صحة اللّبنانيين النفسية بخطر: صراخ ومشاكل وقتل!

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

تختلف أوجه "فشّات الخلق" في لبنان، فكل من أراد أن "يفش خلقه" يبدأ بالصراخ أو بالتلاسن أو بمشكل صغير ويكبر، إلى أن تصل الأمور لاستخدام العنف والقتل.

لا ينكر أحد أنّ اللّبناني "راسه مسكّر" بسبب الأوضاع المذرية التي يمرّ بها البلد، إنما الأمور وصلت الى حد غير مقبول، فكل من كانت "مسكرة معه" يفجّر غضبه بمن يقابله وكأننا في غابة.

المعالجة النفسية يارا سنجب تشير الى أنّ "معظم اللبنانيين يعانون من تراكمات عدة بسبب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي لا تنتهي، فمشاكل الرواتب والدولار والكهرباء والماء في جهة، ومشاكل الخوف على الأولاد والمحافظة على العائلة والاستمرار في جهة أخرى".

وتؤكد سنجب في حديث لـ "السياسة" أنّ "هذه التراكمات موجودة بالأخص لدى الرجال لأنهم لا يفرغون المشاكل التي يعانون منها ولا يعبّرون عن مشاعرهم وهذا ما يراكم الأمر".

وتتابع: "الأمر يشبه الزجاجة التي تمتلئ تدريجيًا من المشاكل وعندما تصل إلى الذروة تفيض غضبًا وعنفًا".

أمّا سبب استعمال العنف فترده سنجب إلى المجتمع، قائلة: "العنف موجود في مجتمعنا وهذا ما يؤدي إلى المشاكل والقتل".

لافتة الى "موضوع التربية التي تشكل جزءًا أساسيًا من شخصية الفرد، ففي حال كان غير معتاد على التعبير عن مشاعره، فالغضب سيكون موجودًا دائمًا وخاصة لدى الرجال الذين يكبرون على فكرة أنه ممنوع على الرجل أن يبكي أو أن يعبّر عن مشاعره".

ولحل هذه المشكلة، تشدّد سنجب على "أهمية التربية من جهة وعلى أهمية حل المشكلة في أوانها من دون الانتظار وإخفاء المشاعر بهدف الحد من الصراخ والمشاكل".

وعليه، لا يلام اللّبناني في بعض الأحيان على تصرفاته ولكن أن تصل الأمور الى حد القتل فهذا أمر غير معقول، ولنفكر يومًا بصحتنا النفسية ونضعها أولوية في حياتنا.