أوكرانيون يكافحون لإعادة أطفال "تبنتهم روسيا قسرا"

25/12/2022 11:39AM

يكافح العديد من المواطنين الأوكرانيين للوصول إلى "أطفالهم" الذين رحلتهم روسيا قسريا من المناطق المحتلة الخاضغة لنفوذها بأوكرانيا، بينما تعمل موسكو على "تغيير هوية" هؤلاء الأطفال ومنحهم الجنسية الروسية، وفقا لتقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

ومن بين هؤلاء الأطفال "أولكسندر" الذي لم ير والدته منذ أن أسرها الجنود الروس في مدينة ماريوبول بجنوب أوكرانيا في أبريل وأخذوها بعيدا. 

وفي سن الثانية عشرة، هرب من "تبني عائلة روسية"، فقط لأنه تذكر رقم هاتف جدته ودعاها للحضور وإنقاذه.

وقالت جدته  وتدعي "ليودميلا" وهي من منطقة تشيرنيهيف شمال أوكرانيا: "قالوا إنهم سيرسلونه إلى دار للأيتام أو سيجدون أسرة في روسيا لكن قلت لهم، سأخاطر بحياتي، سآتي واصطحابه"، مضيفة "كنت أتوسل إليهم ألا يرسلوه إلى روسيا".

وبينما يواجه الأوكرانيون عقبات لوجستية هائلة لاستعادة الأطفال الذين تم نقلهم إلى روسيا، أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرسوما في مايو الماضي يجعل من السهل والسريع على الروس تبني "أطفال أوكرانيين".

ويتم انتهاج هذه السياسة بقوة من قبل مفوضة بوتين لحقوق الأطفال، ماريا لفوفا بيلوفا، والتي تدعو علانية إلى تجريد الأطفال من هوياتهم الأوكرانية وتعليمهم حب روسيا. 

في الربيع الماضي، تبنت هي شخصيا صبيا أوكرانيا يتيما تم إجلاؤه من مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة، والتي تعرضت لقصف عنيف من قبل روسيا.

لماذا؟

يُعد إبعاد الأطفال أثناء النزاع أو تغيير جنسيتهم "جريمة حرب محتملة"، لكن روسيا تتكتم على عدد الأطفال الأوكرانيين الذين لديهم عائلات أو أقارب يرغبون في إعادتهم إلى ديارهم. 

وأصرت السلطات الروسية على عدم وجود عائلات أوكرانية لهؤلاء الأطفال، بينما يقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم ينتمون إلى أوكرانيا.

وقالت ألكسندرا رومانتسوفا من مركز الحريات المدنية في كييف الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2022، والذي يوثق جرائم الحرب الروسية المحتملة "لقد غيرت روسيا قانون تبنيها لمنح هؤلاء الأطفال للعائلات الروسية في أقرب وقت ممكن"، حسب "واشنطن بوست".

وأضافت "في هذه العائلات، يتم إبعاد الأطفال عن الحقيقة، لذا فهم لا يمنحونهم الفرصة للحفاظ على اتصال مع الأوكرانيين أو الهوية الأوكرانية على الإطلاق"، واصفة ذلك بإحدى الطرق التي تحاول بها روسيا تدمير "الهوية الأوكرانية".

وفي الشهر الماضي، رصدت داريا هيراسمتشوك، وهي أكبر مسؤولة في مجال حقوق الأطفال في أوكرانيا، إبلاغ عائلات أوكرانية لترحيل روسيا 10.764 طفلا أوكرانيا دون والديهم.

 وحسب حديثها وقتها فقد "تم وضع 350 يتيما من دونباس بالفعل في أسر حاضنة" في 16 منطقة في روسيا، لكن هناك ألف طفل آخرين ينتظرون "آباء جدد".

وفي أغسطس، نشرت إدارة الأسرة والأطفال في منطقة كراسنودار الروسية بيانا على موقعها على الإنترنت يفيد بأن أكثر من 1000 طفل من أوكرانيا قد تبنتهم أسر في مدن بعيدة بما في ذلك تيومين وإيركوتسك وكيميروفو وحتى إقليم ألتاي الواقع على بعد أكثر من 2000 ميل من أوكرانيا.

وقالت الإدارة إن 300 آخرين ينتظرون التبني، قبل أن تقوم بحذف "البيان سريعا".

التبني

كشفت العديد من العائلات التي تحدثت مع "واشنطن بوست"، عن "تبني أطفالهم من قبل الروس على الرغم من وجود عائلاتهم".

في سبتمبر، أعلن بوتين ضم أربع مناطق أوكرانية  وهي "دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون" والتي يسيطر عليها الجيش الروسي جزئيا، بعد إجراء "استفتاءات" محلية نددت بها كييف والغرب، وفقا لـ"فرانس برس".

وبعد أن زعمت موسكو ضم الأراضي الأوكرانية، ضاعفت السلطات الروسية من حجمها، وأصرت على أن الأطفال في تلك المناطق الأربع هم الآن "روس"، وفقا لـ"واشنطن بوست".

وفي نوفمبر، استعادت أوكرانيا السيطرة على مدينة خيرسون عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، ما شكل نكسة كبرى لموسكو بعد هجوم مضاد استمر لعدة أسابيع.

وقبل انسحاب الروس من المدينة، تم أخذ عدد "غير معروف" من دور الأيتام ومنازل الأطفال المعوقين.

وفي 12 ديسمبر، كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن عدد عمليات النقل غير القانونية القسرية للأوكرانيين، بمن فيهم الأطفال ، إلى روسيا "لا يزال غير واضح". 

وفي مذكرة إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، دعت المنظمة روسيا إلى "وقف أي عمليات تبني أخرى".

في يوليو، كشفت منظمة "الأمن والتعاون في أوروبا"، أن 2000 طفل أوكراني نُقلوا إلى روسيا على الرغم من وجود عائلات لهم في أوكرانيا.

وفي الوقت ذاته يواجه الأوكرانيون الذين فقدوا أطفالهم مقاومة بيروقراطية، وغالبا ما تكون خطرة، في محاولة لإعادتهم إلى ديارهم، حسب "واشنطن بوست".

مأساة حقيقية

في 24 مارس، تمزقت عائلة أولكسندر في هجمات روسيا على ماريوبول، وأصيب الطفل الأوكراني في إحدى عينيه خلال هجوم صاروخي روسي. 

قامت والدته وتدعى "سنيزانا" بتقديم المساعدة الطبية له، وتم القبض عليهم لاحقا من قبل القوات الروسية. 

ثم أرسل الروس الصبي إلى مستشفى في منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها موسكو، حيث قيل له إن "الروس سيتبنونه لأنه ليس لديه أبوين".

وهناك تحدث الروس معه عن أوكرانيا وروسيا وأخبروه أن "بلاده سيئة والأوكرانيون أشرار"، وأجبروا الأطفال على "التحدث باللغة الروسية"، حسب شهادة عائلته لـ"واشنطن بوست".

لتجنب مناطق القتال، سافرت ليودميلا، جدة أولكسندر، من أوكرانيا عبر بولندا وليتوانيا ولاتفيا وروسيا وإلى شرق أوكرانيا الذي تحتله روسيا لإعادة حفيدها.

لكنها أكدت خضوعها للاستجواب المطول والضغط عليها من قبل مسؤولي الأمن في دونيتسك المحتلة للبقاء، وقالت "كان علي أن أكذب قليلا، لقد كان السبيل الوحيد للخروج."

واجهت "أولغا لوباتكينا" وزوجها "دينيس" من فولدار بأوكرانيا حواجز مماثلة في محاولة لاستعادة ستة من أطفالهما التسعة، بعد أن تقطعت السبل بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سبعة و 17 عاما في مصحة ماريوبول على الجانب الروسي من خط المواجهة.

وأرسلت لوباتكينا جميع المستندات المطلوبة لاستعادة أطفالها الستة إلى المنزل، لكن مسؤولي الرعاية الاجتماعية المتحالفين مع موسكو رفضوها، وكشفت أن المسؤولين قالوا للأطفال إن "الروس سيتبنونهم".

قالت لوباتكينا: "لقد كانت عملية اختطاف، أسوأ شيء هو أنهم يخبرون أطفالنا دائما، فقط انسوا والديكم، ستذهب إلى روسيا وستكون روسيًا".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa