خرازي «إيران قادرة على صُنع القنبلة النووية ولكن» ونصرالله لإسرائيل «بلّطوا البحر»! لبنان تحت تأثير ارتجاجات العصف الأعنف للدولار الأسود

23/03/2023 06:53AM

كتب وسام أبوحرفوش وليندا عازار في "الراي الكويتية":

- احتجاجات في وسط بيروت... مواجهاتٌ وجرحى

- نصرالله لا ملحق للاتفاق السعودي

- الإيراني حول لبنان

لم تَخرج بيروت أمس من تحت تأثير الجولةِ الأعنف من انقضاض «الدولار الأسود» على الليرة اللبنانية في «الثلاثاء المجنون» الذي انطبعت فيه السوق النقدية بما يُشبه «الاضطراب الثنائي القطب» بتقلباتها الحادة انهياراً دراماتيكياً للعملة الوطنية ثم تحسّناً «غيرمفهوم» فيها.

ورغم استكانة أسواق المبادلات الموازية أمس واستعادتها بعض الاستقرار عند حدود ما بين 111 و114 ألف ليرة للدولار الواحد نهاراً، فإن لبنان بقي في وضعيةِ «ربْط الأحزمة» وسط مخاوف من أن يكون إنزال العملة الخضراء عن عتبة الـ 150 ألف ليرة التي ناطحها أول أمس مجرّد «هدوء ما بين العاصفتين» الذي خفّف سرعة الرياح الهوجاء التي كادت أن تفتح الوطن الصغير على الكوابيس التي لطالما جرى التحذير من أن حلولها لم يعد إلّا مسألة وقت.

وفي هذا الإطار شخصتْ الأنظارُ على مساريْن:

* الأول كيفيةِ استجابة اللبنانيين لـ «الحزمة الجديدة» التي قدّمها البنك المركزي لمحاولة لجْم الدولار والتي اتخذت شكل عملية مفتوحة أعلن عنها لمبادلة الليرات النقدية بدولارات «بنكنوت» عبر منصة «صيرفة» (رفع سعر الدولار عليها إلى 90 ألفاً) وآليات تطبيقها من المصارف التي عادتْ فجأة عن إضرابها بهدف ملاقاة تَدَخُّل مصرف لبنان، الرامي إلى «تجفيف الأسواق من الليرة»، والاستفادةِ من عمولات هائلة (تقتطعها بالدولار) على العمليات «المليارية» بالليرة كانت ستخسرها في ضوء إشراك «المركزي» الصرافين فئة «أ» بالمنصة.

• والثاني ما بدا «تمريناً احتجاجياً» شهدته ساحة رياض الصلح في وسط بيروت حيث نفّذ عدد من موظفي القطاع العام والعسكريين المتقاعدين وناشطون ومواطنون تحركاً رفْضاً لمسارٍ يوغل في زجّ اللبنانيين في فم كارثة معيشية «يفترسهم» التضخم المفرط وفقدان القدرة على تأمين الغذاء والدواء و«التهام» تكلفة الكهرباء (مولدات الأحياء وكهرباء الدولة) القسم الأكبر من مداخيلهم الشحيحة أصلاً.

وقد تقاطرت الوفود من مناطق عدة الى ساحة رياض الصلح مطلقين صرخة غضب بوجه المسؤولين وحاكمية مصرف لبنان، ورافعين الأعلام اللبنانية ولافتات تُندد بالسياسات المالية العشوائية والفساد، وسط إجراءات مشددة اتخذتها القوى الأمنية من الجيش اللبناني وفرقة مكافحة الشغب إجراءات في ظل مخاوف من مدسوسين أو محاولات لحرف التحرك وتحويله «عود ثقاب» لإشعال توتراتٍ تأخذ البلد إلى مكان آخر.

وتخلل التحرّك مواجهات بين المتظاهرين وفرقة مكافحة الشغب المولجة حماية مدخل السرايا الحكومية بعد رمي قنابل مسيلة للدموع على الحشود ومحاولة المعتصمين، وهم يحملون رايات الجيش اللبناني، إزالة الشريط الشائك المؤدي إلى «السرايا».

وخلال المواجهات تقدمت عناصر من الجيش نحو الشريط الشائك وشكّلوا فاصلاً بين المتظاهرين والقوى الأمنية، وطالبوا زملاءهم في مكافحة الشغب بعدم رمي القنابل المسيلة على المعتصمين.

وبحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية فقد سُمعت صفارات سيارات الاسعاف في المحيط مع سقوط إصابات في صفوف المتظاهرين، وتسجيل حالات إغماء من الطرفين.

وإذ علّق المتظاهرون تحركهم حتى الاثنين المقبل، برز تأكيد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بعد اجتماع مجلس الامن المركزي أن «أمان البلد مسؤولية مشتركة بين القوى الأمنية والعسكرية من جهة والمواطنين من جهة أخرى، ونمرّ بظروف حسّاسة وبالتالي أيّ تفلّت أو طابور خامس قد يؤدّي لنتيجة سيئة»، مشدداً على «أن القوى الأمنية ستكون جاهزة لحماية الأملاك العامّة وأملاك المواطنين وحفظ الأمن».

وفي موازاة مساعي إبطاء وتيرة الانهيار الكبير عبر «شراء الوقت» بتكلفة باهظة على ما تبقى من احتياطي لدى مصرف لبنان، لم يحرّك الغليان الذي لفّ «بلاد الأرز» الثلاثاء ولو «حَجَراً» في الأزمة الرئاسية التي تمضي في دائرة مقفلة من التعقيدات التي يُخشى أن لا تُفكّ «إلا على الحامي» ولو لبلوغ تسويةٍ قد لا تكون ولادتها إلا قيصرية، في ظل عدم اقتناعِ الأفرقاء الوازنين في الداخل بأن الوزر الأكبر في الملف الرئاسي يقع على عاتقهم لإمرار رئيسٍ من العبث الرهان على أن يسقط اسمه بـ «الباراشوت» الخارجي، رغم أن التفاهمات الاقليمية المستجدة من شأنها تأمين مناخاتٍ مؤاتيةٍ لحلولٍ يتعيّن في النهاية أن تُستنبط محلياً وبما يأخذ في الاعتبار حاجة لبنان لاستعادة ثقة العالم العربي والمجتمع الدولي به كدولةٍ تُمْسك بقرارها واستعادت توازنها السياسي وقادرة على وضع الإصلاحات على سكةٍ تمرّ باتفاق مع صندوق النقد الدولي.

وكان لافتاً أمس مع العد العكسي لإصدار صندوق النقد الدولي تقريره المفصّل متضمناً توصيفاً للحالة اللبنانية مع رسمٍ مستقبلي لمسار العلاقة مع الصندوق ومصير الاتفاق النهائي مع لبنان، استقبال السفير السعودي في بيروت وليد بخاري وفد الـIMF الذي يزور «بلاد الأرز» برئاسة ارنستو ريغو راميريز حيث جرى «التباحث في مجمل المستجدات الحاصلة على الساحة اللبنانية الإقليمية وشروط التعافي التي يحتاجها لبنان ليخرج من الازمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها بالإضافة إلى القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك».

وفي موازاة ذلك، وفيما كانت الأنظار متجهة إلى بدء مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف زيارتها لبيروت (غداً) وسط تقارير أفادت أنها ستؤكد في لقاءاتها ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية يناسب طبيعة المرحلة وتحولاتها، وإطلاق قطار الإنقاذ قبل ان يدخل الوضع دائرة الاستعصاء، وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة دولياً لمساعدة لبنان، وإبرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لوقف الانهيار الحاصل، أطلّ رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في ايران كمال خرازي من العاصمة اللبنانية موجّهاً سلسلة رسائل أبرزها أن بلاده باتت تقنياً قادرة على تصنيع قنبلة نووية «ومَن وصل الى تخصيب يورانيوم بنسبة 60 في المئة يستطيع ان يصل الى 90 في المئة» لكن فتوى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية «ضد إنتاج مثل الأسلحة ولسنا بحاجة لذلك».

وجاء كلام خرازي الذي استقبله أمس رئيس البرلمان نبيه بري خلال لقاء مع وسائل إعلام لبنانية حيث قال رداً على سؤال «هل إيران قادرة على إنتاج قنبلة نووية كما أكدتم في الحديث مع قناة الجزيرة من قبل؟»: «في الوضع الذي حققتْ فيه إيران تخصيب بنسبة 60 في المئة، فإن التخصيب بنسبة 90 في المئة وما فوق ليس بالمهمة المعقدة». وأكد «بالطبع أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تنوي في الأساس إنتاج قنابل ذرية، كما أنها لا تحتاج إلى هذا الموضوع، وأخيراً فتوى القيادة الدينية ضد إنتاج مثل هذه الأسلحة».

وشدّد خرازي، الذي وصل إلى لبنان آتياً من سورية حيث التقى الرئيس بشار الأسد على «أن إيران لن تدخر جهداً للمساعدة على استقرار وسلام لبنان»، مؤكداً أنه «بالرغم من أن التقارب بين إيران والسعودية سيؤثر بشكل طبيعى على حلّ بعض المشاكل، إلا أنه لا يمكن حل جميع المشاكل بين الدول بين ليلة وضحاها. وبالطبع باختصار من الخطأ جعل كل مشاكل لبنان في العلاقات الإيرانية - السعودية».

وسُئل: هل تنسحب إيران من سورية؟ فأجاب: «أن وجود إيران في سورية وخلافاً لوجود أميركا وتركيا في هذا البلد، هو وجود استشاري ويأتي بدعوة من الحكومة السورية، وأي تغيير في هذه الأوضاع يخضع لظروف سورية».

ورداً على سؤال «هل تحاول إيران اغتيال ترامب كما أعلن قائد القوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية»، أشار إلى أنه في ما يتعلّق بَمن قتل اللواء قاسم سليماني «فإن المقصود هو الانتقام من مجرمين مثل ترامب وبومبيو. وفي ما يخص كيفية وزمان وبأي شكل سيتم الانتقام فهذا ليس محدداً، دعوا المجرمين يبقون تحت هذا الضغط الذهني».

وبعد لقائه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، شدد خرازي على «أهمية اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان بالتوافق بين اللبنانيين، من دون أيّ تدخلات خارجية».

وفي سياق متصل، أكد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله «أننا نأمل أن الهدوء الإقليمي والعلاقات الإقليمية قد تساعد على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، فالخارج عامل مُساعِد، ولكن المسألة داخلية بالدرجة الأولى والقرار لبناني»، مشيراً تعليقاً على ما يُكتب عن ملحق في الاتفاق السعودي - الايراني حول لبنان إلى أنّه «غير صحيح ولا أساس له من الصحة وأصلاً كلمة لبنان لم تُذكر في اللقاء، لا من قريب ولا من بعيد»، لافتاً إلى «أن الأمور تسير ببطء في الاستحقاق الرئاسي».

وعن عملية مجدو «وهناك شيء كبير حصل بمعزل عن النتيجة»، أعلن «أن الجميع وقفوا عند صمت حزب الله، وإن كانت له علاقة أم لا، وهذا الصمت هو جزء من إدارة المعركة، وهذا يربك العدو»، متوجهاً إلى اسرائيل بعد تهديدات جيشها للبنان «روح بلّط البحر وافعل ما تريد»، محذّراً من أن أي حرب على لبنان ستعني حرباً في المنطقة و«أيّ اعتداء عسكري أو أمني يطول أيّ منطقة أو إنسان على أرضنا، أكان لبنانياً أو فلسطينياً أو من أيّ جنسية أخرى سنردّ عليه سريعاً وقطعاً».

المفتي دريان: إما انتخاب رئيس وإما الفوضى

أعلن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان «إما انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، وإما الفوضى التي بدأت معالمها تظهر شيئاً فشيئاً في الوطن، فيدفع الثمن المواطن».

وقال دريان في الرسالة التي وجّهها الى اللبنانيين لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك «إن المطلوب الاحتكام إلى الدستور، وانتخاب رئيس للبلاد، اليوم قبل الغد. لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك، والاستجابة لمطالب الناس وحاجاتهم، الذين بدأوا يفقدون الحد الأدنى من مقومات الحياة، ومن المؤسف أن الطبقة السياسية في مكان، والشعب في مكان آخر».

وأضاف: «يا ساسة لبنان، كفى بالله عليكم تضييع الوقت، أصبحنا في المراحل الأخيرة من الانهيار، وحِّدوا رؤيتكم في مصير بلدكم، اتقوا الله في هذا الشعب الصابر الصبور المتألم. نريد حلاً للخروج من النفق المظلم. إلى متى الانتظار لانتخاب رئيس للجمهورية؟ هل المطلوب الانهيار الشامل ليُبنى على الشيء مقتضاه؟».


المصدر : الراي الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa