العابرات جنسيا خارج بطولات القوى.. "ترانس فوبيا" أم ضرورة مرحلية؟

24/03/2023 01:57PM

أثار قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي ينص على منع العابرات جنسيا من المنافسة في بطولات النخبة للإناث إذا كن قد مررن بمراحل البلوغ الخاصة بالذكور رفضا لدى أوساط مجتمع الميم عين +، واعتبرته مجحفا ويدل على "نظرة ذكورية".

وبرر، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، سيباستيان كو، القرار في مؤتمر صحافي قائلا إن استبعاد النساء العابرات جنسيا يستند إلى "الحاجة الملحة لحماية فئة الإناث".

وصُوِّت أيضا على تشديد القيود على الرياضيات اللواتي يعانين من اختلافات في النمو الجنسي مع خفض الحد الأقصى من هرمون تستوستيرون في البلازما للرياضيين إلى النصف، ليصل إلى 2.5 نانومول لكل لتر بدلا من خمسة نانومول، حسب رويترز.

إلا أن الناشطة الحقوقية في جمعية "حلم" الداعمة لحقوق مجتمع الميم عين +، والعابرة جندريا، ليا زريقا، رأت في حديث لموقع "الحرة" أن هذا القرار مجحف بحق النساء العابرات جنسيا، ولا يرتكز على أي دلالة علمية سوى النظرة الذكورية للأشخاص الذين وضعوه.

وشددت على أن حجة الاتحاد الدولي غير مبنية على المنطق العلمي خصوصا أن الواقع ينفي معطياتهم بالنسبة للبنية الجسدية والكتلة العضلية.

واعتبرت أن السبب الرئيسي لهذا القرار هو رهاب العبور الجنسي، والنظرة الذكورية البحتة تجاه رياضة النساء لأنه يعكس نظرتهم أن النساء (العابرات وغير العابرات) لا يملكن القدرة الجسدية لمواجهة الذكور، أو أنهن أقل مرتبة في الرياضة من الرجال. في حين أن الواقع يثبت أن بعض النساء تفوقن على العديد من الذكور في الرياضة ويمكنهن مواجهتهم.

لكن زريقا أكدت أن القرار لن يكون له تأثيرات على العابرات جنسيا في دول المنطقة العربية كونهن لم يشاركن بعد في أحداث رياضية كبيرة خصوصا في ظل القمع الممارس ببلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحق مجتمع الميم عين +.

وترفض زريقا فكرة أن تُخصص بطولات دولية للعابرات جنسيا فحسب، كون ذلك يعكس إجحافا وتمييزا بحقهن.

ولفتت إلى أن مشكلة الاتحاد هي بحق الرياضات النسائية فحسب، كون أحكامه مختلفة تجاه الرياضيين العابرين، لأنه لا يرى فيهم منافسين للذكور وهذه قمة النظرة الذكورية.

ولن يُسمح بعد الآن للعابرات جنسيا بالمنافسة في مسابقات ألعاب القوى النسائية بغض النظر عن مستويات هرمون التستوستيرون، لكن هذه الـ"لا" ليست للأبد وفق ما أكد كو.

ونقلت فرانس برس قول كو إنه لن يُسمح للرياضيين العابرين جنسيا الذين تجاوزوا سن البلوغ بالتنافس في المسابقات النسائية المصنفة عالمية اعتبارا من 31 مارس.

وفي حديثه بعد اجتماع الاتحاد الدولي الذي بات اسمه "وورلد أثلتيكس"، قال كو إن ألعاب القوى العالمية تشاورت مع أصحاب المصلحة بما في ذلك 40 اتحادا وطنيا، اللجنة الأولمبية الدولية ومجموعات المتحولين جنسيا حول قضية الرياضيات المتحولات جنسيا.

وقال "غالبية الذين تمت استشارتهم رأوا أن الرياضيين العابرين جنسيا لا ينبغي أن يشاركوا في فئة السيدات"، مضيفا "يعتقد الكثيرون أنه لا يوجد دليل كاف على أن النساء المتحولات لا يحتفظن بميزة على النساء البيولوجيات ويريدون (الذين تم استشارتهم) المزيد من الأدلة على عدم وجود أي أفضلية جسدية قبل التفكير في خيار الإدراج في فئة الإناث"، حسب فرانس برس.

وأضاف "القرار الذي اتخذناه... كان، على ما أعتقد، لصالح رياضتنا".

وأفاد أنه سيتم إنشاء مجموعة عمل يرأسها شخص عابر جنسيا لمواصلة مراقبة التطورات العلمية، مشددا "نحن لا نقول (لا) إلى الأبد. دائما ما تكون القرارات صعبة عندما تنطوي على تضارب في الاحتياجات والحقوق بين المجموعات المختلفة، لكننا نستمر في اعتماد وجهة النظر القائلة بوجوب الحفاظ على العدالة للرياضيات (الإناث بيولوجيا) فوق كل الاعتبارات الأخرى".

وتابع: "سنسترشد في هذا بالعلوم المتعلقة بالأداء البدني والأفضلية الذكورية (بدنيا) والتي ستتطور حتما خلال الأعوام المقبلة. ومع توفر المزيد من الأدلة، سنقوم بمراجعة موقفنا. لكننا نعتقد أن نزاهة فئة الإناث في ألعاب القوى أمر بالغ الأهمية".

وسار الاتحاد الدولي لألعاب القوى على خطى الاتحاد الدولي للسباحة الذي منع السباحين العابرين جنسيا الذين مروا بمرحلة البلوغ الذكوري، من التنافس في سباقات النخبة للسيدات.

وذكرت فرانس برس أنه في 2020، كان الاتحاد الدولي للركبي أول اتحاد رياضي دولي يتخذ القرار بمنع العابرين جنسيا من الذكور إلى الإناث من المنافسة على مستوى النخبة والعالمية في لعبة السيدات.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa