اجتماعاتٌ مفتوحة لـ «خُماسي باريس» و«حزب الله» يحذّره من استجلاب «الخراب»! حمّى الدولار في لبنان... عصْفٌ مالي أم تحمية للملف الرئاسي؟ «جنون» الدولار يُشعل غضب الشارع في لبنان

16/02/2023 06:51AM

كتبت صحيفة "الراي الكويتية":

- الدولار ناطَحَ 80 ألفاً... قطْع طرق في الشارع الغاضب وإرباكات في الأسواق

- الحريري زار بري وماضٍ بتعليق عمله السياسي: العودة حلوة عدتُ كمواطن وزعيم

هل «حمّى» الدولار التي تستعر في لبنان هي من «العوارض» الملتهبة للانهيار المالي الذي اتخذتْ ديناميتُه أشكالاً أكثر توحُشاً في ضوء التمادي الفاضح في تأخير إنجاز خريطة الطريق المرسّمة بوضوحٍ من صندوق النقد الدولي ما جعل «العاصفة الشاملة» تشتدّ منْذِرة بفصول أعتى؟ أم أن الهَزّات المتلاحقة في السوق السوداء التي تشتعل بأرقام مُرْعبة يناطح معها الدولار 80 ألفاً هي في سياقِ سيناريو متعمَّد لترْك البلاد تنزلق نحو الارتطام المميت و«تحمية» الأرض تمهيداً لشقّ حل «على الحامي» للمأزق الرئاسي؟

سؤالان خيّما أمس على بيروت التي بالكاد تسنى لها إجراء «الحصاد السياسي» للمشهدية التي عبّر عنها تحوُّل ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري محطةً جدّدت «بوليصة التأمين» الشعبية لزعامة الرئيس سعد الحريري المتمسك بتعليق عمله السياسي حتى إشعار آخَر، بعدما تطايرتْ تشظياتُ الارتفاع الهستيري للدولار على أكثر من صعيد، وسط تحركاتٍ في الشارع بدت أقرب إلى «بروفة» غَضْبةٍ قابلة للاستثمار في اتجاهات عدة ترتبط بالأزمة الرئاسية و«أخواتها» على مستوى عمل الحكومة التي تجتمع على «رِجل ونصف» تحت يافطة البنود الطارئة، والبرلمان الذي يبذل رئيسه نبيه بري جهوداً حثيثة كي «يقف على رجليه» للانطلاق في «تشريع الضرورة» بعيداً عن «الهدف الأمّ» المتمثل بإنهاء الشغور الرئاسي الذي ما زال حتى الساعة أقرب إلى «المهمة المستحيلة».

ومع تسجيل الدولار 77 ألف ليرة وسط إشاراتٍ إلى أنه ماضٍ في تحطيم أرقام قياسية على مدار الساعة، شهدت مناطق عدة عمليات قطع للطرق من مواطنين غاضبين، في بيروت والشمال ولا سيما في طرابلس حيث ترافقتْ بعض التحركات مع إطلاق نار، وفي عكار، وسط مؤشرات إلى أن رقعة الاحتجاجات ستتوسع كـ «بقعة زيتٍ» فوق نار غلاء أسعار السلع التي تشتعل ولم يعد بإمكانها اللحاق بالدولار المجنون الذي ارتفع منذ السبت بأكثر من 12 ألف ليرة.

وسرعان ما أجّج «تحليق» الدولار الأسود الاضطرابات في الأسواق ولا سيما قطاع المحروقات الذي طالب إما بدولرة التسعير وإما بآلية أكثر مرونة تتيح صدور أسعار على مدار اليوم تُحاكي تحرُّك العملة الخضراء صعوداً أو هبوطاً، وسط إرباكاتٍ سادت بعد تلويحٍ بتوقف كل المحطات عن العمل وبفعل رفْع بعضها خراطيمه في أكثر من منطقة وتَفَلُّت بعضها الآخر من سقف التسعير الذي يصدر عن وزارة الطاقة (اقترب سعر صفيحة البنزين من مليون ونصف المليون ليرة) في محاولة للحدّ من الأضرار والخسائر الناجمة عن الوثبات المتتالية للدولار.

وفيما انعكس عصْف الدولار أيضاً على المحال التجارية ولا سيما الصغيرة التي أقفل بعضها، ازدادت المخاوف مما ستحمله الأيام المقبلة في ضوء عدم بروز إشاراتٍ إلى رغبةِ أو قدرةِ مصرف لبنان على التدخل بآخر «سلاح الاحتياط» الذي يملكه لإبطاء السقوط الحر مرة جديدة، في ظل استمرار الإضراب الجزئي للمصارف التي تشكّل «الجسر» لأي ضخّ للدولار عبر منصة «صيرفة»، وعلى وقع علامات استفهام كبرى حول سرعة «تَبَخُّر» مفاعيل القبض على «حيتان» سوق الصرافة من ضمن «معالجةٍ أمنية – قضائية» لمشكلة مالية - نقدية – سياسية كررتْها السلطة وأثبتت عدم جدواها.

ولم تعُد أوساطٌ واسعة الاطلاع تُخْفي قلقها من أن يكون ثمة مَن بدأ «يعدّ المسرح» لفرْض وقائع في الملف الرئاسي على وهْج فوضى، قد تبدأ مضبوطةً، ولكن أحداً لا يمكنه التكهّن بالمدى الذي يمكن أن تذهب إليه في ظلّ تَشابُك الأجندات واللاعبين، مبديةً الخشية في الوقت نفسه من أن خروجَ الوضع اللبناني عن «انضباطه» ربما «يفيد» في الدفْع نحو حلّ «قيصري» للاستحقاق الرئاسي في «توقيت» يختاره أفرقاء وازنون في الداخل، وليس في الزمان «المضبوط على ساعة» حِراك خارجي بات بمثابة «تدويل ضمني» يثير ريْبةَ هذه الأطراف ودولاً إقليمية.

وعشية إطلالة منتَظَرة للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله بعد ظهر اليوم، جاء لافتاً أمس موقف لنائبه الشيخ نعيم قاسم تطرق فيه إلى اللقاء الخماسي الذي عُقد في باريس قبل 10 أيام وضمّ ممثلين لكل من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، لافتاً إلى «ان الاجتماع الخماسي تحدث بالعموميات، وثبت عدم تدخل الخارج أنهم ‏قاموا بإجراء استطلاع أولي كلٌّ بحسب بلده، فوجدوا أن لا إمكان لتجميع عدد من الكتل على قياسهم ‏ليختاروا رئيساً، لذلك بدل أن يتورّطوا ويفشلوا قالوا إنهم ينتظرون اللبنانيين ليختاروا، لذلك هذا ‏الخارج لن يتدخل لأنّ الفسيفساء النيابية مبعثرة، فمَن يراهن على الخارج يضيّع الوقت ويمدد الفراغ، ‏والأفضل ألا يتدخّل الخارج لأنَّه إذا تدخل سيكون منحازاً وسيخرِّب أكثر من هذا الخراب في بلدنا».

وشدّد على أن «اقتراحَنا الحوار ثمَّ الذهاب إلى الانتخابات لأنَّ المقابل هو الجمود ‏والتعطيل»، محذراً «إذا استمررنا على هذه الشاكلة فسيتأخر الانتخاب ولا أحد يعلم ‏إلى متى».

وفي موازاة التصويب على الاجتماع الخماسي، كان سفراء الدول التي شاركت فيه يكملون جولتهم لوضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء لقاء باريس الذي ناقش الملف اللبناني بشقيْه السياسي، الذي يختزله الشغور في موقع رئاسة الجمهورية (منذ 1 نوفمبر)، والمالي في ظل الانهيار المتسارع وعدم تنفيذ الإصلاحات الشَرْطية لبلوغ اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي.

وقد استقبل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب سفراء فرنسا آن غريو، الولايات المتحدة دوروثي شيا، مصر ياسر علوي، قطر إبراهيم عبد العزيز السهلاوي، والقائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية فارس حسن عمودي واطلع منهم «على خلاصة الاجتماع الخماسي الذي كان عُقد في باريس وشدّد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.

كما أكّدوا وجول البدء بإجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية اللازمة، علمًا أنّ الدول الخمس ستبقي اجتماعاتها مفتوحةً لمتابعة التطورات».

وكان ممثلو الدول الخمس في بيروت تحدّثوا خلال لقاءيهما مع كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري بلغةٍ حازمة حيال ما ينتظر لبنان بحال الإمعان في التأخر بانتخاب رئيس، وأن لا مساعدات لبلاد الأرز قبل إنجاز هذا الاستحقاق والإصلاحات، مع تحذير من تداعياتٍ سلبية على الذين يعرقلون الانتخابات الرئاسية.

وسبق لبيان المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة أن تطرق الى هذه التداعيات في معرض توضيحه ما كان نقله عن أن سفراء الدول الخمس لوّحوا بإعادة النظر بالعلاقات مع بيروت، إذ أكد «أن ما قصده السفراء خلال النقاش، ليس إعادة النظر بمجمل العلاقات مع لبنان، بل أشاروا إلى أن الذين يعرقلون انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة مكتملة الصلاحيات سيواجهون تداعيات سلبية. كما عبّر السفراء عن قلقهم البالغ إزاء تفاقم الأزمة في لبنان والمأزق السياسي الذي يعرقل الحلول، ودعوا مجلس النواب للاجتماع بشكل عاجل وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة ذات صلاحيات من دون تأخير، وأكدوا أن اللبنانيين يحتاجون ويستحقون رئيساً نزيها ويضع مصالح البلاد أولاً، ويشكل ائتلافاً واسعاً وشاملاً لتنفيذ إصلاحات حاسمة».

وفي موازاة ذلك، بقيت الأنظار على الرئيس سعد الحريري وحركته قبيل عودته إلى مقر إقامته في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكان لافتاً أمس أن الحريري زار بري الذي استبقاه الى مائدة الغداء، وذلك غداة تأكيد زعيم «المستقبل» في دردشة مع الاعلام أن «بيت الوسط» سيبقى مفتوحاً وانه علّق عمله في السياسة «لكنني رجعت الى الناس للعمل معهم، فالسياسة ليست كل شيء والأهمّ هم الناس».

وأضاف: «لن أتحدّث بالسياسة لأنّني علّقت عملي السياسي وسيبقى عملي السياسي معلَّقاً للأسباب التي أوصلتْنا الى ما وصلنا اليه، لم يكن لدي أيّ شيء أقدّمه في السياسة وكنت أرى إلى أين سنصل وليس باستطاعتي القيام بأيّ أمر».

وتابع: «السياسة ليست كل شيء بل أداة لتحقيق الإنجازات بينما الناس هم الأساس ولذا التركيز هو على عمل الجمعيات».

وشدد الحريري (وفق موقع «لبنان الكبير») على أن «البلد وصل إلى هذه الحالة نتيجة سوء الإدارة ولا أريد الحديث عن المتوقع بمجرد أن البلد وصل الى هذه المرحلة فهذا معناه سوء الإدارة، ولا توجد دولة فقيرة في العالم بل تصبح كذلك بسبب سوء الإدارة ولبنان بلد غير فقير وغني جداً والمهم أن ندرك كيف نُحسن إدارته بما يصبّ في مصلحة الناس».

وأشار الى «أن الحريرية السياسية بدأت مع رفيق الحريري عام 92 كان البلد مفلساً ولا ضربة مسمار، وقد أعاد الرئيس الشهيد إعماره وكان له خصوم، استعملوا كل الوسائل السياسية والطائفية والمذهبية لتعطيله وحين فشلوا في ذلك قتلوه ومَن قتل الحريري يكمل سياسة التعطيل اليوم ويمارس التعطيل والتعطيل والتعطيل».

وأوضح «أن أفضل ما يمكن هو أن تعود الى لبنان وانت بعيد عن اتخاذ أي قرار سياسي. وقد تركتُ العمل السياسي لأنني لست من الأشخاص الذين يقولون«مش قادر وما بدي»وتركت الساحة للجيل الشاب الذي طلب التغيير في الثورة وكان يفترض بجميع من في السلطة أن يفعلوا الشيء عينه لأنّهم فشلوا في إدارة البلاد».

وأكد «لا يمكن أن أحكم بنفسي اذا كنت أقوى في الحُكم او خارجه.. الناس يحكمون. أشتاق إلى لبنان كثيراً وعلى الرغم من أنني تركتُ السياسة إلّا أنّني لم أترك ناسي. العودة حلوة عدتُ كمواطن وكزعيم».

وعن الوضع السني، قال: «الحق ليس على التشرذم السنّي فكلّ مَن قرّر أن يحمي حقوق الطائفة أضرّوا بها ثم ابتدعوا «الميثاقية» للعرقلة «بلا طعمة».

هل شرذمة السنّة سبب تعطيل انتخاب الرئيس او تشكيل حكومة؟ الحق ليس على التشرذم السني ولندع الحكي عن العواطف. حين يصبح المرشح الرئاسي موجوداً فالمكوّن السني سيختار حُكْماً لكن المشكلة هي في المكوّنات الأخرى».

وأضاف: «لو كنتُ شاركتُ في الانتخابات لَحصل السيناريو عيْنه الذي سبق أن واجهتُه.


المصدر : الراي الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa