كاي هيه كوان.. من لاجئ آسيوي إلى فائز بالأوسكار

14/03/2023 01:29PM

"أمي تبلغ من العمر 84 عاما وهي في المنزل الآن تشاهدني. أماه، لقد فزت للتو بجائزة الأوسكار"، كلمات تغلب عليها العاطفة ستظل عالقة في تاريخ الأوسكار، قالها ممثل من أصل آسيوي، ربما لا يعرفه كثيرون، بينما كان يقبل تمثال الجائزة الذهبي الصغير ويحمله عاليا.

رغم طفولته الصعبة، حقق الطفل اللاجئ ذو الأصول الآسيوية، كاي هيه كوان، نجومية من خلال مشاركته في اثنين من أكبر الأفلام الأميركية في الثمانينيات، قبل أن يختفي لسنوات طويلة بعدما أدارت له هوليوود ظهرها. لكنه لم يكن يتخيل أن القدر يخبئ له الأوسكار، الجائزة الأهم في عالم السينما على مستوى العالم.

مشاعر الدهشة والفرحة سيطرت على كوان، الذي لم يتمالك نفسه من البكاء، وهو يتسلم جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن فيلم "كل شيء في كل مكان في مرة واحدة". ولم ينس أن يتذكر طفولته التي قضاها لاجئا، وقال في خطابه أمام الجمهور: "يقولون إن مثل هذه القصص تحدث فقط في الأفلام. لا أصدق أن ذلك يحدث لي. هذا هو الحلم الأميركي".

وقصة حياة كوان، التي يصعب تصديقها ولا تحدث سوى في عالم أفلام السينما، بدأت عندما كان طفلا، وانتقل من فيتنام إلى هونغ كونغ كلاجئ، ثم استقر في الولايات المتحدة، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وبالصدفة حصل كوان على فرصة اختبار أداء للعب دور النشال الصيني في فيلم "أنديانا جونز أند ذا تيمبل أوف دووم" إخراج ستيفن سبيلبرغ عام 1984، ثم لعب دور البطولة في فيلم "ذا جونيز" في العام التالي.

لكنه بعد ذلك، لم يتلق أي أدوار، واكتفى بالعمل خلف الكواليس كمنسق حيلة ومساعد مخرج، وفقا لـ"بي بي سي".

لكن مع اقترابه من سن الخمسين، قرر كاي أن يخوض تجربة أخرى لتحقيق حلمه، وبالفعل حصل على دور في فيلم "كل شيء في كل مكان في كل مرة".

بدأ حياته لاجئا 

"بدأت رحلتي على متن قارب. وقضيت عاما في مخيم للاجئين ، وبطريقة ما انتهى بي المطاف هنا في أكبر مسرح في هوليوود"، هكذا لخص كوان قصة حياته لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

ويحكي كوان أنه كان في السابعة من عمره عندما غادر فيتنام على متن قارب صغير في أواخر السبعينيات، وهبط في هونغ كونغ مع والده بينما ذهبت والدته وأشقاؤه الثلاثة إلى ماليزيا. وتم لم شمل الأسرة لاحقا عندما هاجروا إلى الولايات المتحدة في عام 1979، وهي الفترة التي وصفها كوان بـ"المؤلمة والقاسية".

وقال كوان لصحيفة "الغارديان"، العام الماضي: "كنا لاجئين". "لا أحد يريدنا... كانوا يسموننا الخارجين من القارب. وكانوا يسخرون منا عندما كنا في المدرسة. يمكنك أن تتخيل ما يفعله ذلك بالحالة العقلية لطفل".

وكان من المفترض أن تتغير حياته عندما ذهب لدعم شقيقه الأصغر في اختبار أداء "أنديانا جونز" في سن الثانية عشرة، ولم يكن كوان ينوي التقدم للاختبار، لكن مدير اختيار الممثلين اقترح عليه أن يجرب أيضًا.

وبعد ثلاثة أسابيع، كان كوان في طريقه إلى سريلانكا لبدء تصوير الفيلم. وقال عن هذه التجربة: "لقد كانت أسعد أوقات حياتي".

وتحدث كوان عن تجربته كطفل آسيوي مع المخرج ستيفن سبيلبرغ، قائلا "إنه يستحق التقدير لشجاعته لأنه أول شخص وضع وجهًا آسيويًا في فيلم ضخم في هوليوود".

وعلى مدار السنوات التالية، واصل كوان الظهور في عدد من المسلسلات الكوميدية التليفزيونية، لكن في أواخر التسعينيات، بدأت العروض تقل. وقال لصحيفة "التلغراف" البريطانية: "من الصعب دائمًا الانتقال من ممثل طفل إلى ممثل بالغ. لكن عندما تكون آسيويًا، يكون الأمر أكثر صعوبة بـ١٠٠ مرة، لأن الآسيويين كانوا موضع النكتة".

وتحدث كوان عن صعوبة فترة شبابه لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية، قائلا "من المفترض أن تكون أوائل العشرينيات من عمرك هي الأعوام الذهبية، وكل ما فعلته هو انتظار رنين الهاتف حتى وصلت عمر ٤٨ عاما".

واستمرت التحديات التي واجهها كوان حتى طوال فترة وباء "كوفيد-١٩"، بحسب مجلة "فاريتي" الأميركية، التي صرح لها أنه لم يكن يملك تأمينا صحيا لأنه لم يكن يعمل في وظيفة.

"كنت أعلم أن جذوري هي السبب في هذا الوضع، لكنني كنت متمسكا وفخورا بها"، بهذه العبارة علق كوان على الصعوبات التي واجهها في هولييود، وهو ما ظهر في خطابه، حينما لم ينس كوان أن يشكر والدته، قائلا: "أشكرك على التضحيات التي قدمتيها لإيصالي إلى هنا".

واختتم حديثه: "يجب أن تؤمنوا بأحلامكم. لقد كدت أن أتخلى عن حلمي".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa