2022 يعمّق جراح اللاجئين.. قوارب متهالكة وإجلاء قسري

23/12/2022 11:55AM

لم تنقطع خطوات الفارين من أهوال الحروب والصراعات في عام 2022، بل ارتفعت وتيرة الأقدام المتلاحقة نحو المعابر، وتزاحمت الأجساد المتعبة أمام مكاتب الإغاثة الدولية، وأُلصق بهؤلاء صفة لاجئ، وكُتب عليهم العيش في الشتات إلى أجل غير مسمى.

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حمل عام 2022 عددا من الحقائق المزعجة، حيال ضحايا النزاعات المتنامية، وحالة الطوارئ المناخية والأوبئة وأزمات الطاقة والغذاء.



وأدت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى "أسرع وأكبر حركة نزوح شهدها العالم منذ عقود"، حيث أُجبِر حوالي 14 مليون شخص على ترك منازلهم منذ 24 فبراير الماضي، يعيش منهم 5.4 مليون لاجئ خارج الأراضي الأوكرانية، حتى منتصف عام 2022.

وفي ميانمار، نزح ما يُقدّر بنحو 500 ألف حتى منتصف عام 2022، ولا يزال وصول المساعدات الإنسانية لهؤلاء يمثل تحديا كبيرا.

وبالنسبة لإفريقيا، فقد نزح أكثر من 850 ألف شخص بإثيوبيا، بينما أدّت الهجمات الوحشية والعنف الجنسي ضد النساء في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى زيادة عدد النازحين بأكثر من 200 ألف شخص، والذي يبلغ أصلا 5.5 مليون نازح.


أحوال اللاجئين في عام 2022

مع حلول شهر يناير تشتد البرودة، وهو ما يضع اللاجئين والنازحين في عين العاصفة، إذ عانت مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال وبعلبك واللبوة وسعدنايل وشتى مناطق البقاع اللبناني، وتحديدا المخيمات الكائنة في المناطق الجبلية شديدة الارتفاع، حيث العواصف والثلوج وموجات البرد والصقيع.

بعد اقتحام مسلحين في مطلع فبراير مخيم للاجئين إرتيريين في ولاية عفر الإثيوبية، فرّ حوالي 4000 آلاف لاجئ إرتري من المخيم إلى مدينة سيميرا حيث تقدم مفوضية اللاجئين الدعم الفوري لهم.

في الجزائر، عاد اللاجئون الأفارقة لـ"غزو" مدن البلاد بشكل مفاجئ.


 فجرت الأزمة الأوكرانية أوضاع اللاجئين في العالم، إذ قدّر المفوض الأعلى للاجئين بالأمم المتحدة، فيليبو غراندي، عدد اللاجئين الأوكرانيين حتى نهاية فبراير، في تغريدة على موقع تويتر قائلا: "فر أكثر من 500 ألف لاجئ حتى الآن من أوكرانيا إلى دول مجاورة".

ومع نهاية مارس، كشفت الأمم المتحدة أن أكثر من أربعة ملايين أوكراني فروا من بلدهم منذ بداية الحرب، في تدفق للاجئين لم تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

في منتصف أبريل 2022، سجّلت النيجر أكثر من 36000 وافد جديد من نيجيريا ومالي وبوركينا فاسو (معدل أكثر من 2500 وافد جديد كل أسبوع) بداية من يناير 2022.

تدفق لاجئين إلى النيجر

 في ذات الشهر، أعلنت الحكومة البريطانية تفعيل خطة لإرسال لاجئين إلى رواندا الواقعة في شرق إفريقيا لطلب اللجوء هناك، وستركز هذه الخطة في البداية على الرجال غير المتزوجين الذين يعبرون في قوارب أو شاحنات من فرنسا.


في منتصف يونيو، أيّد القضاء العالي البريطاني، خطة الحكومة لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، في حين انتقد الخطة عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان والأمم المتحدة، وحتى العائلة المالكة البريطانية.


شهد شهر يوليو بارقة أمل للاجئين في ألمانيا عندما أقرت الحكومة الألمانية مشروع قانون يتيح لعشرات الآلاف من اللاجئين تسوية أوضاعهم، ومنحهم إقامة قانونية في البلاد، وذلك بالتزامن مع تزايد موجات الهجرة من أوكرانيا إلى ألمانيا.

يوم 19 يوليو استأنفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عمليات العودة الطوعية للاجئين الكونغوليين من أنغولا، بعد توقفها في عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19


أفادت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يوم 10 أغسطس، بفقدان أثر عشرات الأشخاص بعد غرق قارب يقلّ مهاجرين ولاجئين في بحر إيجه قبالة جزيرة كارباثوس اليونانية.

ذكر مسؤول حكومي في نهاية أغسطس، أن السلطات اليونانية منعت حوالي 25 ألف شخص من دخول أراضيها بشكل غير قانوني في أقل من شهر، واتهمت جارتها تركيا بتوجيه طالبي اللجوء نحو أثينا.

سبتمبر.. برنامج أسترالي لاحتواء اللاجئين وعدد سكان ألمانيا يسجل رقما قياسيا

في مطلع الشهر أعلن عن السلطات الأسترالية إطلاقها برنامجا جديدا يحمل اسم Community Refugee Integration and Settlement Pilot والمعروف اختصارا بـ CRISP ويهدف لإشراك الأستراليين في احتضان اللاجئين الجدد والترحيب بهم في مناطقهم المحلية منذ اليوم الأول لوصولهم إلى وطنهم الجديد.

لأول مرة في تاريخها الحديث، تتجاوز ألمانيا 84 مليون نسمة، وكان العامل الرئيسي وراء ذلك تدفق اللاجئين الأوكرانيين بحوالي 750 ألف لاجئ.


 أكتوبر.. إعادة السوريين من لبنان إلى ديارهم

في 12 أكتوبر، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن بلاده ستبدأ في إعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، رغم ما تبديه جماعات حقوق الإنسان من مخاوف.

تقدّر الحكومة اللبنانية عدد من تستضيفهم بحوالي مليون ونصف مليون لاجئ من سوريا المجاورة، فيما لا يتجاوز عدد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سوى أقل من مليون.

نوفمبر.. طرد لاجئين أوكرانيين وخلاف بين إيطاليا وفرنسا يحتدم

قامت الشرطة الإيطالية بإجلاء اللاجئين الأوكرانيين قسرا من فنادق بعد انقضاء فترة بقائهم لمدة ستة أشهر من المأوى.


 شهد شهر أكتوبر، احتدام الخلاف الحاد بين فرنسا وإيطاليا حول ملف الهجرة غير الشرعية من ليبيا، وسط خطة روما لإنشاء مخيمات لاجئين على الأراضي الليبية، فيما حذر خبراء من أن هذه المخيمات ستستغلها الميليشيات لترسيخ وجودها.

ديسمبر.. قوارب متهالكة تقل لاجئي الروهينغا وأعداد اللاجئين الأوكرانيين تتزايد

يوم 21 ديسمبر، دعت الأمم المتحدة إلى توفير الإنقاذ السريع لمجموعة من لاجئي الروهينغا الذين يعانون منذ أسابيع على متن قوارب متهالكة في المحيط الهندي، بينهم قارب يقل 190 شخصا، معظمهم من النساء، قيل إنه يتعرض لمحنة في خليج البنغال بالقرب من جزر أندامان ونيكوبار الهندية.

حول أعداد اللاجئين الأوكرانيين بنهاية عام 2022، ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه في الفترة من 24 فبراير إلى 20 ديسمبر 2022، وصل 7863339 لاجئا من أوكرانيا إلى الدول الأوروبية.

أشارت المفوضية إلى أنه غادر أوكرانيا 16595007 أشخاص، عاد منهم 8711402 شخصا إلى بلادهم.

مقترحات مستقبلية لأزمة اللاجئين

في كلمة له يوم 2 نوفمبر الفائت أمام مجلس الأمن الدولي، قدّم مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أربعة إجراءات مقترحة من شأنها الحدّ من تنامي أزمة اللجوء في المستقبل:

تكثيف المساعدات وتوفير الموارد، إذ تتعرض المساعدات الإنسانية لضغوط هائلة، ورغم مستوى الدخل القياسي -بما في ذلك مليار دولار من الجهات المانحة الخاصة -واجهت المفوضية عام 2022 فجوة تمويلية في بعض عملياتها، ما ترتب عليه قطع المساعدات الغذائية للاجئين في عديد من العمليات بسبب نقص التمويل.

التعزيز الجاد لبناء السلام، من خلال تدعيم قدرة الشرطة والقضاء والحكومة المحلية وسيادة القانون بشكل عام في البلدان الهشة.

ضرورة حماية العمل الإنساني بشكل أفضل والتمسك بالقانون الدولي الإنساني والمساهمة في الحفاظ على الطابع المدني لبيئات اللاجئين، بفصل العناصر المسلحة عن اللاجئين والنازحين، وعدم الخلط بين من يحتاجون إلى الحماية والمقاتلين، فبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يعيش ما يصل إلى 80 مليون شخص في مناطق خاضعة لسيطرة جهات فاعلة غير حكومية.

لفت غراندي إلى حاجة المجتمع الدولي، بدءاً من أعضاء مجلس الأمن، إلى التغلب على الانقسامات والخلافات على الأقل عند مناقشة القضايا الإنسانية.


المصدر : سكاي نيوز

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa