17/03/2023 12:29PM
كتب قزحيا ساسين في "السياسة":
ماذا يعني نجاح إضراب نقابة المعلّمين، في الأطراف، وضعفُه في بيروت وجبل لبنان؟
تعرف نقابة المعلّمين، سلفا، أنّ المدارس الخاصّة في لبنان، اعتمدت سياسات مختلفة لتستمرّ، فكثيرة هي المدارس التي تفاوضت مع جهازها التعليميّ، وتمّ الاتّفاق بإعطاء نسبة من الراتب بالدولار الأميركيّ، واختلفت هذه النسبة من مدرسة إلى أخرى، كما اختلف تسعير بدل النقل.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ الأطراف، االمتمثّلة بالشمال والجنوب والبقاع... بقيت معظم مدارسها بعيدة عمّا يجري بين إدارات مدارس بيروت وجبل لبنان وبين الهيئات التعليميّة فيها. وذلك على الرّغم من معرفة الإدارات واقع المعلّمين الكارثيّ، غير المحتاج إلى دليل.
والدلالة الواقعية لهذا التعسّف التربويّ أنّ من الإدارات مَن يُمسك المعلّم باليد التي تؤلمه، وإن لم يعجبه فليرحلْ. لكن عن أيّ معلّم نتحدّث؟ المعلّم المقيم في قريته النائية، الراضي بقليل من الخبز، وليس باستطاعته الانتقال إلى المدينة، هو وعائلته، لا سيّما في هذه الظروف القاتلة.
فهل يُعقَل أن يستمرّ معلّم في المدرسة الخاصّة بثلاثة أو أربعة ملايين ليرة شهريّا، بلا أيّ مساعدة بالدولار؟
وعمليّا، لم يعد من نقابة معلّمين تضغط بشكل مركزيّ وشامل على امتداد الوطن، وأصبحت كلّ هيئة تعليميّة في مدرستها نقابة صغيرة. وعليه، فإنّ المعلّمين غير الحاصلين مادّيّا على ما يمكّنهم من الحدّ الأدنى للبقاء، يعلنون عدم قدرتهم على الوصول إلى المدرسة، لأسباب مادّيّة، ما يعني: الإضراب المفتوح، وفي ظلّ هذا الواقع يتمّ التفاوض بين الإدارة والأهل والمعلّمين وصولا إلى الحلّ المقبول.
لكنّ معلّمي الأطراف يعانون، في معظمهم، صعوبة الضغط ليحصّلوا ما يساعدهم على الاستمراريّة، في غياب شبه تامّ للمؤسّسات التي ينضوي تحت رايتها إدارات المدارس الخاصّة. والنقابة لا تستطيع المضيّ بإضراب مفتوح لتحصيل حقوق هؤلاء المعلّمين المتروكين لمواجهة أقدارهم القاتلة وحيدين.
إضافة إلى مطالب كثيرة، مثل إنصاف المعلّمين المتقاعدين الذين يعيشون الجوع بالمعنى الحقيقيّ للكلمة.
إنّ خسارة المدارس الخاصّة لكفاءاتها التعليميّة ستستمرّ، وستظهر أكثر فأكثر في بداية العام الدراسيّ المقبل. وقد نشهد تعاقدا أكبر لمعلّمي القطاع الرسميّ مع المدارس الخاصّة، في ظلّ استمرار اتّجاه المدرسة الرسميّة نحو الإقفال. وفي حال تصاعَد هذا التعاقُد سيكون أيضا على حساب المعلّمين في القطاع الخاصّ.
وفي المحصّلة، إنّ المعلّمين الذين استطاعوا ترك المهنة، هجرةً أو انصرافا نحو عمل آخر، لن يعودوا إلى التعليم. وسوف يحذو حذوهم معلّمون آخرون. وسوف تستعين بعض المدارس بمعلّمين جدد تنقصهم الخبرة بهدف تقليص النفقات من جهة الرواتب. سوف يزداد تلاميذ المدارس الخاصة على الرّغم من دولرة الأقساط لأنّ تجربة المدرسة الرسميّة هذه السنة كارثيّة. سقطت سلسلة الرتب والرواتب، وسيبقى منطق العرض والطلب يحدّد راتب المعلّم، في أيّ مدرسة خاصّة.
شارك هذا الخبر
الانتخابات البلدية والاختيارية: "لا معلّقة ولا مطلّقة"
10 مليارات ليرة في يوم واحد! مداخيل المطاعم ترتفع بشكل مفاجئ
جلسة رئاسية قريبة؟
هذا ما نقله زوار عاصمة أوروبية مهتمة بالشأن اللبنانيّ...
هجرة غير مسبوقة لأساتذة التعليم الرسمي!
توقعات الأبراج: مشاريع جديدة تنتظر الحمل
كيف نحضّر صوص الشوكولا السريع؟
إليكم عناوين الصحف المحلّية والعربيّة ليوم الثلاثاء 21/3/2023
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
الـ"سياسة"
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa