تطبيقات تحصيل الفريش دولار عبر المشي أو تعبئة الاستمارات تغزو لبنان... أي خطر تواجهون؟

03/02/2023 10:30AM

كتبت نوال برو في "السياسة": 

في ظلّ تدهور قيمة العملة الوطنية أمام الدولار، قد يكون أكثر ما يغري اللّبنانيين هو "الفريش الأخضر". فكيف إذا كان جنيه سهلًا و"أونلاين"؟

من هذا المنطلق، صار استخدام التطبيقات التي تجني الدولار هوّ"الموضة" الحالية في لبنان، وهي تقوم على طلب مهام من المستخدم مقابل نقاط يمكن بيعها. وقد تطلب هذه التطبيقات من المستخدم تعبئة استمارات، مشاهدة فيديوهات، لعب بعض الألعاب التي تعتمد على الحظ، أو حتى المشي.

أمّا عن الأرباح التي يجنيها مستخدمو هذه التطبيقات، فقد تتراوح ما بين 25$ و 1000$ شهريًا، وربما أكثر في حال كانوا  "متفضيين إلها". وفي بلد يشهد أزمة اقتصادية حادة حيث يزداد فيه سعر صرف الدولار جنونًا يومًا بعد يوم، تشكل هذه التطبيقات طريق نجاة للبنانيين لا سيما العاطلين عن العمل.

من جهة أخرى, قد تشل هذه الاغراءات التي تقدمها تطبيقات كسب الأموال منطق المستخدمين، وتمنعهم من سؤال أنفسهم" ما الذي تجنيه هذه التطبيقات من منحنا هذه المبالغ مقابل مهام سخيفة؟" بحسب الخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي رولان أبي نجم.

ويؤكد ابي نجم في حديث مع موقع "السياسة" أنّ صناع هذه التطبيقات يتحملون تكاليف صنعها وصيانتها وتحديثها ودعمها وترقيتها  ووضعها على السيرفر ويدفعون رواتب للمطورين والباحثين، متسائلًا ، بالإضافة إلى كل هذه التكاليف، ما الذي يدفع صانع التطبيق إلى تحمل عبء إضافي وهو دفع الأموال للمستخدمين؟ وما الذي قد يكسبه من منح من يمشي أكثر المال؟ وأين يقع ربحه في هذه الحالة؟

وفي محاولة للبحث عن أجوبة ، يشرح أبي نجم أنّ النوايا تختلف من تطبيق إلى آخر ولكن يبقى الخوف الأكبر من كيفية الإستفادة من معلومات المستخدمين وبياناتهم الشخصية. 

ويحذر أبي نجم من التطبيقات التي تطلب من المستخدم المشي أو اللّعب فهي تحصل على بياناته من دون أن تخبره بوضوح بذلك، شارحًا أنّ السماح باستخدامها يتطلب حصول التطبيق على اسم وعمر  المستخدم، موقعه، جهات الاتصال الخاصة به، بريده الإلكتروني، والحصول على حق الوصول إلى الصور والفيديوهات على هاتفه. 

من جهة أخرى، يرى أبي نجم أنّ هناك تطبيقات تحاول ربط المستخدمين بها، فعندما يتطلب الأمر من المستخدم أن ينتقل إلى مرحلة جديدة تطلب منه شراء منتج معين باهظ الثمن يمتلك نوعًا من الـ"sensor"، مثلاً ساعة ذكية أو حذاء ذكي بحجة التأكد من قيامه بالمهمة الموكلة كالمشي، وهذه المنتجات تتراوح أسعارها ما بين 700$ والـ 1200$. وبهذه الطريقة تكون هذه التطبيقات ربحت منه أكثر من ما أعطته، بحسب أبي نجم. 

من ناحية أخرى، يقول بعض المستخدمين إنّ المبالغ التي دفعوها على هكذا منتجات عادت إليهم بمبالغ مضاعفة بظرف شهرين. وفي هذا الإطار، يعاود أبي نجم توجيه الأنظار إلى البيانات التي تحصل عليها التطبيقات والتي لا أحد يعرف تمامًا كيف يستخدمها كل تطبيق، محذرًا من خطورة وصول هذه البيانات، عن طريق الخطأ أو عن طريق بيعها، إلى قراصنة ومبتزين. 

ويرى أنّ الهدف من جمع معلومات عن المستخدم قد لا يكون التسبب بضرر بالضرورة، وتبقى التطبيقات التي تفرض على مستخدمها تعبئة استمارات هي الأوضح والأصدق، فهي تطلب من المستخدم صراحة القيام بتقديم معلومات شخصية عن نفسه وآرائه بمواضيع معينة مقابل بدل مادي. وتقوم  العلامات التجارية بشراء  بعض هذه البيانات التي تستفيد منها لمعرفة حاجات الجمهور ولصنع منتجات تتناسب مع الأذواق، وفق أبي نجم. كما يلفت  إلى التطبيقات التي تشتري البيانات كتطبيق Chatgpt ،الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي  للإجابة على أسئلة المستخدم وكتابة مقالات عندما يطلب منه ذلك. 

وتبقى "المعلومات حقها مصاري"، لذلك ينصح أبي نجم المستخدمين بالنظر بطريقة مختلفة إلى هكذا تطبيقات والبحث في مدى أهمية المعلومات التي تأخذها منهم. ويشدد على ضرورة توخي الحذر لا أن تأخذهم فكرة الكسب السهل للدولارات بعيدًا من المنطق.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa