«معاقبة» أطفال لبنان برفْع الدعم عن الحليب لعجْزٍ عن وقْف التهريب إلى سورية

11/01/2023 07:27AM

كتبت الراي الكويتية:

- فوضى على «صيرفة» بعد «اكتشاف» أن المنصة... مثقوبة

بين رفوف الصيدليات، وكونتوارات المصارف وبواباتها، وباحة قصر العدل في بيروت، وبورصة السوق السوداء، توزّعتْ العدسات والعيون في لبنان حيث أخذت «محرّكات» الانهيار تدور بسرعةٍ أكبر فيما الجمودُ القاتل يستحكم بملف الانتخابات الرئاسية ويعطّل عمل السلطة التنفيذية لتواجه البلاد واحداً من أخطر المنعطفات في تاريخها بانكشاف شامل، سياسي، مالي واجتماعي.

وتدافعتْ المَشاهد المُثيرة للقلق أمس والتي تعكس بالحد الأدنى تخبُّطاً وفقدان السلطات المعنية أيَّ قدرةٍ على التحكّم بمسارِ الانزلاقات المتتالية، وسط خشيةٍ من تَحَوُّلها «سيلاً جارفاً» ما لم تحمل الأسابيع المقبلة اختراقاً سياسياً على الجبهة الرئاسية يعيد الانتظامَ للمؤسسات ويوفر بيئة حاضنة لرافعة عربية – دولية لإنقاذ لبنان خارج «الممر الإنساني» للدعم.

وعلى وقع استعادة الدولار «نشاطه الزلزالي» قرابة عتبة 47 ألف ليرة، باغت وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس أبيض الجميع بإعلانه رفع الدعم عن أنواع حليب الأطفال كافة لعدم توافر خطة قادرة على ضبط التهريب (من التجار) والبيع في السوق السوداء، لافتاً الى ان «الكميات التي كانت تصل عند الدعم كانت تكفي بلدين وعلى الأرجح كنا نشتري الحليب لبلدين» في إشارة ضمنية إلى التهريب إلى سورية.

ومع هذا الإعلان الذي يعكس عجز لبنان الرسمي عن التخفف من «الأوزان الثقيلة» التي يشكلها «تمويل اقتصاديْن» على محاولة «بلاد الأرز» عبثاً التخفيف من سرعة السقوط الحرّ، اتجهت الأنظار إلى التداعيات على أسعار علب حليب الأطفال (من عمر يوم وحتى سنة) التي كانت مدعومة والتي ستراوح بين نحو 340 الف و780 ألف ليرة للعبوة الواحدة، وهي أرقام مُرْعِبة ومرشّحة لمزيد من الارتفاع بحسب «الدولار الأسود».

و«العجز عن الضبط نفسه» هو الذي طبع الفوضى التي سادت منصة «صيرفة» التي يوفّر عبرها مصرف لبنان الدولار بسعر 38 ألف ليرة، والتي لم تصمد «النسخة الأخيرة» منها التي أتاحت للمؤسسات والأفراد الحصول على العملة الخضراء بلا سقوف (بنكنوت) عبر المصارف مقابل مبلغ موازٍ بالليرة النقدية إلا أقلّ من أسبوعين بعدما «اكتشف» المعنيون استخدام المنصة من «تجار عملة» للمضاربة وتحقيق أرباح خيالية كما من مؤسسات وشركات لتحصيل دولارات «مدعومة نسبياً» وبيع منتجاتهم بسعر السوق، وهو ما دفع إلى قفل «صيرفة» أمام هذه الفئة.

ولم يكد القرار المعدَّل لـ «المركزي» الذي قضى بحصر «صيرفة» للأفراد وبمبلغ يبلغ كحد أقصى 100 مليون ليرة أن يَسْري (ابتداء من الاثنين) حتى شهدت المصارف خضّات مع قيام العديد منها بفرض قيود على العمليات عبر المنصة تحت هذا السقف من خلال وضع شروط بينها أن يكون العميل مودعاً يملك حساباً لا يقلّ عن 50 ألف دولار، الأمر الذي جعل عملاء لا سيما موظفين ومتقاعدين يقعون في خسائر مباشرة بعدما صرفوا دولاراتٍ على سعر السوق لتحويلها ليرة وشراء عملة خضراء على سعر المنصة وتحقيق ربح معقول بفعل هامش نحو 8 آلاف ليرة بين السعرين.

ووسط أسئلة عما إذا كانت الإجراءات مقّدمة لـ «تقتير» الدولارات من «المركزي» لـ «صيرفة» التي لم يعد يمكن أن يستفيد منها إلا قلة، وذلك بانتظار «تحديث» آليات امتصاص الليرة من السوق وتدوير العملة الخضراء الموجودة فيها بعدما استهلك مصرف لبنان مئات ملايين الدولارات في أيام قليلة، تسَبَّبت هذه الإجراءات بإشكالات أمام عدد من المصارف وبينها «بنك لبنان والمهجر» - صيدا حيث حاول عسكري متقاعد في الجيش اقتحام الفرع بقوة السلاح مطلقاً النار من مسدس حربي على مدخله قبل أن يتم توقيفه، وذلك فيما كان مصرف آخر في النبطية (الجنوب) يشهد عملية اقتحام من أحد المودعين مطالباً بجزء من وديعته المحتجزة بالدولار.

وفي موازاة الصخب المصرفي – النقدي، شهدت قضية التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت اندفاعةً ساخنة من أهالي الضحايا الذين نظموا تحركاً أمام قصر العدل في بيروت وحاولوا اقتحامه بالقوة مع تحطيم زجاج بعض المكاتب بالحجارة ما تسبب بصِدام مع القوى الأمنية أدى الى وقوع إصابات في صفوف الأهالي وسط حال من الغضب الشديد.

وجاء تحرك الأهالي الذي طالب بإنجاز المطلوب قضائياً لاستئناف التحقيقات المتوقّفة منذ نحو سنة وشهرين بسبب كفّ يد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار بفعل دعاوى ردّ ضدّه من سياسيين، بملاقاة فتْح قصر العدل (بعد إنهاء القضاة اعتكافهم) واستباقاً لوصول وفد قضائي فرنسي إلى بيروت سـ «يدخل» خلال أقل من أسبوعين على الملف الذي يشهد مساراً موازياً في فرنسا التي سقط لها ضحية وجريح في «بيروتشيما».

وكل ذلك جرى فيما كان الواقع السياسي على انسداده وتحديداً في الاستحقاق الرئاسي رغم تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً غداً لجلسة انتخاب تحمل الرقم 11 وهي الأولى في السنة الجديدة ولكنها لن تحمل أي جديدٍ خارج سياق رصْد «عدّاد» أصوات مرشح المعارضة ميشال معوّض وإذا كانت كتلة الأوراق البيض للموالاة ستتشظّى أكثر بتمايُز «اسميّ» لـ «التيار الوطني الحر» عن حليفه «حزب الله».

https://www.alraimedia.com/article/1623099/خارجيات/معاقبة-أطفال-لبنان-برفع-الدعم-عن-الحليب-لعجز-عن-وقف-التهريب-إلى-سورية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa