العين على المنازل المتصدّعة.. بين الزلزال والعاصفة: "إكتمل النقل بالزعرور"

07/02/2023 06:13AM

كتب محمد دهشة في "نداء الوطن": 

عاش اللبنانيون يوماً عصيباً وعلى أعصابهم، بين تداعيات العاصفة الثلجية «مريم» وارتدادات الزلزال المدمّر في تركيا، بعدما تلاقيا على تفاقم معاناتهم، وعلى إعادة تسليط الأضواء على المنازل القديمة والمتصدّعة منها والآيلة للسقوط في بعض المناطق، وسط صعوبة في إخلائها واستئجار أخرى بديلة ارتباطاً بقيمة الايجارات بالدولار الأميركي والأزمة الإقتصادية والمعيشية الخانقة.

تداعيات الزلزال مرّت على صيدا ومنطقتها على خير، لم تسجّل أي أضرار تُذكر، ولكنّها فتحت الهواجس على مخاوف جدّية على واقع المنازل، وخاصة في صيدا القديمة وبعض الأحياء الشعبية، الفيلات، التعمير والفوّار والهمشري وسواها، ذات الاكتظاظ السكاني، بعدما سجّل تشقّق عدد قليل منها جرّاء طول مدّة الزلزال.

غير أنّ رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي طمأن إلى أنّ» المنازل في صيدا بشكل عام حديثة وجيّدة ولا خطر محدق بها وعليها، بينما في صيدا القديمة يحتاج كثير منها إلى إصلاح وترميم وإعادة تأهيل جرّاء التشقّقات والنشّ والتصدّعات، وقد وضعت دراسة سابقة لها وجرى مسح ميداني وقدّرت الكلفة بنحو 30 مليون دولار، وهو مبلغ يفوق قدرتنا».

وقال السعودي لـ «نداء الوطن»: «لم نسجّل أي أضرار في المدينة ولم نتلقّ أي بلاغ عن تصدّعات في المنازل»، قبل أن يضيف «صيدا القديمة ربّنا حاميها وليس فيها مبانٍ مرتفعة، بينما هناك مبنى «بدير وحمدان» الواقع في محلة البوابة الفوقا في المدينة والمؤلّف من 8 طوابق، ويضمّ كل طابق 3 شقق، إضافة إلى محال تجارية وعيادات طبية، وهو مهدّد بالانهيار بفِعل التشقّقات والتصدّعات الكثيرة، وخاصة منها في الأساس والطوابق الأرضية وقد وجّهت البلدية إنذاراً إلى سكّانه لإخلائه فوراً، وسنقوم بكلّ ما يتوجّب علينا رغم الضائقة المالية الخانقة التي تترنّح تحت وطأتها البلدية».

في الشارع الصيداوي تتردّد مقولة واحدة، هي مثل شعبي قديم، «إكتمل النقل بالزعرور»... ويقول سامر السكافي لـ»نداء الوطن»: «أصلاً كلنا عم نهزّ... هزّات بدن لا تنتهي من تأمين حاجيات البيت إلى المعاش وانعدام قدرته الشرائية، يا ريت الزلزال بيضرب كلّ فاسد ويلي سرقوا أموالنا». بينما تقول غنوة الدنب وهي ربّة منزل: «استيقظنا ليلاً على الهزّة واحتميت وأطفالي تحت السرير والحمد لله حملت هاتفي النقّال وأوراقنا الثبوتية»، قبل أن تبتسم وتردف «لأنه ما في مصاري نخاف عليها».

وكالعادة، تحوّلت المحن إلى نكات راح الناشطون يتناقلونها على مواقع التواصل الاجتماعي ممزوجة هذه المرّة بخوف وحذر، ويقول غسان أبو زينب لـ»نداء الوطن»: «فجأة الـ4 ملايين لبناني كانوا اختصاص دولار صاروا اليوم اختصاص زلازل»، قبل أن تضيف رويدة عزام «إنّه إنذار جديد بعد كورونا من أجل أن نستيقظ من السبات ونسعى الى فعل الخير في ظلّ الأزمة المعيشية، على قاعدة «ساعد غيرك من خيرك».

و»ميني الخوف» حملته العاصفة الثلجية «مريم» التي أدّت إلى انهيار جدار بستان بالقرب من مدرسة «أجيال» جنوبي المدينة ولم يفد عن وقوع إصابات، بينما بقيت حركة الملاحة والصيد البحري معلّقة بسبب الأمواج المرتفعة والأنواء الشديدة، وقد تمّ رفع المركب الغارق لبدء أعمال الصيانة. وحدهم عمّال المدينة الصناعية وجدوا متّسعاً من الوقت بسبب قلّة أشغالهم وأشعلوا الحطب في برميل صغير ليتحوّل موقداً موقّتاً بحثاً عن الدفء. وقال كمال سنجر: «نتابع العاصفة وما يجري في تركيا معاً، لقد سحق الزلزال أحياء وشوارع ونحن سحقنا الدولار، سحقتنا دولتنا وتركتنا مشرّدين نبحث عن الدفء بالحطب».

وفي الشارع الفلسطيني، تكرّر الخوف لدى أبناء المخيمات من هواجس انهيار المنازل في بعضها نتيجة التشقّقات والتصدّعات في ظلّ العجز عن ترميمها لارتفاع كلفتها المادية، في وقت بدا فيه المئات من أصحابها في سباق محموم مع الزمن بانتظار دورهم على جدول ترميم وكالة «الأونروا» الذي يمضي ببطء كالسلحفاة، فيما تابع سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور أحوال اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عقب الزلزال وأجرى سلسلة اتصالات مع مسؤولين في حركة «فتح» مطمئناً الى أوضاع أبناء المخيّمات فيما لم يبلّغ عن أي أضرار في مخيّم عين الحلوة.


المصدر : نداء الوطن

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa