طروحات التغييرين وتحركاتهم: حالة سياسية منطقية وجديدة في لبنان

24/01/2023 05:47PM

كان من المتوقع أن تشكّل "صدمة التغيير" فرصة جدية لجمع قوى المعارضة، وانضمام أطياف واسعة من المستقلّين والسياديين والمعترضين، الى خطوة النائبين نجاة صليبا وملحم خلف، الّا أن المفاجأة كانت في تسخيف وتسويف تلك الخطوة، ووضع شروط "تعجيزية" من أجل الانضمام الى الحراك البرلماني.

وبحسب مراقبين فإن عدم مجاراة المعارضة والانضمام الواسع الى هذا المسار التغييري وكسر الرتابة في ملف انتخاب رئيس للجمهورية، هو بسبب حسابات تلك الكتل وتماهيها عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري في تعطيل الإصلاحات القضائية والمالية من خلال تواجدها في اللجان النيابية.

واللافت في الأمر أن المعارضين لم يتوقفوا فقط عند رفض دعم الحراك، انما أطلقوا حملة مضادة تستهدف تشويه أهدافه ووضعها في سياق حملة تآمرية تصب في مصلحة الثنائي الشيعي، اذ منهم من اتهم النائب ملحم خلف بالتنسيق المسبق مع الرئيس نبيه بري على خلفية صداقة شخصية، متجاهلين أهمية الخطوة الكبيرة في اختراق "مملكة" بري، في حين حاول آخرون اتهام النائبة بولا يعقوبيان بالاستعراض والقيام ببروباغندا شعبوية، غافلين انها أول من اخترقت منظومة السلطة بانتخابات 2018، الامر الذي شجع المواطنين على هذا الخيار. ومن اللافت أنّ لقاءها مع آموس هوكشتاين كان بناء لطلبه في محاولة لإقناعها بالتراجع عن رأيها في قضية ترسيم الحدود لتماهيها مع موقف الثنائي الشيعي بالتسوية، الا انها رفضت الأمر وبقيت على قناعاتها.

وبات من الواضح أن النواب التغييرين بشكل عام لديهم استقلالية تصب في مصلحة تحرير البرلمان من القيود الإقليمية والمحلية، وهذا ما أثبته حراكهم ومواقفهم، اذ باتوا فعلاً علامة فارقة ومستجدة في السياسة اللبنانية.

وكشف الحراك الأخير أن النواب التغييرين وإن استطاعت تفريقهم بعض الايادي الحزبية، بدوا متحدين في مقاربتهم الجديدة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وما هي عودة النائب وضاح الصادق  الا خير دليل على هذا الامر.

وأيضًا ما يؤكد صوابية التصويت لعصام خليفة كدليل على المواصفات المطلوبة.

ويرى بعض المراقبون أن رؤية التغييرين كانت محقة لناحية عدم الاصطفاف خلف ترشيح النائب ميشال معوض، اذ من ناحية لن يكون لهم أي إمكانية لحشد الأصوات المطلوبة، ومن ناحية أخرى كانوا رهينة للمقايضات.

وفي الدليل أن سلة رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط التي طرحها للرئاسة تحمل ثلاثة أسماء وهم: صلاح حنين، قائد الجيش جوزف عون وجهاد أزعور، مع العلم أن حنين هو اسم مطروح من قبل التغييريين من الاساس، وما يقومون به يفتح المجال لمرشح توافقي يحمل المواصفات التي يطرحونها والتي هي اساسًا غير بعيدة عن المواصفات التي طرحها السياديون.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

04:55PM

قاسم يحذر من التنازلات: المقاومة حق ولبنان لن يُسلم لإسرائيل

04:47PM

قاسم: القرض الحسن مؤسسة اجتماعية والكل يستفيد منه واميركا تريد الخراب لكل اللبنانيين... والهدف من إرسال وفد من الخزانة الأمريكية إلى البلاد هو التضييق مالياً على حزب الله وعلى كل اللبنانيين

04:46PM

قاسم: الحكومة تخطئ إذا سلكت طريق التنازلات لإنهاء العدوان والدولة اللبنانية بأركانها مسؤولة عن وضع برامج لمواجهة العدوان

04:43PM

الحاج حسن يُحذّر: مشروع توسّعي إسرائيلي… والسيادة خط أحمر

04:40PM

قاسم: الموافقة على التفاوض مع إسرائيل وإقرار بنود ورقة توم برّاك "تنازل"

04:37PM

قاسم: من يقول أن المقاومة مشكلة لأنها لا تستسلم يقبل أن يسلم البلد إلى إسرائيل

04:33PM

قاسم: الاحتلال لا يقبل اليونيفيل ولا الجيش اللبناني بل يريد أن يسيطر بحجج مختلفة وهو يعتدي على الجميع

04:30PM

قاسم: نحن لا نقبل بأن ينقص شبر واحد من لبنان وأن يكون كريمًا عزيزًا محررًا وبعيدًا عن أي وصايا... وما يجري اليوم يهدف إلى السيطرة على لبنان وتجريده من كل أنواع القوة التي يملكها

تواصل إجتماعي

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa