15/12/2022 06:19AM
كتبت صحيفة "الجمهورية" تقول:
يسجّل المجلس النيابي اليوم، الفشل العاشر في انتخاب رئيس الجمهورية، ويدخل في استراحة عيدي الميلاد ورأس السنة، لتعود وتُستأنف مع بداية السنة الجديدة حلقات مسلسل الفشل من جديد، وتضييع جلسات الانتخاب بالتسلية الفارغة بميشال معوض وبالأوراق البيضاء وبالاقتراع المُبعثر لمجموعة أسماء بعضها أُنزل إلى حلبة الترشيح من دون علمه، وبعضها الآخر مغمور أقصى ما يتمنّاه أن يحوز على صفة مرشّح لرئاسة الجمهورية.
على هذا الايقاع سيتقلّب المشهد الرئاسي في أفق فشل مفتوح إلى ما لا نهاية، وأسوأ ما فيه تغطية هذا الفشل بالوعظ السياسي والشعبوي وبكاء التماسيح على رئاسة جمهورية شاغرة، فيما سيّد القصر الجمهوري ألقت به احقاد الواعظين انفسهم، وأجنداتهم، خلف السدود السياسية التي قطعوا فيها معبر التوافق الالزامي لوصوله الى القصر، وحرفوا المسار نحو الصدام والتصعيد وتمديد الفراغ الى مديات زمنية بعيدة.
امام هذه الصورة المقفلة بالاحقاد والعناد، يصبح الرهان صعبا على أن تتبدّى فيها ليونة أو ايجابية ولو شكلية، من شأنها أن تحدث تعديلا فيها، فالمسار صاغته الاحقاد وفخّخته بصواعق الخطاب العدائي والتحريضي، وحسمت وجهته نحو معركة مفتوحة فوق ركام البلد. وبالتالي، لا يتّسع المجال للاستفاضة في سرد التكهنات والتوقعات والسيناريوهات المحتملة، فجميعها ترسم صورة مخيفة للواقع اللبناني، اكثر مرارة وغلياناً وبؤساً من الصورة الحالية، وتقترب من اليقين من أنه مع الوضع السياسي الميؤوس منه باتت الازمة الكبرى تلوح في الافق، ولحظة الارتطام تدنو أكثر فأكثر، ولم يبق أمام اللبنانيين سوى انتظارها وتلقي تداعياتها وويلاتها وآثارها الكارثية.
قمقم مُقفل
«الصورة أكثر من قاتمة»، على ما يقول مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية»، ويعتبر التعقيد الحاصل في الملف الرئاسي بأنه «صنع في لبنان»، ويقول: لقد دخلنا في قُمقم مقفل و«انحبسنا» فيه، ولا نملك الا الدعاء الى الله لكي يخرجنا منه.
ويستدرك المصدر عينه ويسأل: «كيف يمكن ان يخرج البلد مما هو فيه طالما ان العقل مريض ومعطل»؟ ويقول: «البلد يحصد ما زرعه هذا العقل، وقد بتّ على يقين من ان انتخاب رئيس للجمهورية في هذا الجو هو من سابع المستحيلات، حاولنا ان نطرق باب التوافق والتَشارُك على إنهاء هذه الازمة، فلم يفتحوا هذا الباب، وجلس كل منهم فوق شعاراته وشعبوياته وتفرّغ لمعاركه الجانبية. فليتفضل «المتباكون» ويفسّروا للبنانيين كيف يَتباكون على رئاسة الجمهورية ومكانتها وموقعها ودورها وصلاحياتها، وفي الوقت نفسه يرفضون عن سابق اصرار وتصميم سلوك المسار المؤدي الى انتخاب رئيس؟ هذا بكاء بلا دموع، فإن كانوا يملكون حلا بديلا عن هذا المسار، فليطرحوه بلا تأخير».
وعرضَ المصدر الرفيع المشهد الرئاسي بقَوله: «لا مسلسل الإنتخاب نفع، والفشل يجرّ الفشل منذ ما قبل نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون، ولا الحوار ممكن، ولا التوافق على رئيس للجمهورية مَقدور عليه، ولا نية لأطراف الصدام والانقسام بالنّزول عن أعمدة المواصفات والصدامات والشعبويات، فكيف يمكن ان تنتظر ان ينتخب رئيس للجمهورية في المدى المنظور؟ أنا اخشى انّ رئاسة الجمهورية باتت امام شهور طويلة من الفراغ».
ورداً على سؤال عما اذا كان فشل الحوار لصياغة توافق في الداخل، بَديله حوار بين اللبنانيين خارج لبنان؟ قال المصدر: ألا يكفينا نشر غسيلنا في الداخل لكي ننشره في الخارج. قد تكون هذه الفكرة تراود أذهان البعض، ولكن قبل كل شيء يجب أن يسأل هؤلاء انفسهم مَن في الخارج مستعد لأن يستقبلنا؟ وقبل ان نحكي عن الحوار ونبحث عمّن سيستقبلنا، مَن في الخارج مستعد او راغب في يعيرنا اهتمامه، ويتفرّغ لأزمتنا ويضعها في سلّم اولوياته، ويصرف اهتمامه عن الازمات الكبرى والاثار المدمرة على المستوى الدولي للحرب العالمية الدائرة في اوكرانيا»؟
الحوار ما زال ممكناً
الى ذلك، أبلغت مصادر سياسية واسعة الاطلاع الى «الجمهورية» قولها انه على الرغم من الاجواء المتشنّجة التي احاطت بالمسعى الحواري الذي كان رئيس المجلس النيابي في وارد إطلاقه لصياغة توافق على انتخاب رئيس للجمهورية، فإنّ الحوار ما زال مربوطاً بخيط رفيع وانعقاده ما زال وارداً، حيث انّ الابواب لم تُقفل نهائياً امامه.
ولفتت المصادر الى ان كل شيء مؤجّل الى السنة الجديدة، وأعربت عن اعتقادها في أنّ المكونات السياسية تَعاطت مع شهر كانون الاول على انه شهر مَيت ربطاً بعطلة الاعياد التي تأكل نصفه الثاني، وامر طبيعي في الوقت المَيت ألا تخرج بعض الاطراف مواقفها عن سياقها التصعيدي، في انتظار ما قد يستجد في هذا السياق، سواء من تطورات في الداخل او بناء على نصائح من «الاصدقاء» في الخارج، خصوصاً ان الازمة ضاغطة على الجميع وكل الاطراف مهما علا صوتها، محكومة بالبحث عن مخرج، ولننتظر بداية السنة الجديدة وما قد تحمله على هذا الصعيد».
وقد لفتت في هذا السياق، اشارة عكست ما بَدت انها ليونة برتقالية حيال الحوار، تجلّت في زيارة عضو تكتل لبنان القوي نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب الى عين التينة ولقائه رئيس المجلس نبيه بري، وإعلانه «انّ فكرة الحوار ليست واردة قبل نهاية العام الحالي»، وتأكيده «اننا لن نخرج من الازمة الحالية من دون حوار». كاشفاً «انّ ما لمسته من رئيس المجلس يؤكد أن الوقت من أجل أن يكون هناك تفاهم وتَشاور، مُحدّد وليس إلى ما لا نهاية، وبعده سوف يكون هناك عمل جدي أكثر ابتداء من العام المقبل». (اشارة هنا الى ما أكدته مصادر مسؤولة بأنّ احتمالات انعقاد الحوار تصبح قوية اذا ما شارك فيه التيار الوطني الحر).
واذا كانت زيارة بوصعب الى عين التينة منسّقة او غير منسّقة مع رئاسة التيار الوطني الحر، الا انّ لها دلالاتها سواء اكانت خطوة احادية من بوصعب بتأييد الحوار، او خطوة تعبّر فعلاً عن موقف التيار وتعكس استعداده للمشاركة في الحوار. الا انها تزامَنت مع ما بَدت انها محاولة لرفع تهمة الهروب من الحوار عن التيار وإلقائها في مكان آخر، حيث نُسِب الى مصادر في التيار الوطني الحر قولها إن التيار لم يكن قد حسم أمر حضوره الحوار واشترط معالجة ما اعتبره خللاً حكومياً، ما دفعَ بري الى قطع الطريق عليه ولم يستكمل دعوته للحوار».
تخوّف واستغراب عربي
المصدر : الجمهورية
شارك هذا الخبر
خبر هام للنساء النازحات الحوامل: هكذا يمكنكنّ الاستفادة
حزب الله يواصل عملياته...وهذه اخرها
العراق يوافق على تمديد عقد الفيول ومخزون كهرباء لبنان إلى ارتفاع
النيابة الفرنسية تطالب بحبس مارين لوبان...والسبب؟
بالفيديو: احتراق سيارة في عمشيت... ماس لا استهداف
عملية جديدة لحزب الله تخرج الى العلن
الطيران الحربي الإسرائيلي يخرق جدار الصوت فوق صيدا وجزين وإقليم الخروب
دويهي: الطائف الملجأ الوحيد لانتخاب رئيس وتاريخ بري أثبت أنه ليس دائما على حق
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa