17/03/2023 11:01AM
كأحجار الدومينو تنهار المنظومة الحاكمة في لبنان، لم يسلم أي ركن من عاصفة الأزمة التي أتت وليدة لسنوات من تراكم الفساد والمحاصصة والمناتشات على قالب الجبنة اللّبناني.
وفي خضمّ المرحلة الأدق من تاريخ لبنان الحديث، تحاول المنظومة عبر أذرعها وأبواقها الإعلامية تصوير واقع لم يعد موجودًا سيما وأنّ رؤساء العصابة الحاكمة باتوا على دراية بأنّ الخارج ينظر إليهم بوصفهم عبئًا ينبغي التخلص منه.
في الداخل، مقالات ومقابلات توحي بأنّ المجتمع الدولي يضع لبنان في محور اهتماماته وأنّ "أيام زمان" مستمرة وأنّ الدلع اللّبناني سيستمر إلى ما لا نهاية. أمّا في الخارج، فالصورة مختلفة تمامًا وإن كان لبنان على أجندة الاهتمام فإنّ ذلك يأتي في إطار محاربة الفساد اللّبناني الذي بات يُدَرَس على اعتبار أنّ الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي وعلى اللّبنانيين أن يحلوا أمورهم بأنفسهم وهو ما لم يفهمه أو يستوعبه المسؤولون بعد.
وبالحديث عن انهيار المنظومة فإنّ الضربة الكبرى أتت عبر الضربة التي تلقتها ركيزتها، أي عبر الحاكم الذي يُحاكم أوروبيًا، رياض سلامة. وذلك بعد تمثيلية قيل في الكواليس إنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هو مخرجها وذلك من خلال محاولته فبركة محاكمة لبنانية لسلامة تنتهي كما العادة وللأسف "عَ اللّبناني" فتُحفظ في جوارير العدلية.
وبعد الحاكم، أتى دور صديقه ميقاتي الذي بدأ التحقيق في موناكو وسويسرا بتهمة تبييض الأموال وقد أبلغه الفرنسيون أنّ "لهون وبس" ولم يعد لأحد القدرة على تغطيته، فتُرك وحيدًا لخوض آخر معاركه قبل الأفول السياسي الذي ينتظره بشدّة.
من بعد ميقاتي؟ هو السؤال الذي يسأله القارئ الآن.
وفي الحال، فإنّ المعطيات تشير إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، صديق الأميركيين في لبنان. لكنّ الصداقة "شي" والقضاء "شي تاني". وفقًا للمعلومات، فإنّ الأميركيين أبلغوا بري بأنهم توصلوا إلى المصارف الأفريقية التي يستخدمها لتبييض أمواله وهي نفسه التي يلجأ إليها "حزب الله" في أعماله لتبييض الأموال. وما ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية بهذا الشكل السريع وفبركة قصة لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غير هروب إلى الأمام كلّف الثنائي الشيعي الكثير وأدى إلى حرق اسم مرشحه سريعًا.
لكن مهلًا، من الذي كان ينادي بكلّ هذه المعلومات منذ فترة بعيدة؟
إنه صاحب مبادرة الجمهورية اللّبنانية الثالثة، عمر حرفوش، الذي بادر مسبقًا أيضًا لإطلاق مبادرة استعادة الأموال المنهوبة.
وفي السياق، كتب حرفوش صباح اليوم تعليقًا على التطورات الأخيرة والمؤشرات التي تؤكد قرب موعد تخلص لبنان من أمراء الطوائف والعصابة الحاكمة:
"قلتها منذ أسابيع، الكل نكر.
تنشرها اليوم جريدة الأخبار.
١- سلامة قلق (أنا قلت إنه مرعوب)
٢- ميقاتي ملاحق بتهمة تبييض الأموال في موناكو وسويسرا.
٣- تنصل فرنسي من ميقاتي.
٤- رئيس المخابرات الفرنسية برنارد ايميه أبلغه "أنا قلت ألبغ أخيه طاه الذي أبلغه) أنّ فرنسا لا يمكنها تغطيته (أي نجيب) بعد الآن". وأضاف:" قريبًا سيؤكدون ما قلته عن بدء التحريات ضدّ عراب لبنان، كما سيؤكدون أنّ الإدارة الأميركية تدرس فرض عقوبات ضدّ شخصيات لبنانية بناءً على ملفات التحقيقات الأوروبية بتبييض الأموال وبعيدًا من السياسة". وختم منشوره كاتبًا:" ترشيح فرنجية سببه ارتباك الثنائي الشيعي والهروب إلى الأمام والاعتراف أنّ من دونه سيفتقدون الحماية الرسمية ليصبحوا بمهبّ الريح وتحت رحمة القوانين الدولية".
واللّافت أنّ من يُلقب بـ"عراب المنظومة" هو بري ما يعني تقاطع المعلومات مع ما يملكه حرفوش من معطيات تكشف عنها الأحداث المقبلة.
وإلى وقتها ومع استمرار انهيار السقف على الجميع، قد يكون من المفيد أن يعي المسؤولون أنّ السقف حين ينهار لن يرحم أحدًا وسينهار على رؤوس الجميع وحينها لن ينتشلهم أحدٌ من تحت الأنقاض، علّهم يحاولون لملمة الأزمة قدر المستطاع على هذا الأساس.
شارك هذا الخبر
الانتخابات البلدية والاختيارية: "لا معلّقة ولا مطلّقة"
10 مليارات ليرة في يوم واحد! مداخيل المطاعم ترتفع بشكل مفاجئ
جلسة رئاسية قريبة؟
هذا ما نقله زوار عاصمة أوروبية مهتمة بالشأن اللبنانيّ...
هجرة غير مسبوقة لأساتذة التعليم الرسمي!
توقعات الأبراج: مشاريع جديدة تنتظر الحمل
كيف نحضّر صوص الشوكولا السريع؟
إليكم عناوين الصحف المحلّية والعربيّة ليوم الثلاثاء 21/3/2023
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
الـ"سياسة"
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa