16/01/2023 01:45PM
في استمرار لما بات يعرف بـ"جرائم الشرف" بمصر والعالم العربي، تجري النيابة العامة في مدينة الصف بمحافظة الجيزة، تحقيقات موسعة بشأن إقدام شابين على قتل أختيهما خنقا بعد احتجاز وتعذيب لمدة أسبوع بسبب "سوء سلوكهما"، وفقا لما ذكر موقع "صدى البلد".
وكشفت التحقيقات مدير نيابة الصف أن المجني عليهما متزوجتين وأن شقيقيهما قد أقدما على قتلهما بسبب "سيرتهما على ألسنة" أهل البلدة رغم زواجهما، حيث عمدا إلى استدراجهما إلى منزل العائلة واحتجازهما لمدة أسبوع.
وخلال فترة الاحتجاز تعرضت المرأتين للتعذيب والضرب قبل أن تلقيا حتفهما خنقا.
وبمواجهة المتهمين (سائقين 34 سنة و 20 سنة) اعترفا بارتكاب الواقعة وأنهما تخلصا من شقيقتيهما، قائلين: "غسلنا عارنا بعدما وما وضعتا رأسينا في الطين وسط الناس وأهل البلد".
أرقام وإحصائيات
وكشفت دراسات محلية عن ارتفاع معدل الجرائم بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة، التي جعلت مصر تحتل المركز الثالث عربيا والـ24 عالميا في جرائم القتل، بحسب تصنيف "ناميبو" لقياس معدلات الجرائم بين الدول.
وذكرت دراسة صادرة عن جامعة عين شمس، أن جرائم القتل العائلي وحدها باتت تشكل نسبة الربع إلى الثلث في إجمالي جرائم القتل، بحسب صحيفة "الشروق" المحلية.
وكانت إحصائية المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية قد كشفت في العام الماضي أن الجرائم الأسرية التي تندرج معظمها تحت مسمى "جرائم الشرف"، يرتكبها الأزواج أو الآباء أو الأشقاء بدافع الغيرة على "الشرف وغسل العار".
وأكد التقرير أن 70% من جرائم الشرف ارتكبها الأزواج ضد زوجاتهم، و20% ارتكبها الأشقاء ضد شقيقاتهم، بينما ارتكب الآباء 7% فقط من هذه الجرائم ضد بناتهم، أما نسبة الـ3% الباقية من جرائم الشرف، فقد ارتكبها الأبناء ضد أمهاتهم، في وقت تراوح عدد ضحايا جرائم الشرف من 900 لـ2000 جريمة سنويًا.
ورصد معهد "دفتر أحوال" البحثي المستقل وقوع 371 حالة قتل أو إصابة بدعوى "الشرف" وقعت في مصر، خلال الفترة الممتدة ما بين 1 يناير من العام 2015، حتى 31 ديسمبر 2019، وفقا لموقع "مصر 360".
وكان "الشك في السلوك" سبب وقوع العدد الأكبر من القتلى، بإجمالي 231 قتيلاً (4 ذكور، 227 إناث)، ويليه دافع "ترك المنزل" بإجمالي 41 حالة (جميعاً من الإناث)، في حين حصد "الشك في نسب الطفل" العدد الأكبر من القتلى الذكور (13 من الذكور و12 إناث، بإجمالي 25 قتيلاً).
وأوضح المعهد أن الوسيلة الأكثر استخداماً لتنفيذ هذه الجرائم هي الطعن، بإجمالي 104 حالات، وتليها وسيلة "الخنق/ الغرق" بإجمالي 75 حالة.
"أمران خطيران"
وفي تعقيبها على تلك الدراسات والجرائم الأسرية التي وقعت مؤخرا في مصر، ترى الباحثة والناشطة الحقوقية، مي صالح، في حديثها إلى موقع الحرة أن "ظاهرة ما يسمى القتل بدعوى الحفاظ على الشرف وغسل العار قد خفت مقارنة بالعقود الأخيرة، وذلك رغم الحديث عن الأرقام لا تزال مرتفعة".
وأرجعت ذلك إلى "انتشار الوعي والتعليم في الكثير من مناطق البلاد بالإضافة إلى الدور التوعوي الذي أدته الكثير من المؤسسات العامة والمنظمات المدنية ووسائل الإعلام".
وتبرر صالح استمرار هذه الظاهرة لاسيما في مناطق الأرياف وبعض الأحياء الفقيرة بأنه يعود إلى "تقاطع السلطة الأبوية مع السلطة الذكورية التي تحمل النساء مسؤولية الحفاظ على شرف العائلة، مما يجعل الآباء والأزواج والأشقاء لديهم سلطة كبيرة على جسد المرأة وحياتها".
ونوهت صالح إلى وجود "أمرين خطيرين"، يتعلقان بمثل هذه الجرائم، موضحة أن "الخطر الأول هو خطر مجتمعي إذا صح التعبير، فرغم حديثنا عن انتشار الوعي أكثر من العقود الماضية، إلا فكرة القتل من أجل الشرف لا تزال تلقى قبولا كبيرا لدى أوساط عديدة بل أن بعضهم يعتبره فعلا عاديا ومباحا لدرجة أن الجريمة مهما بلغت بشاعتها تنسى بعد أيام قليلة من اقترافها".
وأضافت: "وهذا ما قد يحدث في الجريمة التي وقعت في إحدى قرى محافظات الجيزة، فليس أسهل من على الأزواج اتهام زوجاتهم بالخيانة وإرسالهم إلى بيوت أهاليهن ليمتن على أيدي آبائهن أو أشقائهن وسط مباركة من سكان ذلك الحي أو تلك القرية".
المصدر : الحرة
شارك هذا الخبر
هل ستكرر إسرائيل سيناريو لبنان في العراق؟
بعد كاليفورنيا... ولاية أميركية أخرى تستعد "لحظر كامل" لمنتجات التبغ
كيف يساعد شرب الماء على خسارة الوزن؟
السوداني للأسد: أمن سوريا والعراق واحد
هذا ما طلبته بلدية حبوش من النازحين السوريين
من الصين إلى المغرب... كيف ساهم روبوت في إنقاذ حياة مريض؟
في خطوة مثيرة للجدل... الكويت تسحب الجنسية من فنانين بارزين!
العمليات العسكرية التابعة للمعارضة السورية: انقلاب داخلي في اللواء 47 بالفرقة 11 في قوات النظام بريف حماة
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa