طار الاعتكاف وحطت جلسة جديدة... طبق هام على طاولة الإثنين!

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

“لكلّ إنسان قدرة على التحمّل أمّا قدرتي فقد شارفت على النفاد”، بهذه العبارة اختار رئيس حكومة تصريف الأعمال التعبير عن امتعاضه على إثر الجدل الذي اتخذ مسارًا طائفيًا تجاوز عقارب ساعة التوقيتين الصيفي والشتوي إلى أيام غابرة “تنذكر وما تنعاد”. 

كلام ميقاتي وعدم حضوره إلى السرايا الحكومية في اليوم التالي للإثنين الحزين، عززا المعلومات التي تحدثت عن شعور الرجل باليأس ورغبته بالابتعاد عن الساحة اللّبنانية المتأزمة في المجالات والقطاعات كافة وسط انتقادات لاذعة تطال حكومته سيما وأنّ الانهيار الاقتصادي مستمر من دون رادع ومن دون إجراءات جديّة تخفف على اللّبنانيين معاناتهم. 

وإن كان الدستور واضحًا ولا يترك لميقاتي فرصة للاعتكاف وهو يدير حكومة تصريف أعمال عليها تحمل مسؤولياتها أمام هذا الوضع، إلّا أنّ الحديث عن توجه ميقاتي إلى الكواليس مبتعدًا عن الأضواء بات أكثر جديّة في الساعات الماضية سيّما بعدما غادر إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة مع عائلته في وقت ينفذ فيه موظفو "أوجيرو" إضرابًا مفتوحًا يُهدد لبنان بأن يُعزل عن العالم الخارجي مع انقطاع الإنترنت في العديد من المناطق اللّبنانية. 

النائب السابق علي درويش، لم ينفِ إمكانية أن يلجأ ميقاتي للاعتكاف لكن ليس قريبًا، إذ قال في اتصال مع موقع "السياسة" إنّ هذا الخيار ليس واردًا الآن وقد يلجأ إليه عند الوصول إلى أفق مسدود غير أنّ الوضع لم يتدهور إلى هذا الحدّ بعد.

ميقاتي ما قبل مشكلة الساعة والتوقيت سيكون مختلفًا عن ما بعدها، ومن هذا المنطق قيل إنّ ميقاتي في التوقيت الصيفي لن يُشبه الشتوي. وبالنسبة لدرويش فإنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال لن يُكمل مساره متحملًا مسؤولية كلّ الأوضاع وحده ولذلك سيحمّل كلّ الأطراف مسؤولية ما سيحصل علنًا. لافتًا إلى أنه ليس عاتبًا على رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو اتخذ قرار الاستمرار بالتوقيت الشتوي لأنه كان مقتنعًا لكنّ ردّة الفعل الطائفية هي التي أزعجته كونها تعني وجود احتمال صدام داخلي حقيقي. 

ورغم توتر العلاقة مع بكركي والاتصال العاصف الذي جمعه بالبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي فإنّ العلاقة التاريخية ومواقف بكركي الوطنية تبقى من الثوابت في البلد ولذلك فإنّ الأمور عادت إلى طبيعتها "من دون زعل" رغم العتب الطفيف جرّاء الشد الطائفي، بحسب درويش. 

وبالعودة إلى مسألة الاعتكاف وللتأكيد على أنها ليس موضع بحث حاليًا، أكد درويش وجود توجه لدعوة مجلس الوزراء للانعقاد يوم الإثنين المقبل حيث سيحضر ملف الاتصالات وإضراب موظفي "أوجيرو" على طاولة الجلسة.