قداس عيد مار مارون للشعب المتألم لا للسياسيين.. ما هي الرسالة؟!

02/02/2023 04:16PM


كتبت نجوى ابي حيدر في المركزية: 

 بعد اسبوع بالتمام عيد القديس مارون. ليس هذا الخبر، على اهميته. الخبر في الدعوة الموجهة من ابرشية بيروت المارونية التي تقيم كل عام قداسا احتفاليا في كنيسة مار مارون –الجميزة، لطالما شكّل محطة وطنية جامعة من زاويتين، الاولى مشاركة اركان السلطة السياسية ، رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، الى وزراء ونواب ورؤساء أجهزة أمنيّة ومدراء عامّين وسفراء وفاعليات من الطائفة وخارجها. اما الثانية فمضمون العظة التي يلقيها رئيس اساقفة بيروت المطران بولس عبد الساترامام اركان الدولة ويوجه فيها رسائل سياسية تتناول مجمل القضايا الوطنية، علما ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رأس العام الماضي القداس الاحتفالي، واطلق مواقف صُّنفت بالنارية.

الدعوة هذا العام وُجِهت الى العامة، اي لكل راغب في المشاركة وليس الى اي من الرؤساء او المسؤولين السياسيين . هي دعوة الى شعب لبنان المتألم، المجروح، القابع في الجوع والعوز والفقر جراء ممارسات قادته السياسيين، وصلاة الشعب في عيد اب الطائفة تجوز اكثر على نية من أوكلت اليهم مسؤولية قيادة البلاد، علّها توقظ ضمائرهم .

بغض النظر عمن يحضر ومن يغيب من المسؤولين الذين ان حضروا، فمشاركتهم لن تكون سوى كأي مواطن لبناني، اي بصفته  الشخصية، وليس لتوظيف الحدث، او استثماره في السياسة، فإن الشغور الرئاسي جراء التقاعس السياسي عن انتخاب رئيس جمهورية يعيد للدولة رأسها ويضخ في جسدها المتهالك جرعات اوكسيجين تضعها على سكة الانقاذ، شكل حجر الرحى في الاجراء المتعمّد الذي اتخذته ابرشية بيروت. صحيح، ليست هي المرة الاولى يصادف فيها العيد وابواب قصر بعبدا مقفلة، بيد انها تكاد تكون الاخطر ربطا بالظرف الاستثنائي المخيم على البلاد. رسالة يحرص راعي الابرشية على ايصالها الى من يعنيهم الامر، في انسجام وتكامل تامين مع مواقف بكركي وسيدها واستنهاض طاقاتها وتحركاتها الضاغطة في اتجاه حمل نواب الامة على وضع حد للفراغ المتمادي في رأس السلطات في الدولة والاتجاه فورا، التزاما بالدستور، الى انتخاب رئيس جمهورية، وفق ما اكد بيان القمة المسيحية امس.

كنيسة مار مارون ستكون في الحادية عشرة قبل ظهر يوم الخميس 9 شباط مفتوحة للشعب للاحتفال بعيد اب الطائفة، لا سيما لسكان العاصمة التي ما زالت تجرجر ذيول تفجير مرفئها ، وما زال اهالي ضحايا اكثر من 230  شهيدا ونحو 6000 جريح يبحثون عن حقيقة ثمة من يسعى لطمسها وعدالة ضائعة في حروب الانقسامات القضائية. لأهالي هؤلاء حضورهم في القداس، ليرفعوا الصلاة مع راعي ابرشية بيروت المارونية، وقد نالها النصيب السيء من الانفجار، ومع اخوانهم واخواتهم ممن اصابته المصيبة، ولهؤلاء، ايضا لألمهم  وعذاباتهم، لمعاناتهم في سبيل احقاق الحق، سترفع الصلاة .


المصدر : المركزية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa