معركة الربيع.. الهجوم الروسي يقترب وأوكرانيا "تسابق الزمن"

23/01/2023 10:17AM

تسابق القوات الأوكرانية الزمن لتدريب جنودها، وتناشد حلفائها الغربيين بمدها بالمزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية، استعدادا لمواجهة هجوم روسي قريب خلال الربيع القادم.

أوكرانيا تستعد

على بعد كيلومترات قليلة من حدود بيلاروس، تتدرب القوات الأوكرانية على ما تتوقع أن يكون "ربيعا وحشيا"، وفقا لتقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.

وتجري بعض التدريبات في بلدة بريبيات الهادئة بشكل مخيف، والتي هجرت منذ كارثة تشيرنوبيل النووية في عام 1986.

وهناك تتدرب القوات البرية الأوكرانية على اقتحام المباني المهجورة، وكيفية استخدام الشاحنات الصغيرة المسلحة بمدافع رشاشة ثقيلة ومدافع مضادة للطائرات.

لكن القائد العسكري الأوكراني، الفريق سيرهي ناييف، يعتقد أن المرحلة التالية من هذه الحرب ستكون حول "الدبابات"، حسب "سي إن إن".

وتقول أوكرانيا إن دبابات القتال الغربية المدرعة ستمنح القوات البرية الأوكرانية مزيدا من الحركة والحماية قبل هجوم روسي جديد تتوقعه كييف في المستقبل القريب، وتساعد قوات كييف على استعادة بعض الأراضي التي سقطت في يد روسيا، حسب "رويترز".

ويناشد مسؤولون أوكرانيون منذ أشهر الحلفاء الغربيين بتزويدهم بالدبابات الحديثة ألمانية الصنع ولكن برلين حتى الآن امتنعت عن إرسالها أو السماح للدول الأخرى بحلف شمال الأطلسي بإرسالها.

انفراجة؟

فيما يمكن أن تكون انفراجة لكييف التي تريد الدبابات في قتالها أمام الغزو الروسي، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الأحد، أن برلين "لن تُعارض" رغبة بولندا في إرسال دبابات "ليوبارد" الألمانية الصنع إلى أوكرانيا لمساعدتها في صدّ الغزو الروسي، إذا تقدّمت وارسو بطلب كهذا.

وقالت بيربوك لقناة "إل سي إي" الفرنسية في أعقاب قمة فرنسية ألمانية في باريس "إذا طُرح علينا السؤال فلن نقف في طريق" بولندا.

وأضافت "نعلم كم أن هذه الدبابات مهمة، لذلك نبحث في ذلك الآن مع شركائنا"، مشيرة إلى أن بولندا لم تتقدم بعد بطلب رسمي لإرسال دبابات "ليوبارد" لأوكرانيا.

وكانت وارسو قد أعلنت استعدادها لإرسال 14 دبابة "ليوبارد" لكييف.

 لكن رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، قد قال الأحد إنه ينتظر "إعلانًا واضحًا" من برلين يسمح بتسليم دبابات ليوبارد الألمانية الصنع من الدول التي تمتلكها، معتبرا أن "موقف ألمانيا غير مقبول"، وفقا لـ"فرانس برس".

وتواجه ألمانيا ضغوطا مكثفة للسماح بإرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا، ولكن الحزب الاجتماعي الديمقراطي المنتمي إليه المستشار الألماني، أولاف شولتس، متشكك بشكل تقليدي في المشاركات العسكرية وحذر من التحركات المفاجئة التي قد تتسبب في مزيد من التصعيد من جانب موسكو، حسب "رويترز".

ويقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم بحاجة إلى عدة مئات من دبابات القتال الرئيسية، ليس فقط للدفاع عن مواقعهم الحالية ولكن أيضا لنقل القتال إلى العدو في الأشهر المقبلة، حسب " سي إن إن".

ويقول ناييف، "بالطبع، نحن بحاجة إلى عدد كبير من الدبابات الغربية، إنها أفضل بكثير من النماذج السوفيتية ويمكن أن تساعدنا في التقدم"

وأضاف "نحن ننشئ وحدات عسكرية جديدة، وستعتمد أعمالنا القادمة على استعدادهم القتالي، لذلك فإن المساعدة الغربية مهمة للغاية".

ويعتقد الخبراء أن الدبابات الألمانية يمكن أن تحدث فرقًا حقيقيا في ساحات القتال خلال الفترة القادمة.

وقال جاك واتلينج، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (روسي)، إن "ليوبارد دبابة قتال رئيسية حديثة ومحمية جيدا مع أجهزة استشعار جيدة".

وحسب حديثه فقد "تم تصميم ليوبارد في الأصل ليتم صيانتها من قبل المجندين وبالتالي يكون من الأسهل مواصلتها القتال مقارنة ببعض تصميمات الناتو الأخرى".

وتملك جيوش أوروبية عدة دبابات ليوبارد، وهذا ما يشكّل ميزة كبيرة لأنّه يمكن أن يسهل الحصول على الذخيرة وقطع الغيار وتبسيط الصيانة، وفقا لـ"فرانس برس".

سباق مع الزمن

يخشى الأوكرانيون من أن هجوم روسي جديد قد يبدأ في غضون شهرين، بحلول فصل الربيع.

وسيكون 150 ألف جندي روسي تم تجنيدهم في الخريف الماضي قد تم تدريبهم وربما دمجهم في وحدات جاهزة للمعركة، حسب " سي إن إن".

وفي سباق مع الزمن، تقوم أوكرانيا بشكل أساسي بتحويل جيشها القائم على المعدات السوفيتية إلى جيش يستخدم أسلحة غربية متقدمة.

وتريد أوكرانيا أخذ زمام المبادرة قبل أن تعزز روسيا خطوطها وكتائبها التكتيكية، وفقا لـ"سي إن إن".

وتحركت الخطوط الأمامية للقتال بين الجانبين "قليلا" منذ التقدم الأوكراني في خاركيف وخيرسون في الخريف.

ولم يعلن أي من الجانبين عن تحركات كبيرة على الجبهة الجنوبية منذ نوفمبر عندما انسحبت روسيا من مدينة خيرسون، حسب "رويترز".

ويشهد خط التماس بين الجيشين الأوكراني والروسي في المنطقة الجنوبية جمودا منذ أشهر ولم تحدث أي اشتباكات كبيرة هناك، بخلاف منطقتي خيرسون (جنوب) حتى نوفمبر ودونيتسك (شرق) مركز الاشتباكات الحالية.

وتركز القتال في الأسابيع الماضية حول بلدة باخموت في شرق أوكرانيا، حيث يخوض مرتزقة من شركة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة والقوات الأوكرانية معركة استنزاف.

ويبدو أن الروس يحاولون الحد من ضعف مخزونات الذخيرة وتركيز القوات من خلال إبعادهم عن الخطوط الأمامية للقتال، وربما حتى خارج نطاق أنظمة صواريخ "هيمارس" الأميركية التي استخدمتها أوكرانيا بفعالية ضد مثل هذه الأهداف، حسب " سي إن إن".

وتستخدم القوات الأوكرانية أنظمة هيمارس المدفعية الدقيقة منذ يوليو وهو تاريخ تسلمها من الولايات المتحدة، ما سمح لها بشن ضربات أكثر دقة على القوات الروسية، حسب "فرانس برس".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa