اسم لبناني لمع في الخارج ...نيكولا معوض يتحدث لـ "السياسة" عن فيلمه العالمي: صدفة وصعوبة فيزا أميركا!

كتبت نوال برو في "السياسة":

في إنجاز فني جديد يحمل اسمًا لبنانيًا، نجح  الممثل نيكولا معوض أن يخطف الأنظار العالمية بعدما جسد دور البطولة في الفيلم الهوليووي "His Only Son". حقق الفيلم نجاحًا باهرًا في الأسبوع الأول من عرضه في الولايات المتّحدة محتلًا المرتبة الثالثة على شبّاك التذاكر منافسًا أفلامًا عالمية على الرغم من أن ميزانيته كانت متواضعة نوعًا ما.  ابتعد السيناريو المحبوك عن قصص الحب والحرب والرعب التي اعتاد عليها المشاهدون، واضعًا  المشاهدين  في أجواء روحية دينية بامتياز. 

يذكر أن الفيلم مقتبس حرفيًا من الكتاب المقدس حيث ركّز على معاني التضحية والوفاء والوثوق بالله. وهو من إخراج ديفيد هيلينغ، وبطولة نيكولا معوض، مجسدًا دور النبي ابراهيم. كما مثل دور إسحاق الممثل الأميركي دانييل دا سيلفا، ودور سارة الممثلة الإيرانية سارة سيد. وبحسب هيلينغ، يشكل معوض "الهدية الإلهية والنعمة لهذا الفيلم".

يعرض "His Only Son" حاليًا في الولايات المتحدة وكندا ونيوزيلاندا وأستراليا، ومن المرتقب أن يبدأ عرضه في صالات السينما اللّبنانية ابتداءً من 6 نيسان المقبل. كما يُعمل حاليًا على ترجمته للإسبانية ليعرض في البلدان الناطقة بالإسبانية. 

ويروي الفيلم بإطار مشوق روحاني قصة النبي ابراهيم الذي دعاه الله ليضحي بإبنه، إسحاق، الولد الذي انتظر ابراهيم بألم وحرقة  قبل أن يرزق به لسنوات طويلة. يظهر الفيلم رحلة الثلاثة أيام ومشقاتها وصولًا إلى أرض المُريّا، الأرض المقرّر تقديم الذبيحة فيها. وافق إسحاق أن ينفذ أبيه أمر الله، وعندما باشر ابراهيم بالتنفيذ، أعفاه الله من ذبح ابنه مرسلًا له كبش فداء بدلًا من ابنه. 

  وعن سرّ وصوله إلى هوليوود، أكد نيكولا معوض أنّ ما حصل كان غير متوقع، شارحًا أن اللّغة الفرنسية هي اللّغة التي يتقنها كالعربية، لذا كان يتطلّع للعمل في فرنسا من دون أن يخطر في باله العمل في الولايات المتحدة. وفي حديث مع موقع السياسة روى معوض أن صديقًا طلب منه أن يقوم بتقديم طلب عبر الـ IMDB عله يحصل على عمل في فرنسا، وهذا ما قام به،  ليفاجأ بوصول بريد الكتروني في اليوم التالي إليه من شركة انتاج أميركية تبحث عن بطل لدور النبي ابراهيم. وعلى الرغم من أنّ قائمة الأسماء المقترحة للدور كانت جاهزة، وتحمل أسماء ممثلين إسبان وإيطاليين، إلا أنهم فضلوا أن يختبروه نظرًا لملامحه الشرق أوسطية، بحسب معوض. ويخبر  أنه قام بإرسال فيديو تجريبي للدور إليهم، ليحصل على الرد بعد ثلاث أيام فقط متلقيًا عرض الذهاب إلى الولايات المتحدة والمباشرة بالتصوير: "حقًا انتابني شعور لا يوصف في عدّة اللّحظات، أحسست بفرح وفخر شديدين".  

وعلى الرغم من أن معوض لا يمتلك اللّكنة الأميركية المحترفة  إلّا أنّ القيّمين على العمل  لم يطلبوا منه تحسينها. ويقول في هذا السياق:" طلبوا من دانييل دا سيلفا، أي إسحاق، تقليد لهجتي على الرغم من أنه أميركي الأصل." وعن السبب، أكد معوض أنّ المخرج فضّل أن لا تكون لهجة النبي ابراهيم أميركية محترفة.

إلا أن الأمر لم يخلُ من المصاعب والعراقيل، حيث كشف معوض أنه واجه مشكلة عدم امتلاكه فيزا للعمل في الولايات المتحدة، ما اضطر القيمين على العمل انتظاره  لستة  أشهر  كي يتمكن من السفر  والبدء بالتمثيل، بحسب معوض. مضيفا: "هذه المشكلة اللوجستية أشعرتني  بالقلق، ولا أخفي أنني شعرت بالخوف من إمكانية ايجاد خيار ثاني بديل لأداء هذا الدور في ظل تأخر سفري". 

وعن تأثير شخصية النبي ابراهيم على معوض، اعتبر الأخير أنه "من غير الممكن أن أجسد هكذا دور من دون أن أتأثر به، فدور النبي ابراهيم انعكس عليّ من الناحية الروحية وأعطاني بعضًا من صفاته وأهمها طاعة الله رغم كل الظروف الصعبة ولو على حساب أغلى ما أملك". 

وكشف معوض في ختام حديثه مع موقع السياسة أنه قرر الدخول في استراحة طويلة من العمل  لقضاء الوقت مع عائلته.