فريق الممانعة يتحدث عن ضمانات مطلوبة منه.. ومعارضوه يشككون بإمكانية الالتزام بها! زيارة فرنجية لباريس.. امتحان لمواقفه أم لتبلغه قرار ما؟

01/04/2023 06:30AM

كتبت صحيفة "الأنباء الكويتية":

توجه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى باريس بدعوة رسمية من باتريك دوريل، مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون شمالي افريقيا والشرق الأوسط. الانطباعات في بيروت حول هذه الدعوة المفاجئة متضاربة، فمعارضو فرنجية يتوقعون إقناعه من الجانب الفرنسي، بصرف النظر عن موضوع الرئاسة، بسبب تعذر إقناع المعترضين على خطه السياسي، القبول به رئيسا، ومؤيدوه يرون ان باريس استدعته لتسليمه «درع التثبيت» وأخذ توقيعه على ضمانات ترضي الطرف الآخر. والأصح، كما تقول مصادر ديبلوماسية انه استدعي لإخضاعه الى امتحان بما سيكون له وعليه داخليا وإقليميا في حال اقتنع الآخرون به.

إذاعة «صوت لبنان» الناطقة بلسان حزب الكتائب، خففت من وقع دعوة فرنجية الى باريس، وقالت ان الحركة الناشطة بين باريس والدول المعنية، مازالت في إطار جمع الاوراق واستدراج العروض من مرشحين ومواصفات، والانظار على المهمة القطرية المرتقبة خلال أيام.

وبحسب صحيفة «النهار» البيروتية ان فرنجية في باريس ليقدم ضمانات، انه اذا تم انتخابه رئيسا، عليه الا يعطل عمل الحكومة الاصلاحية التي يتعين عليها تنفيذ الاصلاحات لإخراج البلد من محنته، وان لا يستخدم الثلث المعطل. في حين ان جريدة «الاخبار» القريبة من حزب الله، تحدثت امس عن تراجع فرنسي عن دعم فرنجية، مع أرجحية كبيرة، ان تكون بصدد إبلاغه عجزها عن اقناع واشنطن والرياض عن السير به للرئاسة اللبنانية.

السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو شددت على وجوب ان يتحمل المسؤولون اللبنانيون مسؤولياتهم، مشيرة الى خطوات وإصلاحات عدة يجب اتخاذها، بإرادة سياسية، وان ما يعيشه اللبنانيون أمر غير طبيعي، حيث هناك شلل في المؤسسات وفراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال، وتنصل من المسؤولين.

بدورها مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى بربرا ليف، التي زارت لبنان قبل اسبوع، أشارت الى ان الاتفاق بين السعودية وإيران، قد يكون له تأثير مهدئ في لبنان، وفي المنطقة كلها، لكنها لفتت الى ان قادة لبنان يفتقرون الى الاحساس بضرورة الإسراع بإخراج البلاد من أزمتها، ودعت الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة وتنفيذ إصلاحات اقتصادية حاسمة، عبر التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

مصادر القوات اللبنانية وعبر إذاعة لبنان الحر الناطقة باسمها، قالت ان فرنجية أبدى ارتياحه لسير الامور في الايام الاخيرة. ونقل عنه زواره ان فرنسا لاتزال على موقفها من ترشيحه، وان الزيارة قد تكون لاستكمال البحث في الملف الرئاسي، وطلب بعض الضمانات او الاستفسار عن بعض الامور. وقال الزوار ان فرنجية سمع من السفير الروسي في بيروت، الذي زاره يوم الخميس، ان هناك مساع تقوم بها موسكو للسير في تسوية يكون فرنجية عنوانا لها.

ولكن بخلاف كل ذلك، تقول اذاعة «لبنان الحر» ان الزيارة لا تحمل ما هو إيجابي ليسر به فريق الممانعة، بل على العكس، فان المعلومات الواردة تؤكد أن التبدل الحاصل مؤخرا هو في الموقف الفرنسي حيال مواصفات رئيس الجمهورية، لجهة الرفض القاطع لمن يدور في فلك حزب الله. مع إشارة الى ان موقف طهران قد يكون تبدل، بعد اتفاقها على توطيد العلاقات مع الرياض.

واعتبرت المصادر المعارضة لفرنجية، ان الضمانات التي قد يضطر الاخير لإعطائها في باريس، كتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، ليس فيها ثلث معطل له أو لحزب الله، ولا تخرج عن الإجماع العربي، أو تسمح بان يكون لبنان منطلقا لأعمال عدائية ضد البلدان العربية، هي الغرض من الزيارة.

وتقول هذه المصادر ان قوى 14 آذار اللبنانية لها تجربة مرة مع ضمامات فريق الممانعة، فرفيق الحريري اعطي ضمانات على حياته، بكفالة الرئيس الفرنسي جاك شيراك، ومع ذلك اغتالوه. وقبله أعطى السوفييت ضمانات لزعيم الحركة الوطنية اللبنانية كمال جنبلاط، ومع ذلك اغتيل في مارس 1977، وفي مايو 2008 اعطيت ضمانات لحكومة فؤاد السنيورة، لكن قوى الممانعة احتلت بيروت، وبعد مؤتمر الدوحة و«إعلان بعبدا» عام 2012، ذهبوا الى الحرب في سورية. وعندما جرى تذكيرهم بإعلان بعبدا الذي ينأى بلبنان عن الصراعات، كان الجواب «بلوه واشربوا ماءه...».

ويشار بالمناسبة، الى مغادرة السفير السعودي وليد البخاري بيروت الى الرياض امس، لإجراء مشاورات.


المصدر : الانباء الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa