روسيا ترفض إعادتهم... أطفال من خيرسون محتجزون في القرم

28/12/2022 07:35AM

لم تنته أهوال الاحتلال الروسي لخيرسون بمجرد تحريرها من قبل القوات الأوكرانية في نوفمبر الماضي، فبالإضافة إلى القصف المستمر والخوف من القتال على حدود المدينة، يحتجز الروس أعدادا من أطفال المدينة، الذين أرسلوا لمخيمات صيفية في القرم قبل تحرير المدينة، ومازالوا محتجزين هناك.

وتنقل صحيفة الغارديان عن ناديا، التي أرسل ابنها البالغ من العمر 14 عاما إلى مخيم صيفي روسي في شبه جزيرة القرم في أكتوبر، أنها "خائفة من احتجاز الروس المستمر" لابنها، بعد أن قيل لها أنه سيعود خلال أسبوع.

وفي أواخر نوفمبر أرسل لها الابن سلسلة من الرسائل الصوتية المخيفة من زعيم معسكره يخبره أنه لن يسمح له بالعودة إلى خيرسون بسبب آرائه المؤيدة لأوكرانيا.

تقول تلك الرسائل التي اطلعت عليها الغارديان "أنت في روسيا  لا يجب أن تفعل هذا الهراء الغريب"، وفي رسالة أخرى قال زعيم المخيم "لا أعرف من سيتعامل معك الآن ، لكنك لن تعود إلى خيرسون، هذا مؤكد، ويمكنك أن تشكر والدتك على ذلك".

مثل العديد من الآباء، لم تر ناديا أن إرسال طفلها إلى مثل هذا المخيم يدل على أنه تأييد لروسيا، فغالبا ما قرر الآباء إرسال أطفالهم لأن زملائهم في الفصل كانوا ذاهبين وعرض عليهم عطلة مجانية على البحر.

غادر ابنها خيرسون في 4 أكتوبر ومددت السلطات إقامته في المخيم مرارا وتكرارا، حسبما قالت والدته، التي تحدثت من وسط خيرسون بعد أن غادرت القوات الروسية المدينة.

في البداية، أخبرها قادة المخيم أن هذا لأسباب تتعلق بالسلامة، وبعد ذلك، بعد دخول القوات الأوكرانية إلى مدينة خيرسون، قالوا إنه لا يستطيع العودة لأن المدينة أصبحت الآن "محتلة" من قبل أوكرانيا.

في الرسائل، أوضح قائد المخيم مشكلته مع الصبي.

أولا، ظهرت صورة ملفه الشخصي على Telegram مع الرمز الوطني لأوكرانيا وثانيا، قالت والدته إنها تريد أن يعود ابنها إلى أوكرانيا، مما يدل على أنها ترى مدينة خيرسون كجزء من أوكرانيا، وليس روسيا، وبالتالي فهذا يتعارض مع الدعاية الروسية التي لا تزال تصر على أن المدينة جزء من روسيا.

وتقول الصحيفة إن حالة ناديا هي واحدة من حالات عديدة، فهناك مئات الأطفال الأوكرانيين الذين لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات و16 عاما من منطقتي خيرسون وخاركيف عالقون في مخيمات صيفية روسية منذ أسابيع وفي بعض الحالات لأشهر.

ويتم إخبار الآباء أنه يمكنهم اصطحاب الأطفال إذا جاءوا شخصيا، الأمر الذي يتطلب منهم عبور نقطة التفتيش غير الرسمية الخطرة عبر خط المواجهة أو مغادرة أوكرانيا والسفر عبر بولندا ودول البلطيق.

لكن العديد من الآباء هم من الشرائح منخفضة الدخل للغاية ولم يتمكنوا من القيام بالرحلة.

وتحظر اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل "النقل غير المشروع للأطفال وعدم عودتهم من الخارج"، لذلك فإن روسيا ملزمة بإعادة الأطفال.

وتحدثت صحيفة الغارديان إلى ثمانية آباء أرسلوا أطفالهم إلى المخيمات الصيفية.

يقول البعض إنهم يعتقدون أن روسيا تريد استخدام الأطفال لمبادلة أسرى الحرب الروس، ويعتقد آخرون أن موسكو تريد أخذ الأطفال وتخطط لإبقائهم في روسيا.

وهناك مئات الأطفال العالقين في المخيمات الصيفية التي تديرها روسيا بالإضافة إلى آلاف الأطفال الذين يعيشون في دور الأيتام في المناطق المحتلة والذين تم نقلهم بشكل غير قانوني إلى روسيا خلال الاحتلال الروسي.

وتعتبر روسيا، وفقا لمسؤول حقوق الإنسان فيها، دميترو لوبينيتس، إن هذا جزء من "الإبادة الجماعية التي ترتكبها روسيا ضد أوكرانيا"، ومحاولات محو الهوية الأوكرانية من خلال "إعادة تثقيف الأجيال القادمة".

وقال لوبينتس إن الروس غير مهتمين بإعادة الأطفال، وعلى الرغم من أن أوكرانيا تحاول، فإن "عودة كل طفل تشبه عملية خاصة".

لكن بالنسبة للجمهور المحلي الروسي، تصور روسيا ترحيل الأطفال على أنه محاولة لإنقاذ الأطفال الأوكرانيين من الحرب - متجاهلة دور روسيا في بدء الصراع.

وفي بعض الحالات على الأقل، قال قادة المخيم الروسي إنهم لا يخططون لإعادة الأطفال.

وفي حالات أخرى، نقل الأطفال من مخيم إلى آخر دون إبلاغ الوالدين.

وتقول الصحيفة إن إيفانا، وهي أم من منطقة خيرسون، قامت برحلة طويلة لاصطحاب ابنتها من مخيم في شبه جزيرة القرم، ليتم إخبارها بأن الطفلة لم تعد هناك وتم نقلها إلى مخيم في جمهورية أديغيا. لتضطر للقيام برحلة طويلة ثانية، حيث وجدتها في النهاية.

ومن الصعب جدا معرفة عدد الأطفال الأوكرانيين الذين ما زالوا في أيدي الروس.

وفي منتصف أكتوبر تشرين الأول قالت وكالة تاس الروسية للأنباء إن هناك نحو 4500 طفل من خيرسون وزابوريزغزغيا في مخيمات القرم الصيفية.

وقالت ناتاليا، وهي أم أخرى لديها ابنة في المخيمات، إن 100 على الأقل ممن سافروا مع ابنتها ما زالوا هناك.

وتشير مقاطع الفيديو الأخيرة المأخوذة من بعض المخيمات الخمسة في شبه جزيرة القرم التي تستضيف أطفالا من خيرسون إلى أن عدة مئات على الأقل من الأطفال ما زالوا هناك.

وتقول الصحيفة إن جزء من المشكلة هو أن العديد من الآباء يرفضون الشكوى إلى السلطات الأوكرانية. وقال دميترو، الذي تمكن من استعادة ابنه إن الآباء الذين يعرفهم يخشون أن يوصفوا بأنهم متعاونون أو مؤيدون لروسيا.

وقال إنهم كانوا يحاولون حل الأمور بأنفسهم دون مساعدة رسمية.

وتساءل فولوديمير جدانوف، مستشار السلطات الإقليمية الجديدة في خيرسون بشأن المفقودين، كيف يمكن للوالدين "إعطاء أطفالهما للمحتلين"، على الرغم من اعترافه بأنها منطقة رمادية وأن الصورة الكاملة غير واضحة.

 


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa