المبادرة الرئاسية: بكركي وصلت إلى "كلن يعني كلن"

15/03/2023 11:46AM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

في ميزان الأعاجيب يُصبح الاتفاق السعودي- الإيراني برعاية بيكين معجزة في حدّ ذاتها، وإن كان انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان يحتاج لعجيبة أخرى فإنّ فرص حصولها تتعزز بعد ما حصل في المنطقة. 

من بكركي بدأ التطواف، حيث يستكمل راعي أبرشية انطلياس المطران أنطوان أبو نجم جولاته على القيادات المسيحية في محاولات لإخراج اسم مرشح توافقي يملأ شغور بعبدا، المركز المسيحي الأول في البلد الذي تحتدم المعارك حوله ويشتد الصراع السياسي والطائفي مانعًا ظهور الرئيس من قصره. 

لا يستعجل الصرح البطريركي الحسم، بل يقيس كلّ تطور على "ميزان الجوهرجي" بتأنٍ وهدوء رغم أنّ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لا يخفي عتبه على الجميع بما فيهم الكتل المسيحية من دون أي استثناء على اعتبار أنّ الجميع يتحمل مسؤولية الشغور الرئاسي ولو بنسب متفاوتة لأنه يمكن لكلّ كتلة أن تخطو خطوة إلى الأمام ما يؤدي إلى تخليص البلد من استمرار السير على طريق الجلجلة. هذا الواقع، يشير ربما إلى أنّ الراعي أيضًا وصل لرفع شعار "كلن يعني كلن". 

وحتى اليوم، لا ترى بكركي أنّ نتيجة المباحثات التي يديرها أبو نجم محسومة لذلك تعوّل على استمرار الاتصالات والنقاشات علّها تُفرج. وقد عُلم أنّ كلّ الفرقاء السياسيين منفتحين باتجاه واحد وهو دعم البطريرك في مسعاه والوصول إلى حلّ وانتخاب رئيس جديد للجمهورية غير أنّ أحدًا لم يُظهر استعداه لتقديم أي تنازل في سبيل ذلك، ما يعني حُكمًا أنّ الملف ما زال على تعقيداته ولا يمكن المراهنة كثيرًا على التقارب السعودي- الإيراني لفكّ حبال الأزمة المحليّة. 

وتقول المصادر لـ "السياسة" إنّ بكركي وبقدر ما هي متحمسة لعقد طاولة حوار بقدر ما هي متأنية، لأنها لن تقدم على هذه الخطوة ما لم تلمس نضوجًا وفرصة للحل، أي أنّ الحوار لن يُعقد إن لم يكن مضمونًا خروج الدخان الأبيض. 

وفي البحث عن هوية الرئيس أو تصور الراعي لرئيس الجمهورية المقبل، تبقى لائحة أسماء لموارنة سُربت ونُسبت إلى بكركي في الواجهة. وهو ما يُزعج الصرح الذي يشدد على أنّ اللّائحة غير مكتملة وبعض الأسماء فيها صحيحة غير أنّ ذلك لا يعني أنّ الراعي يدخل في لعبة الأسماء أو أنّ لديه أسماء معينة يحاول إيصالها. ومن هنا التشديد على أنّ هذه اللّائحة أبصرت النور بناءً على الاقتراحات التي قدمها الفرقاء خلال لقائهم المطران أبي نجم ولم تكن لتبصر النور لو أنّ هذه الأسماء لم تصدر عن من اقترحها لا عن بكركي. 

وفي الحال، أنّ البلد يركض باتجاه حافة الانتحار السريع مع تحليق الدولار ووصول اللّيرة اللّبنانية إلى أدنى مستوى لها عبر التاريخ مع سعر صرف تجاوز الـ ١٠٠ ألف ليرة ما أيقظ اللّبنانيين من أوهامهم التي ارتبطت بما عُرف بتفاهم بكين. فلم تجرِ الرياح كما اشتهت سفن المواطنين الذي يُسحقون يوميًا في ظلّ صمت مطبق على كل ما يُرتكب. 

وتلمس بكركي في السياق، اهتمامًا وحرصًا خارجيًا على لبنان يجعلها تعتقد أنّ الخارج والسفراء يهتمون لأمر البلد ويخافون عليه أكثر من المسؤولين اللّبنانيين. ورغم أنّ أجواء اللّقاءات إيجابية وتعكس سهر عين المجتمع الدولي على لبنان الذي يختبر كلّ أنواع الآلام والمعاناة والأزمات إلّا أنّ الاجتماعات عادةً ما تنتهي بدعوة الخارج للداخل اللّبناني حتى يخلّص نفسه بنفسه. 

ومع اشتداد السواد واليأس والتحضر لأيام أكثر صعوبة، تُبث أجواء تشير إلى أنّ الانفراج الرئاسي موعده ما بعد الصومين المسيحي والإسلامي وهو ما تستبعده على ما يبدو بكركي التي ترى أنه يمكن في كلّ يوم انتخاب رئيس إن رغب النواب "الراكدين" تحمل مسؤولياتهم وممارسة اللّعبة الديموقراطية، أمّا استمرار الأجواء على ما هي عليه واستمرار تباعد موعد الجلسات فلا يعني أنّ الفرصة قريبة مع الإشارة إلى أنّ الحركة التي رصدتها بكركي تحت ركام البلد ما زالت خجولة جدًا ولا تستدعي كلّ هذا التفاؤل. 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa