانتخابيّة، وإن استطاعت إيصال سليمان فرنجيّة فما من مشكلة طالما أنّ اللعبة الديمقراطيّة تقتضي ذلك. لكن في هذا الطرح احتمال الهزيمة الثانية، لأنّ حزب الله الذي جمع حكومة تصريف الأعمال على الرغم من كلّ المعارضين، فاجأ الجميع بموقع الوزير بوشيكيان السياسيّ. وهو لم يكشف كلّ أوراقه بعد، والأرجح أنّه الأقدر عدديّا في المجلس النيابيّ. وفي حال توفّق في إيصال رئيس "مقاوم"، لن يكون أمام قوى "السيادة" سوى الانتظار ستّ سنوات من جديد، لمعاودة الهجوم.

وأمام هذه الاحتملات المتعدّدة، قد يكوز خيار اللجوء إلى ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهوريّة مخرجا لا حَلًّا، فلَو كان حلًّا مطلوبا لكان الجميع اختاروه منذ بداية الاستحقاق الرئاسيّ، لكنّه يشكّل هزيمة مشتركة لمختلف القوى السياسيّة التي ترى التساوي في الهزيمة بديلا من الانتصار


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa