باسكال مشعلاني: لا تهمّني التكريمات

كتبت هيام بنوت في "الراي الكويتية":

أكدت الفنانة باسكال مشعلاني أن كلام أغنيتها الجديدة «حبك مئذي» لا علاقة له بها شخصياً، مشيرة إلى أن الرجال كما النساء يعانون من هذا الحب.

وفي حوار مع «الراي»، تحدّثت مشعلاني عن ظروف هذه الأغنية، كما أوضحت سبب ابتعادها عن الإعلام وعدم وجودها في التكريمات الفنية التي حصلت في الفترة الأخيرة كما عن مواضيع فنية مختلفة.

• هل وجدتِ صعوبةً في إيصال كلمات أغنيتك الجديدة «حبك مئذي»، خصوصاً أن موضوعها يتكلم عن الأذى في الحب في حين أنك تعيشين حياة رومانسية وهانئة مع زوجك الملحن ملحم أبو شديد أم أن كل علاقة زوجية لابد وأن يشوبها حب مؤذٍ بين وقت وآخَر؟

- ليس بالضرورة أن أعيش شخصياً موضوع الأغنية، بل إن كلامَها يمكن أن ينطبق على بعض الأشخاص الذين يحيطون بي أو على بعض النساء في المجتمع. لديّ أكثر من صديقة، إحداهنّ تعاني من الأذى النفسي بسبب الحب وسوء معاملة الزوج.

وهذا النوع من الحب يمكن أن يلحق الأذى بالرجل أيضاً. وأعرف صديقاً يعاني كثيراً لأن زوجته هربتْ مع أولادهما إلى خارج لبنان ولا يَعرف عنهم أي شيء.

عندما استمعتُ إلى زوجي ملحم وهو يعزف على البيانو ويدندن كلام أغنية «حبك مئذي» دمعت عيناي وتعلّقتُ بها كثيراً، كما انني بكيتُ خلال تسجيلها في الاستديو. وهذه الأغنية هي الثانية التي تُبْكيني، لأنها لمستْني كثيراً وأنا متأكدة أنها لمستْ الكثير من الناس.

• وما الأغنية الأولى التي أبكتْك؟

- أغنية «يا طير الغرام». ليس بالضرورة أن يعيش الفنان موضوع أغنياته، ولأنه شخص حساس يمكن أن يتأثر بكل شيء.

ولأن موضوع أغنية «حبك مئذي» يعكس مشكلةَ صديقتي المقربة، كان من الطبيعي أن أتفاعل معها. عندما يقدّم الممثل في عملٍ ما شخصيةَ قاتِل أو مجرم فهل هذا يعني أنه قاتِل ومجرم!

• لماذا أنتِ بعيدة عن التكريمات التي حصلت في الفترة الأخيرة؟

- تم تكريمي خلال الصيف الماضي في مهرجان «أفضل الدولي» بعد النجاح الكبير التي حققتْه أغنية «ع بيروت» التي حظيتْ بإعجاب الناس وأَحبوها، حتى إن الكثير من المغتربين اتصلوا بي وهنأوني عليها.

وبالنسبة لبقية التكريمات، فهي لا تعني لي والقرار فيها يعود للمنظمين، والكل يعرف المحسوبيات في مثل هذه التكريمات. لا تهمّني التكريمات بقدر ما يهمّني أن يحبّ الناس أعمالي، ومَن يريد تكريمي أهلاً وسهلاً به ومَن لايريد فهذا شأنه.

نجاح أغنيه «ع بيروت» والصورة الحلوة التي عكستْها عن هذه المدينة كافييْن جداً بالنسبة لي.

• ما رأيك بموجة الأغنيات الإيقاعية وتَصَدُّرها على مستوى نِسَب المُشاهَدة والاستماع؟

- هذا الأمر لا يفاجئني لأنه ليس جديداً. ومنذ أن دخلت الوسط الفني تضرب كل عشر سنوات موجة فنية جديدة، كـ «البوب» و«الهيب هوب» وموجة الأغنيات الإيقاعية التي يكون كلامُها بسيطاً وترتكز على الإيقاع فقط. أزمة «كورونا» حجزت الناس في بيوتهم ما تسبب بكبتهم، ومن ناحية أخرى فإن الأزمة الاقتصادية في لبنان وسورية والعراق أثرت في الناس الذين أصبحوا بحاجة إلى سماع أغنيات إيقاعية يرقصون عليها وتسلّيهم وتفرج عنهم همومهم كي يصمدوا ويستمرّوا.

ولم تعد تهمهم الأغنيات الكلاسيكية. في الفن، تَظهر دائماً موجات جديدة يجد فيها الناس متنفّساً لهم.

• هل توافقين بأن الإيقاع هو السبب الرئيسي في نجاح الأغنية في السنوات الأخيرة؟

- كلا، وإلا ما كانت ضربت الكثير من الأغنيات الكلاسيكية. الأغنية الناجحة هي التي تكون جميلة كلاماً ولحناً وأداءً. وفي المقابل توجد أغنيات للتسلية والرقص والترفيه، وتُبثّ في النوادي الليلية ويكون كلامُها خفيفاً في غالبية الأحيان.

• هل تطمحين لوصول أغانيك إلى العالمية؟

- أغنيتي «نور الشمس» وصلتْ إلى العالمية وأنا أول فنانة عربية انتشرتْ في ماليزيا وإندونيسيا، ولكن على الأغنية أن تكون متميزة كلاماً ولحناً.

• هل تجدين أن العالمية أصبحت سهلة في ظل الانفتاح الذي يعيشه العالم؟

- مفهوم العالمية خاطئ.

والفنان العالمي هو الذي يكون معروفاً في أوروبا وأميركا وكل دول العالم، ولكن عندما تصل أغنية إلى العالمية فهذا لا يعني أن صاحبها أصبح عالمياً.

وأنا يهمّني أن أكون ناجحة ومعروفة في لبنان والعالم العربي، وإذا سنحتْ الفرصة لأن أصبح عالمية فلمَ لا.

• لماذا أنتِ بعيدة عن الإعلام؟

- يهمّني الظهور في برنامج فيه ضحك وتسلية، كما حصل في إطلالتي في البرنامج الخاص بالأمهات الذي عُرض على شاشة «lbci» أو في برنامج «حديث البلد».

وما أحرص عليه في إطلالاتي أن أغني وأن أُدْخِل الفرحة، ولا يهمّني أبداً أن أحلّ ضيفةً على برنامج أتحدث فيه عن غيري من الفنانات وأن أدخل في نقاش سياسي. وخلال الفترة المقبلة سيكون لديّ الكثير من الإطلالات الجميلة.

• ما تحضيراتك للفترة المقبلة؟

- سأطرح أغنيةً للصبّوحة بصوتي وبتوزيع جديد.

• ما المعايير التي تأخذينها في الاعتبار عند اختيار أغنية لتجديدها؟

- تجديد الأغنيات لا يقتصر على العالم العربي، بل هو موجود في العالم كله.

وهناك أغنيات أجنبية نسمعها بأصوات عشرات الفنانين الأجانب، وعندما جددتُ أغنية «يا مدقدق بن عمي» للفنانة سميرة توفيق حققتْ 10 ملايين مشاهدة.

تجديد الأغنيات وتقديمها بتوزيع موسيقي جديد يساهم في تعريف الجيل الجديد عليها شرط ألا تتم الإساءة إلى الأغنية الأصلية من خلال التوزيع الموسيقي، بل ان يتم تقديمها بطريقة لائقة.

وعادةً أجدد الأغنيات التي أحبها ويحبها الناس عندما أغنّيها في حفلاتي.

المصدر : الراي الكويتية