أوجيرو: موظفون بلا رواتب وسنترالات تنازع... من المسؤول وماذا ينتظرنا؟

28/03/2023 01:55PM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة":  

عادةً ما يكون الإضراب وسيلة للضغط وانتزاع الحقوق، لكن النتيجة تُصبح غير مضمونة في بلد كلبنان حيث يستمر إضراب بعض القطاعات لأشهر من دون التوصل إلى نتيجة فيما معاملات اللّبنانيين عالقة في دوائر الدولة وفيما الدولة نفسها تخسر فرصة الحصول على إيرادات رغم حاجتها الماسّة للمداخيل. 

منذ يوم الجمعة، انتفض موظفو "أوجيرو" وبعد اليأس أعلنوا الإضراب المفتوح علّهم يحققون ما يمكن من مطالبهم. وفي حديثه لـ "السياسة" يُلخص أمين سر موظفي النقابة عبد الله إسماعيل المطالب مشددًا على أهمية تعديل الرواتب بدايةً سيّما وأنّ كلفة وصول المياومين إلى أعمالهم مثلًا تفوق ما يتقاضونه كـ "يومية"، أمّا رواتب المستخدمين فتفوقها كلفة النقل مع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء.

أمّا عن مصدر تأمين هذه الزودات، فيؤكد أنها لن تكون من جيب المواطنين بل من خلال زيادة كلفة الخدمات على الشركات الخاصة التي تزودها "أوجيرو" بالإنترنت، مشيرًا إلى دراسة كانت قد رُفعت إلى مدير عام أوجيرو، عماد كريدية وقد قدمها بدوره إلى وزير الاتصالات جوني القرم غير أنه لم يفِ بوعده ولم يقدمها لرئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي رغم أنهم عادوا وقدموا هم أنفسهم الدراسة إلى وزير الاتصالات وهي مسجلة لديه في أمانة السرّ.  ويلفت إلى أنه يعرف أنّ الدور الرئيسي هو لمجلس الوزراء لكن ينبغي على القرم القيام بالخطوة الأولى ورفعها إلى رئاسة الحكومة. 

ومن هذا المنطلق، يعتبر عبد الله أنّ الوزير منحاز لشركتي "ألفا" و "تاتش" كونه لم يقدم الدراسة لا بل أكد أنّ لا رفع رواتب لأوجيرو بل لألفا وتاتش متحدثًا عن أنّ إعطاءهم "الزودة" قيد الدراسة. 

 

أوجيرو تبيع خدماتها على الـ ٤ آلاف وفي السوق دولار وصيرفة

وعلى الخط نفسه، تتحدث مصادر أخرى في نقابة موظفي "أوجيرو" عن ما تصفه بـ "الفضيحة الكبرى" حيث تبيع "أوجيرو" خدماتها على سعر صيرفة الذي لا يصل إلى الـ ٤ آلاف ليرة فيما تستفيد الشركات الخاصة من أرباح مضاعفة. فشركات الخليوي تبيع خدماتها على سعر صيرفة الجديد، أمّا شركات الإنترنت الخاصة فتستوفي رواتبها بالدولار رغم أنها تدفع لأوجيرو باللّيرة اللّبنانية وعلى سعر صيرفة لا يصل إلى الـ ٤ آلاف. وتقول المصادر إنّ هذه الفوضى مباحة ومباركة من مجلس الوزراء الذي أصدر مرسومًا يُشرّع هذا الاستغلال، سائلًا: كيف يمكن أن نستورد الإنترنت بالدولار ونبيعه للجميع هنا باللّيرة اللّبنانية وعلى سعر صيرفة أقل من ما هو معتمد في البلد أصلًا؟ 

وفي حديثها لـ "السياسة"، تعتبر المصادر أنّ ما يحصل هو حملة ممنهجة تشنها الدولة اللّبنانية على "أوجيرو" لمصلحة القطاع الخاص، وتهدف في نهاية الأمر إلى تحويل مؤسسة ناجحة لمؤسسة شبيهة بكهرباء لبنان حتى تُباع "بالبلاش" تحت حُجة أنّ مدخولها أقلّ من مصروفها.

 

هل يُعزل لبنان عن العالم الخارجي؟

وبالعودة إلى إسماعيل، فإنه يكرر ويشدد على أنّ موظفي "أوجيرو" لن يقبلوا بعزل لبنان عن العالم الخارجي، لافتًا إلى أنّ قطاعي الاتصالات والأمن هما آخر قطاعات صامدة في البلد، و"الاتصالات" بحد ذاته هو "بترول لبنان". مشيرًا إلى أنّ البلد يحتاج الإنترنت بشكل يومي يطال ساعات اليوم كافة، ما يعني أنه لا يمكن لفريق العمل أن لا يحضر يوميًا وحتى في فترة جائحة كورونا كان هذا العمل مستمرًا. ومن هذا المنطلق، فإنّ طبيعة العمل لا تتلاءم أبدًا مع الرواتب التي لا تُدفع أصلًا، مؤكدًا أنّ لهم كموظفين مستحقات لم يتقاضوها منذ العام ٢٠٢٢ حتى اليوم رغم أنّ لديهم التزاماتهم وعليهم تسديد ضرائبهم وكلفة الحاجات اليومية والمدارس والجامعات وغيرها. 


 إسماعيل: الحل عند الوزير

ويرى إسماعيل أنّ الحلّ يكون عبر تقديم وزير الاتصالات طلب رفع أسعار يطال الشركات الخاصة والخلوي. كما يلفت إلى أنّ ما حصل يوم السبت من بلبلة تمّ استغلاله إعلاميًا بطريقة خاطئة، وقد صُوّر وكأنّ الموظفين هم من كانوا يخربون "السنترالات" فيما لم يحصل ذلك أبدًا وقد وُثقت العملية بالصوت والصورة وصارت بيد هيئة التفتيش في أوجيرو.

"لحم اكتافنا من أوجيرو وعلى أكتافنا بُنيت"، بهذه العبارة يختار إسماعيل أن يؤكد أنّ لا علاقة لهم كموظفين بالأعطال الروتينية التي عادةً ما كانوا يُصلحونها قبل الإضراب. لكنه أيضًا يتساءل عن الطريقة التي توفرت فيها السيولة بالدولار "الفريش" فجأة للشركات الخاصة لإصلاح أعطال سنترال رأس النبع بعدما كان يُقال إنّ لا أموال ولا يمكن تصليح الكثير من الأعطال. متحدثًا عن سنترالات لم تخضع للصيانة وعن ٣٢٠ مولدًا لم يخضعوا للصيانة من العام ٢٠١٦، رغم المناقصة التي أجريت في العام ٢٠١٨ ورغم أنها رست على شركة، معلنًا أنّ إضرابهم مستمر حتى تحقيق مطالبهم. 

أمّا من جهة وزارة الاتصالات، فقد شدد بيان صدر عنها مساء السبت على أنّ لم يتم إصلاح شيء في سنتر "رأس النبع" بل تمت تعبئة الزيت لمولد في السنترال. 

 

إلى ذلك، يرى مطلعون أنه لا يمكن للوزير القيام بأي خطوة لأنّ الموضوع يحتاج لجلسة مجلس الوزراء بفعل التركيبة القانونية الحالية. وفي معلومات "السياسة"، فإنّ رئيس لجنة الاتصالات النائب إبراهيم الموسوي قد التقى وفدًا من أوجيرو اليوم ويبدو أنّ الأمور قد تتجه إلى الحلحلة إن أثمر اللّقاء المنتظر بينه وبين وزير الاتصالات. 

وإن سلكت الأمور الطريق الإيجابي فإنّ التراجع عن الإضراب لن يكون بعيدًا شرط تحقيق المطالب، وإلّا فإنّ ارتفاع منسوب التوتر و "قطع الخطوط" بين المعنيين لن يؤدي إلى نتائج إيجابية بالتأكيد. 

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa