معالجة نفسية واكبت الأميرين هاري وويليام منذ طفولتها واليوم خرجت عن صمتها

أثارت قصص الأمير هاري التي رواها في كتابه "سبير"، والتي كشفها في مقابلاته التلفزيونية، موجة ردود أفعال على مواقع التواصل الاجتماعي بين ناس تعاطفوا معه، وآخرون رفضوا تصرفه لأنه كشف أسرار العائلة المالكة البريطانية.

وبرز تساؤل أساسي لدى الكثير من المتابعين للقضية، حول ما إذا كان من الصحيح إفشاء أسرار العائلة، والحياة العاطفية للشخص ضمن جزء من علاج نفسي وتخلص من تبعات الحادث "المؤثر" الذي يحص مع الشخص.

وكان دوق ساكس أطلق حملته التسويقية لكتاب مذكراته "سبير" تزامنا مع "هجوم شامل" ضد قصر باكنغهام، حسب وصف صحيفة واشنطن بوست. وشدد هاري خلال المقابلة على أن عائلته، وخاصة زوجة أبيه كاميلا، تسرب قصصا سلبية للصحافة عنه وعن زوجته ميغان.

التعبير عن المشاعر على الملء من زاوية نفسية

ضمن الإطار، تعتبر المعالجة النفسية التي عرفت الأميرين ويليام وهاري منذ أن كانا طفلين جوليا صموئيل أنه "لا يجب التعبير عن مشاعرنا لجميع الناس"، مضيفة في مقال لصحيفة "تايمز" البريطانية أنه "لا يمكن التعميم أن كل شخص مصاب بصدمة ويعاني منها، لأن 12 في المئة فقط من الأشخاص الذين تعرضوا لحدث مؤلم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة".

وعملت صموئيل على رفع مستوى الوعي بالصحة العقلية لأكثر من 30 عاما، وتشير إلى أن "ما لمسته أنه رغم زيادة وعي الناس بأهمية الصحة العقلية إلا أن ثمة نقص في فهمها. والغرض من حملات التوعية هو إزالة وصمة العار عن المرض النفسي وضمان حصول من يعانون منه على الدعم الأمثل بأسرع وقت ممكن".

ورأت أن تقليل الوصمة في ما يتعلق بالحاجة إلى العلاج النفسي فتحت في الوقت عينه أبواب التعبير العاطفي العلني من دون دراية دقيقة بتأثيرات هذا الأمر على الصحة العقلية وأهمية وضع حدود.

وتؤكد أن "الحدود أساسية، ولا ينبغي أن نعبر عن كل مشاعرنا للجميع، فإخبار كل ما يخص المرء على الملء لا يساعد في حل المشكلة".

وتشدد على أن "إدراك الحدود داخل مجتمعنا، مثل العمل والأصدقاء والعائلة، أمر مهم لصحتنا العقلية. وعندما نعبر بشكل عشوائي عن مشاعرنا، نزعج من حولنا، ولا نتلقى الاستجابة التعاطفية التي نحتاجها من الغير".

تصرف الأمير هاري

قال هاري في مقابلاته السابقة إنه كثيرا ما يُسأل في أميركا، موطنه الجديد، "كيف يمكنك أن تسامح عائلتك على ما فعلوه؟". وانتقد هاري، بشكل متكرر، أخيه ووالده، واتهمهما أنهما أجبراه وميغان على الابتعاد عن البلاد.

وقال هاري: "في الوقت الحالي لا أتعرف عليهم، لأنهم لا يتعرفون علي"، وقال هاري إنه أحب شقيقه، وريث العرش، لكن ويليام كان دائما منافسا، ولا يزال حتى اليوم.

وكشف هاري أن ويليام أصر على أن يحلق هاري لحيته قبل زفافه، وهو ما رفض الأمير القيام به. وواصلت العائلة المالكة رفض التعليق على هذا الكلام، حسب واشنطن بوست.

وبداية يناير، قال الأمير هاري، في تصريحات تلفزيونية، إنه لم تكن هناك حاجة على الإطلاق أن تكون علاقته المضطربة مع العائلة المالكة في بريطانيا على هذا النحو، مضيفا أنه يريد "استعادة" والده الملك تشارلز وشقيقه الأمير وليام.

وتخلى الأمير هاري وزوجته ميغان، المعروفان رسميا باسم دوق ودوقة ساسكس، عن واجباتهما الملكية في مارس 2020، قائلين إنهما يريدان بدء حياة جديدة في الولايات المتحدة بعيدا عن المضايقات الإعلامية.

وفي مقابلاته، أعلن هاري إنه كشف عن خلافاته مع العائلة المالكة البريطانية وواجه الصحافة في محاولة لمساعدة النظام الملكي وتغيير وسائل الإعلام وهو ما وصفه والده الملك تشارلز بأنها "مهمة انتحارية"، حسب رويترز.

وفي أول سلسلة من المقابلات التلفزيونية التي بُثت، الأحد، قبل نشر مذكراته، اتهم هاري "أفراد عائلته بالتعاون مع الشيطان، الصحافة الصفراء، لتحسين سمعتهم على حساب سمعته هو وزوجته ميغان".

وقال لقناة "آي تي في" البريطانية أنه فر من بريطانيا مع أسرته إلى كاليفورنيا في عام 2020 "خوفا على حياتنا".

وأضاف: "بعد سنوات عدة من الأكاذيب التي قيلت عني وعن عائلتي جاءت مرحلة، بالعودة إلى العلاقة بين أفراد معينين من العائلة والصحافة الصفراء، قرر فيها هؤلاء الأعضاء المعينون التعاون مع الشيطان (..) لإعادة تحسين صورتهم. وضعت حدا فاصلا عندما أصبح تحسين صورتهم على حساب آخرين وهم أنا وأفراد عائلتي الآخرين".

ويقول في كتابه إن الأمير وليام أمير ويلز ووريث العرش وشقيق هاري الأكبر أوقع أخاه أرضا في شجار وإن الشقيقين توسلا إلى والدهما الملك تشارلز ألا يتزوج كاميلا التي أصبحت الآن الملكة زوجة الملك.

ويشير معلقون إلى أن الكتاب أثار أكبر أزمة للعائلة المالكة منذ مسلسل عُرض في التسعينيات وتناول انهيار زواج تشارلز من الأميرة الراحلة ديانا والدة وليام وهاري، وفق ما ذكرت رويترز.

يأتي كل هذا بعد أربعة أشهر فقط من وفاة الملكة إليزابيث وتولي تشارلز العرش.

وكرر هاري وشرح خلال مقابلته مع قناة "آي تي في" بالتفصيل الاتهامات التي وجهها هو وميغان منذ تركهما الواجبات الملكية وهي أن أفراد العائلة المالكة ومساعديهم لم يتقاعسوا فقط، عن حمايتهما من الصحافة المعادية والعنصرية في بعض الأحيان، ولكنهما سربوا بشكل فعلي قصصا عنهما عبر مصادر مجهولة.

وقال هاري "أكثر ما يثير الحزن في ذلك هو أن بعض أفراد عائلتي وأشخاص يعملون لحسابهم متواطئون في هذا الصراع" مشيرا إلى أن ذلك يشمل كلا من تشارلز وكاميلا".