الخلوة الروحية للنواب المسيحيين «صورة للذكرى»! العقوبات الأميركية على الأخوين رحمة تزيد «متاعب» فرنجية رئاسياً

06/04/2023 06:36AM

كتب وسام أبوحرفوش وليندا عازار في "الراي الكويتية":

- هنية في بيروت على وقع الوضع اللاهب في الأراضي الفلسطينية

بين المحاولةِ الفرنسية لإنتاج «طبْخة رئاسية» على قاعدة انتخاب زعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية بوصْفه المرشّح الأكثر «جاهزية»، والمسعى القطري الذي استظلّ موقفاً خليجياً - عربياً يُعْلي حاجةَ لبنان إلى رئيسٍ من خارج الاصطفافات ويعبّر وصولُه عن استعادة الوطن الصغير توازنَه السياسي بامتداده الإقليمي ووضْعِه على سكة الإصلاحات المالية، بدتْ بيروت في مرحلةٍ انتظارية جديدة تطبعها «حماوةٌ على البارد» يُخشى أنها باتتْ محكومةً بأن تنتهي إما بانفراجٍ وإما... بانفجار.

ومع إنهاء وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز الخليفي مهمةً استطلاعية استمرّت على مدى يومين، يسود ترقُّبٌ للخطوة التالية من الدوحة التي تحرّكتْ في اتجاه بيروت تحت سقف مقاربة الثلاثيّ العربي في «مجموعة الخمس» (تضمّ الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر وقطر) للواقع اللبناني المأزوم انطلاقاً من الملف الرئاسي الذي صار يشكل «القفل والمفتاح» في المأزق المُسْتَحْكِم وسبل الخروج منه قبل أن يحلّ «الخراب».

وفيما غادر الخليفي وفي حقيبته الديبلوماسية مجموعة أجوبةٍ قدّمها مختلف الأفرقاء اللبنانيين حيال مسبِّبات الأزمة التي تتجدّد مع كل انتخابات رئاسية ومتمماتها الدستورية، وكيفية كسْر الانسداد الحالي ونقْل البلاد إلى الضفة الآمنة على متن الاستحقاق الرئاسي وما يستتبعه من تشكيل حكومة جديدة تعبّر عن تغيير قواعد العمل الذي تحلّلت معه الدولة ومؤسساتها، فإن الأنظارَ تشخص على ما إذا كانت حصيلة زيارة الموفد القطري ستُفْضي إلى حياكة مبادرة محدَّدة «على أنقاض» المسعى الفرنسي لإمرار خيار فرنجية، الذي يدعم ترشيحه «حزب الله» والرئيس نبيه بري، أم أن «الكرة» ستبقى في الملعب اللبناني بوصْفه المعنيّ الأوّل بصوغ مخرج يُراعي الثوابت المعروفة في الموقف الخليجي خصوصاً بإزاء أي دعْمٍ يُراد لدول مجلس التعاون أن تقدّمه لـ «بلاد الأرز» خارج «الممرّ الإنساني».

وفي هذا الإطار، وبعدما تمّ التعاطي مع إعلانِ وزارة الخزانة الأميركية فرْضَ عقوبات على رجليْ الأعمال اللبنانييْن الأخويْن ريمون وتيدي رحمة في ملفات فسادٍ تتعلق بالفيول والكهرباء على أنه بمثابة «صفعة» لفرنجية، الذي كان أعلن قبل أكثر من عامين عن علاقته الوثيقة بهما خلال انفجار ملف قضائي بوجههما تحت عنوان «الفيول المغشوش»، علماً أن الشقيقيْن لهما صلات مع عدد من الأطراف السياسية الأخرى (مثل «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»)، فإن تَشابُك «الأسلاك الشائكة» خارجياً حول المحاولة الفرنسية لتسويق زعيم «المردة» ليس كافياً لإحداث خرق في الملف الرئاسي الذي دخل الشهر السادس من الفراغ الذي بدأ في 1 نوفمبر الماضي.

وفي رأي أوساط سياسية أنه في موازاة المسرح الخارجي الذي يتحرك عليه الواقع اللبناني، والذي لا بدّ أن يتأثّر بالمناخات الإيجابية على صعيد العلاقات السعودية - الإيرانية التي تشهد خطوة جديدة اليوم مع لقاء وزيريْ خارجية البلدين في بكين، فإن الأساسَ يبقى أن يبادر اللبنانيون ليُقاطِعوا مع التحولاتِ الاقليمية ويَخْرجوا من الحلقة المفرغة وهو ما يتطلّب أمرين:

أوّلهما أن يتراجع الثنائي الشيعي عن دعْم فرنجية الذي تزيد «متاعبه» خارجياً،

والثاني أن يتقدّم معارضوه ولا سيما الأطراف المسيحية الوازنة التي ترفض انتخابَه وإن كلٌّ من منطلقاته، ولا سيما «القوات اللبنانية» و «التيار الوطني الحر» نحو طرْحِ خيارٍ بديلٍ - بالتفاهم مع «الحزب التقدمي الاشتراكي» الرافض ايضاً لزعيم «المردة» - يمكن أن «يمرّ» في لحظةٍ تبدو «تأسيسية» لِما قد يكون هدنةً طويلة في المنطقة وعلى «الفالق» الرئيسي الذي تحرّكتْ صفائحه الساخنة في العقدين الماضييْن في أكثر من ساحة.

الخلوة الروحية

ومن هنا كانت العيون أمس شاخصة على الخلوة الروحية التي عقدها النواب المسيحيون بدعوة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في دير بيت عنيا - حريصا، والذي لم يَغِبْ عنه طيف الانتخابات الرئاسية، أقلّه من باب محاولة بكركي كسْر الحواجز النفسية والجفاء الذي يَحْكُم العلاقة بين الأحزاب المسيحية الرئيسية التي تتشارك رئاسياً الـ لا لفرنجية وليست قادرة على إنتاج نعم على اسم آخَر أو 2 أو 3.

وحضر الخلوة 53 من النواب الـ 64 الذين يمثلون المسيحيين في البرلمان، وغاب كل من: سينتيا زرازير، ميشال معوض، بولا يعقوبيان، ملحم خلف، نجاة صليبا، أسعد درغام، الياس بوصعب، جهاد بقرادوني، سامر التوم، ميشال الدويهي وميشال الياس المر.

واستُهل اللقاء بجلتسيْ تأمُّل تحضيراً لأعياد الفصح، قبل محطة من الرياضة الروحية تلاها قداس تضمّن عظة للبطريرك قال فيها «عبّر الشعب عن فرحته بهذه المبادرة وعلق عليها آمالاً كبيرة». وأضاف: «يقول البابا فرنسيس إن السياسة التي تسعى لإيجاد مساحة شخصية وفئوية هي سيئة أمّا السياسة التي تضع خطة لمستقبل الأجيال فهي صالحة»، مشيراً الى انّ«السياسة السيئة تستعمل كلّ الوسائل للوصول الى مصالحها وهي غير قادرة على الاعتناء بالاخَرين فتسحق الفقراء وتستغل الأرض وتواجه النزاعات ولا تعرف كيف تحاور».

ودعا «ليطرح كلّ واحد منّا وكلّ سياسيّ صالِح هذه الأسئلة على نفسه: «بماذا جعلتُ الشعب يتقدم؟ أي روابط حقيقية بنيت؟ وكم سلام اجتماعي زرعت؟ ماذا أنتجتُ في المسؤولية التي أوكلت إلي؟ وماذا فعلتُ لتسهيل انتخاب رئيس وإحياء مؤسسات الدولة»؟

وإذ بدا أن اللقاء لم يخرج إلا بـ «صورة جامعة للذكرى»، كانت النائبة يعقوبيان قالت عن عدم مشاركتها في الخلوة: «كيف نقول نجِّنا من الشرير والأشرار جميعهم مدعوون؟ نحن بحاجة لمقاربة جامعة لحلّ الأزمة الرئاسية».

هنية في بيروت

وفي موازاة ذلك، وعلى وقع الوضع اللاهب في الأراضي الفلسطينية والغارات على مواقع في قطاع غزة والتوتر العالي في المسجد الأقصى، برز وصول رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية إلى بيروت في زيارةٍ تحمل أكثر من دلالة و... رسالة.


المصدر : الراي الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa