19/03/2019 06:31AM
لم يستفق العالم بعد من صدمة مذبحة نيوزيلاندا، وهو العمل الإرهابي الذي أودى بحياة 50 شخصاً، وأكد المؤكَد، بأن المجتمعات كافة بما فيها تلك التي تتمتع بميزة التعايش بين مختلف الأديان، باتت معرضة للإصابة بداء "الإسلاموفوبيا".
المجتمعات كافة بما فيها تلك التي تتمتع بميزة التعايش بين مختلف الأديان باتت معرضة للإصابة بداء الإسلاموفوبيا
لم تكن حادثة مسجدَي نيوزيلاندا الأولى من نوعها، لكن طريقة تنفيذها البشعة شكّلت "صدمة" للرأي العام بمختلف أطيافه، أديانه، وبيئاته، إذ نفّذ المجرم فعلته بكلّ دمٍ باردٍ، ليؤكّد أنّ الإرهاب لا دين له بل هو مرضٌ قد يضرب العنصريين من كل الأديان وكل الأعراق.
يفسّر السيّد ياسر ابراهيم مفهوم "الاسلاموفوبيا"، ويؤكد أنه التحامل والكراهية والخوف من الاسلام ومن المسلمين، ولهذا الشعور أسبابه "فبعيدًا عن الخطاب الطوباوي، هناك أفعال صدرت من بعض الجماعات الإسلامية نفّرت الآخر من الإسلام، وهنا أخصّ بالذكر الاسلام السياسي في العالم، الذي زرع صورة بشعة عن الاسلام لا تمّت إلى جوهره الذي يدعو إلى المحبّة بصلة".
ابراهيم في حديثٍ لـ "السياسة" يربط بين دور الاعلام وانتشار الاسلاموفوبيا قائلاً: "الذي ساعد على انتشار الاسلاموفوبيا عند الناس هو الإعلام الذي يضيء بشكل دائم ومستمر على أعمال العنف التي تقوم بها بعض الجماعات المتطرّفة، متناسيًا أعمالا أخرى كالهجمات المستمرّة لاسرائيل على فلسطين مثلاً والتي لا يسلط الاعلام الضوء عليها".
أمّا عن إمكانية ايجاد حلول تحدّ من انتشار الاسلاموفوبيا، فيلفت ابراهيم إلى أنّ "الحلّ هو أن يكون الخطاب موجّه إلى رؤساء روحيين وليس للسياسيين، لأنّ السياسي صاحب السلطة يهمّه أن تستمرّ حالة الفوضى ليكرّس سلطته".
وعن موضوع دخول العالم بآتون "التطرّف والتطرّف المضاد"، يؤكّد السيد ياسر ابراهيم أننا "دخلنا منذ عام 2003 بهذا الآتون، وذلك عندما دخل الأميركي إلى العراق، وعندما بدأ الصراع المذهبي في سوريا، والكلام اليوم هو كيف يمكننا أن نضع آلية خروج من هذا الصراع، والمسؤولية الأولى يتحمّلها رؤساء الأديان لأنّهم يملكون كلمة مسموعة في مجتمعاتهم، فهذه مسؤولية كلّ مثقّف يحمل ضمير الانسانية العامّة".
من جهته، يرى الشيخ ماهر حمود أنّ الإسلاموفوبيا حملة عالمية وراءها الصهيونية وهدفها تشويه صورة الإسلام وضرب التعايش بين الأديان في العالم لأنّ هذا التعايش يزعج الصهيونية ومن يعيش في فلكها.
فالاسلاموفوبيا "أكبر من أن تكون ردة فعل على كل ما تفعله داعش والنصرة وغيرها، فهي مرتكزة أكثر على موقف الاسلام والمسلمين من الوجود الصهيوني في فلسطين، ولو أن الجاليات الاسلامية طالبت في الغرب بالسلام مع إسرائيل، وتقبل المشروع الغربي للاستسلام لاسرائيل، لكانت تغيّرت المعادلة، واختلفت النظرة للإسلام، ولكان تمّ برز الجانب الايجابي لدور المسلمين في الغرب"، بحسب حمّود.
من ناحية أخرى، يرفض الأب هاني طوق فكرة خوف بعض الفئات من المسلمين وخاصة تلك المسيحيّة، نظرًا للأعمال الارهابية التي تقوم بها الجماعات المتطرفة تحت ذريعة الاسلام، ويقول: "موقف الفاتيكان كان واضحًا وصريحًا من ناحية الانسان المختلف، وخاصة فيما يخصّ قضية اللاجئين الذين بأغلبيتهم ينتمون للدين الإسلامي، إذ دعى الفاتيكان البلدان لفتح حدودها واستقبال اللاجئين بغضّ النظر عن دينهم أو لونهم".
إلى ذلك، يلفت طوق في حديثه لـ"السياسة" إلى ضرورة ممارسة العالم الاسلامي نوعاً من الاندماج في المجتمعات الأوروبية، وعلى الأخيرة أن تتقبّل الآخر وتفهم أنّ الوحدة لا تقوم على الدين والعرق أو على التاريخ، فالتنوّع هو الذي يولّد الوحدة".
فهل تستفيق الجماعات الدينية باختلاف كتُبها لضرورة التوحّد وتقبّل الآخر، أم أن تنامي الإسلاموفوبيا سيكون سيّد الموقف، وما علينا إلا انتظار المزيد من مشاهد الموت الجماعي؟
المصدر : السياسة
شارك هذا الخبر
توتر جديد بين الهند وباكستان!
أورتاغوس تحذّر لبنان: أسرعوا في نزع سلاح الحزب قبل نفاد صبر ترامب!
من صناديق الاقتراع إلى صيف واعد... إشارات عربية إيجابية للبنان
عون إلى الكويت وهذه تفاصيل الزيارة
بعد 17 عاماً من أحداث 7 أيار... سلاح الحزب عبء عليه وعلى لبنان
إطلاق لائحة جران بيتنا برئاسة بسام الخوري
بالفيديو.. الداخلية اللبنانية: "من الآخر البلد ببلش بالبلدية... اقترعوا"
الولايات المتحدة توافق على تمويل قطر للرواتب في سوريا
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa