07/04/2023 11:30AM
كتبت غنوة دريان في "السياسة":
انقلبت حياة السوريين رأسًا على عقب بعد اندلاع الثورة في بلادهم بعد فترة من الحكم الصارم. وعلى ضوء التطورات المتسارعة التي شهدتها المدن السورية والتدخلات العسكرية اضطر السوريون للانتقال إلى البلد الأقرب إليهم على الصعيد الجغرافي، الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. أي إلى لبنان، الدجاجة التي تبيض ذهبًا بالنسبة إليهم، هذه القصة التي نعيشها اليوم مع مسلسل "النار بالنار"، بطولة عابد فهد، كاريس بشار وجورج خباز بالإضافة إلى أسماء لامعة كطارق تميم وزينة مكة.
تعيش حبكة النص على الصراع بين نازح سوري ومواطن لبناني في قالب شعبي بعيدًا من تجميل الواقع. فقد تجرأ المخرج محمد عبد العزيز على تقديم الشخصيات السورية واللّبنانية كما هي من دون أي تجميل أو تصنّع أو تكلّف، معيدًا مقولة: "شعب واحد في بلدين" إلى الواجهة من جديد.
في السباق الرمضاني الحالي، لم يمرّ "النار بالنار" بهدوء بل أشعل مواقع التواصل وردّات الفعل كما فجر حملات عنصرية كانت خابتة لفترة كونه ركز بوضوح على العنصرية التي تحكم العلاقة بين الشعبين السوري واللّبناني. بلا شك، يحمل المسلسل مزيجًا من الشخصيات التي تعاني من العيش تحت ضغوطات كبيرة. فنرى مريم (كاريس بشار) لاجئة تبحث عن الأمان وفي المقابل يظهر عمران كتاجر لا يملك إلّا قلب كالحجر وحب المال. وهو المرابي الذي يفرض سيطرته على حيّ السرور الشعبي الذي تعيش فيه نماذج متناقضة من حيث التركيبة النفسية وكيفية تعامل السكان مع بعضهم.
أمّا الأهم فبرز في قدرة جورج خباز على تقديم شخصية متناقضة بهذه الحدّة، فتارة يظهر كفنان مرهف الإحساس رقيق القلب وطورًا يكشف عن وجه آخر أكثر عدائية تجاه اللّاجئين.
والواقع أنّ المسلسل لم يغفل أيضًا عن تفاصيل يوميات السوريين في لبنان سيما في ما يتعلق بتحديد وقت خروجهم ودخولهم إلى منازلهم. ومفاجأة المفاجآت كانت مع طارق تميم الذي خرج من الطابع الكوميدي فظهر في المسلسل صحافيًا يساريًا لا ممثلًا.
يؤخذ على المسلسل الجدل المستمر بين كاتبه رامي كوسا ومخرجه حيث عند كلّ مشهد يستفزّ الجمهور يخرج الكاتب معلنًا عن تحريف النص وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تشتيت المشاهد والتخفيف من بريق العمل الذي جمع نجومًا نجحوا في التعاون مع بعضهم وطرحوا مسألة هامة تُقدّم للمرّة الأولى بهذه الصراحة في مرحلة سياسية دقيقة في المنطقة.
باختصار، يشكّل المسلسل صراعًا بين الأنا اللّبنانية والأنا السورية. ويكفي أنّ العمل ليس معربًا أو مقتبسًا بل هو مستوحى من واقع حقيقي يعايشه اللّبنانيون والسوريون بشكل يومي منذ سنوات. قد تكون صراحة العمل جارحة وقد يكون الحي الشعبي بصوره الحقيقية صادمة للبعض لكنّ العمل نجح في تقديم قصة حقيقية تُشبه المشاهدين الذين ملّوا من التعريب ومن الاقتباس ومن القصص الأجنبية التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل. إلّا أنّ العبرة ستكون في النهاية، وفي طريقة إنهاء المسلسل والحلّ الذي سيقدمه وهو حمل كبير على الكاتب والمخرج معًا لأنّ ما فشل المجتمع في معالجته والأزمات والمشاكل المتراكمة لن تجعل من إيجاد الحلّ عملية سهلة ومن هذا المنطلق سيلاقي المسلسل حتمًا ردّات فعل أقوى في حلقاته الأخيرة.
شارك هذا الخبر
كرامي يؤكد أهمية دور الشباب في بناء الأوطان ويناقش التحديات السياسية
رئيس الأركان الإسرائيليّ: مهمتنا ضمان عدم عودة البنية التحتية إلى جنوب لبنان
شبان يقطعون أوتوستراد المنية اعتراضاً على إقالة اللواء محمد الخير
الخارجية الأميركية: تحالفنا مع كوريا الجنوبية قوي
الإفراج عن مستشار نتنياهو المتهم بتسريب وثائق!
وسائل إعلام كورية جنوبية: الجيش سيحافظ على حالة الأحكام العرفية المفروضة إلى أن يلغيها الرئيس
تفجيرات قوية إسرائيلية في المنطقة الواقعة بين محيبيب ووادي السلوقي
بوتين يؤكد ضرورة إنهاء "العدوان الإرهابي" على سوريا في أقرب وقت ممكن
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa