التحكم بعقارب الساعة الرسمية يشعل سجالا طائفيا

24/03/2023 09:24PM

كتبت أسرار شبارو في "الحرة":

قرار استثنائي أشعل سجالا طائفيا في لبنان، اتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي ساحة له، تمثّل بإعلان الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي، محمود مكية، "تأجيل تطبيق قرار مجلس الوزراء رقم (5) المتعلق بتقديم التوقيت المحلي، بحيث يتمّ تقديم الساعة ساعة واحدة اعتبارا من منتصف ليل 20 - 21 أبريل 2023، تاريخ بدء العمل بالتوقيت الصيفي لهذا العام استثنائيا".

القرار الذي اتخذه رئيسا مجلس النواب، نبيه بري، وحكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، فاجأ اللبنانيين لا سيما وأنه قبل أسبوعين أعلن الأخير خلال ترأسه اجتماعا وزاريا قرار الإبقاء على التوقيتين الصيفي والشتوي، وبأنه سيتم اعتبارا من منتصف ليل 25 - 26 مارس الحالي، تقديم الساعة ساعة واحدة، عملا ببدء التوقيت الصيفي.

واتُخِذ القرار بناء على رغبة بري خلال لقاء جمعه مع ميقاتي في عين التينة، حيث أظهر مقطع فيديو مسرب طلب رئيس مجلس النواب من رئيس حكومة تصريف الأعمال تأجيل بدء العمل بالتوقيت الصيفي إلى ما بعد شهر رمضان، بالقول "من الآن حتى نهاية رمضان يا خيّي مشّولهم ياها"، ليرد عليه ميقاتي قائلًا إنه سبق أن تقدّم بهذا الاقتراح لكنه جوبه بالرفض كونه يؤثر على حركة الطيران.

وجمّد لبنان بصورة مؤقتة التزامه بنظام تغيير التوقيت الرسمي الذي انضم إليه منذ العام 1988، "تماشيا مع أنظمة الملاحة الجوية العالمية وتسهيلا لملاءمة العمليات الجوية لشركات الطيران اللبنانية والأجنبية العاملة في مطار بيروت الدولي مع أنظمة الملاحة الجوية الدولية"، حيث يعتمد آخر يوم سبت/أحد من شهر مارس موعدا لبدء العمل بموسم صيف كل عام وآخر، يوم سبت/أحد من شهر أكتوبر لبدء العمل بموسم الشتاء.

إرباك "جوي"

تعود فكرة تقديم الساعة إلى العام 1784، وبالتحديد إلى السياسي والمخترع الأميركي، بنيامين فرانكلين، وهي تقوم على توفير الطاقة إذا استيقظ مبكرا في الصيف، لكن أول من طبقها كانت ألمانيا في العام 1916، وفي ذات العام حذت بريطانيا وفرنسا حذوها.

مع العلم أن ميل محور دوران الكرة الأرضية بنسبة 23.4 درجة مقارنة بمستوى مساره حول الشمس، هو السبب الرئيسي لظاهرة ازدياد ساعات النهار في موسمي الربيع والصيف وتقلُّصها في موسمي الخريف والشتاء، ويزداد الفرق بين طول النَّهار في الصيف وطوله في الشتاء تدريجيا مع بعد الموقع عن خط الاستواء.

إخراج لبنان من التوقيت العالمي، دفع بشركة "طيران الشرق الأوسط - الخطوط الجوية اللبنانية" إلى تقديم مواعيد إقلاع كل الرحلات المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي، خلال "الفترة الاستثنائية"، ساعة واحدة.

وفي بيان لها قالت الشركة "عطفاً على القرار الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء بتأجيل بدء العمل بالتوقيت الصيفي استثنائيا هذا العام، ابتداء من منتصف ليل 25-26 مارس إلى منتصف ليل 20-21 أبريل 2023، حيث إن بطاقات السفر الصادرة قبل هذا التاريخ تظهر مواعيد الرحلات قبل تعديل التوقيت الصيفي للفترة الممتدة من يوم الأحد في 26 مارس لغاية الخميس في 20 أبريل ضمناً، تم تقديم مواعيد إقلاع كل الرحلات المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت ساعة واحدة إلى هذه الفترة، وفقا للتوقيت المحلي لمدينة بيروت".

هذا التعديل من شأنه كما أشارت الشركة أن "يوفّر ربطا سلسا للمسافرين، الذين يتابعون سفرهم عبر المطارات الأجنبية من دون أي تأثير إلى وجهاتهم النهائية"، وقالت "بالنسبة إلى مواعيد إقلاع الرحلات من المطارات الأجنبية إلى مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، تبقى على حالها من دون أي تعديل، وفق التوقيت المحلي في بلد المغادرة".

سجال طائفي

التحكم بعقارب الساعة الرسمية من قبل الرئيسين بري وميقاتي، أثار سجالا طائفيا في لبنان، وصل إلى حد إعلان إمكانية الطعن بالقرار أو عصيانه من قبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي غرّد عبر تويتر كاتباً "قصة الساعة ما بتنقبل ومعبّرة كتير بمعانيها (…) ما بيجوز السكوت عنها لحدّ التفكير بالطعن فيها أو بعصيانها".

أما النائب، نديم الجميّل، فوصف القرار بالعشوائي وغير المقبول، حيث كتب عبر تويتر، "قرار أمين عام مجلس الوزراء بتأجيل تقديم الساعة بهذه الطريقة العشوائية دون الأخذ بعين الاعتبار أي من التأثيرات السلبية، غير مقبول، خاصة نظراً لما قد يسببه من تداعيات على أبسط الأمور مثل الهواتف والكمبيوتر، وصولا لدوامات العمل، والطيران".

كذلك اعتبر عضو "تكتل لبنان القوي"، النائب جورج عطا الله، في تغريدة أن "منظومة ماعندا قيمة للتوقيت: ضَيَّعِتْ توقيت إقرار الإصلاحات وضَيّعِتْ توقيت تنفيذ خطة اقتصادية وضَيّعِتْ الشراكة والميثاقية والدستور ورح تضَيّع وحدتنا لأنها طائفية وجاهلة وهلق بدا تضَيّع توقيتنا الزمني. مفروض سلطة الرقابة تحاسب سلطة التنفيذ بس طلعوا دافنينوا سوا، ومين بدو يحاسب".

من جانبه كتب الصحفي، بشارة شربل، في تغريدة أن "أسوأ ما في قرار التراجع عن تقديم الساعة هو أن متخذي القرار فقدوا الحنكة والذكاء ومهارة تدوير الزوايا حتى ولو كان عمقها الخبث والاحتيال، وبتنا تحت رحمة الخفة وانعدام التوازن".

وتساءل المهندس، ادمون شماس، "إليكم من طلب تأخير تقديم الساعة لغاية آخر رمضان.. جميع رحلات الطيران والتذاكر تم تعديل برامجها كرمال الأستاذ... الدولة تدار كأنها دكانة من رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة والوزراء وحاكم مصرف لبنان... عنجد هيدي المنظومة رح تعمل إصلاح وخطة تعافي واتفاق مع IMF (صندوق النقد) وترجّع أموال المودعين؟".

واعتبر بعض المواطنين أن تأجيل تقديم الساعة هدفه توفير ساعة صوم، في حين كتب البعض الآخر أن ما ينقص لبنان بعد هو استبدال يوم العطلة الأسبوعية من الأحد إلى الجمعة، لا بل وصل الأمر إلى اعتبار القرار داعشي يهدف إلى أسلمة لبنان.

وفي وقت رد فيه مؤيدون لقرار تأجيل تقديم الساعة بخطاب عنصري مشابه، رأى لبنانيون أن "تقديم أو تأخير الساعة تفصيل تافه، البلد فعلياً صار خارج الوقت وخارج الزمن والمجرة".




شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa