مأوى للكلاب الشاردة في بعلبك: خطوة لافتة وحضاريّة

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

مع تفاقم الأزمة الاقتصاديّة والمعيشيّة لجأ العديد من اللّبنانيين إلى التخلّي عن كلابهم نظرًا لانعدام القدرة على تربيتها والاعتناء بها.

هذه الخطوة، أدّت الى تفشّي ظاهرة الكلاب الشاردة في عدد من المناطق اللّبنانية، مع تزايد ظاهرة قتلها وتعذيبها، فضلًا عن إثارة الذعر بين الأهالي.

في بعلبك، الأمور مختلفة، والبلدية تعاطت مع هذه الظاهرة بشكل واعٍ وحضاريّ من خلال مبادرة إقامة مأوى آمن للكلاب الشاردة في المنطقة.

محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر يعتبر أنّ "بعد المناشدات المتكرّرة من قبل الأهالي بسبب كثرة الكلاب الشاردة التي تُعرّضهم للخطر، وتجنّبًا لتعرّض هذه الحيوانات للقتل والتعذيب، لجأنا الى الحل الحضاري والذي يتمثّل بالانسانية والرفق بالحيوان، فكانت الفكرة ببناء مأوى آمن تعيش فيه الكلاب من دون أذى".

خضر وفي حديث لـ "السياسة" يشير الى أنّ "هذه الخطوة تبلورت مع عدد من الناشطين في مجال الرفق بالحيوان، حيث تواصلتُ مع بلدية بعلبك التي قدّمت قطعة أرض لاستعمالها كمكان لهذه الكلاب، وقدمت البلدية الأرض المُسيّجة أصلًا من دون دفع التكاليف لتجهيزها".

ويؤكد خضر أنّ "نقابة الأطباء البيطريين تساعد في هذه الخطوة وستقوم بأعمال تدريبية لمتبرّعين من بعلبك الذين يرغبون بالعمل في هذا المجال من ناحية كيفية تربية الكلاب والعناية بها".

لافتًا الى أنّ "نقابة الأطباء البيطريين ستجري عمليات إخصاء لهذه الكلاب كي لا تتكاثر، كما ستقدم لها لقاحات مجانية، ووزارة الزراعة ستتعاون في هذا المجال".

أما بالنسبة للطعام، فيؤكد خضر أنّ "مسلخ بعلبك سيقدّم كل الفضلات غير الصالحة للأكل البشري، إضافة الى مخلّفات المطاعم التي ستكون من نصيب الكلاب".

مشيرًا إلى أنّ "كل من يملك كلبًا في المنطقة وقد عجز عن الاعتناء به بإمكانه وضعه في المأوى تجنّبًا لتشرده في الطريق".

هذه الخطوة الكبيرة والإنسانية والحضارية في بعلبك هي مجانية بالكامل من دون أي تكاليف بفضل المساعدات والتقديمات، على أمل أن تقوم كل منطقة بمثل هذه المبادرة تجنبًا لتشرد الكلاب وقتلها أو تعذيبها.