هزة أعادت اللّبنانين لـ "تروما" الرابع من آب... الحديث عن الصحة النفسية ضروري

كتبت نورا الحمصي في "السياسة": 

عاش اللّبنانيون فجر الإثنين ٤٠ ثانية صعبة بعد وابل من الصدمات الأخيرة. ثوانٍ قليلة لم يفهموا في بدايتها ما الذي يحصل وتوقعوا انفجارًا جديدًا وبذلك عادوا سريعًا إلى يوم الرابع من آب المشؤوم. 

وإن مرّت الهزة الصباحية الأولى على خير من دون أضرار بشرية بعدما اقتصرت الأضرار الطفيفة على الماديات، فإنّ قناع النسيان سقط وعاد معظم من عاش في لبنان إلى تلك الفترة الصعبة ولحظة الانفجار الكبير في مرحلة دقيقة يمرّ بها البلد على الصعيد الأمني والسياسي. 

ويمكن القول إنّ الوضع النفسي للبنانيين ليس على ما يرام، وهو ما لم تخفه المعالجة النفسية يارا سنجب التي أكدت أنّ الخوف والهلع من الهزّة طبيعي حتى ولم ينجم عنها خسائر بشرية ومادية. 

لافتة إلى أنّ ما حصل هو بمثابة تذكير بانفجار المرفأ وفترة الحرب بالإضافة إلى الهزات السابقة التي ما زال صداها في نفوس البعض. 

وشددت في حديثها لـ "السياسة" على أنّ جزءًا من اللّبنانيين لم يُشفَ نفسيًا بعد وأي طارئ بإمكانه إعادتهم بالذاكرة إلى الماضي واسترجاع الآلام، مشيرة إلى أنّ الزلزال تمكن أيضًا من إعادة إحياء ذكرى المرفأ والحرب في أذهان اللّبنانيين. 

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يعبّر اللّبنانيون عن قلقهم وعجزهم عن النوم المريح منذ بداية الزلزال. 

وهنا، تقول سنجب إنّ الهلع يؤدي إلى القلق والعجز عن النوم كون الجسد مهيأ بشكل دائم لردات فعل على كل ما يحصل بعد الصدمة التي واجهها. ومن هذا المنطلق، فإنّ قلّة النوم هي الوسيلة التي يستعد لها جسم الإنسان لهذا الأمر حتى ولو كان الشخص بمأمن حاليًا. موضحة أنّ  "التوتر قد يؤدي إلى آلام أخرى كالتشنج ولعيان النفس".

ودعت في حديثها للانتظار لمدة شهر من  تاريخ حصول الحادثة مشددة على أنّ الخوف والقلق شيء طبيعي خاصةً بعد كل ما حصل وأنّ الوقت كفيل لنسيان ما حصل.

وفي الختام، أكدت سنجب أنه وفي حال مرور شهر على الهزّة مع استمرار أعراض الهلع والقلق فيجب عندها مراجعة أخصائي نفسي  رغم أنه من المرجح أن تنتهي العوارض قريبًا.