نصر الله يدعو الآخرين للحفاظ على «خط الرجعة» ورئيس حركة التغيير يقاضي «حماس» ويطلب التحقيق معه

كتب عمر حبنجر في الأنباء الكويتية:

المشهد الجنوبي علىرأى رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل ان انتشار منصات الصواريخ غير الشرعية في جنوب لبنان ليس مستغربا في ظل تحول المناطق الحدودية إلى ساحة مفتوحة للمنظمات المسلحة الخارجة عن القانون، ومن الطبيعي بالتالي ان يدفع لبنان واللبنانيون ثمن هذه التصرفات الميليشوية التي تقرر الحرب والسلم نيابة عنهم ودون موافقتهم، معتبرا ان حزب الله وحلفاءه من الفصائل الفلسطينية يستخدمون لبنان منصة لتصفية الحسابات وتوجيه الرسائل، وما حصل خلال الأيام الخيرة أكبر دليل على ان إحدى مشاكل لبنان الأساسية هي عدم وجود قرار بضبط الحدود اللبنانية استقراره الحذر، بالرغم من إعلان اسرائيل عن إسقاط مسيرة تابعة لحزب الله، وقد أرسلت حكومة بنيامين نتنياهو إشارات واضحة بعدم الرغبة في توسيع دائرة القتال، لا ضد حماس ولا بمواجهة حزب الله، مؤثرة الحفاظ على «قواعد الاشتباك» مع الحزب، والتي أثبتت جدواها منذ حرب 2006.

لكن ارتدادات ما حدث، ما زالت تتفاعل على مستوى الداخل اللبناني الذي يساوره القلق البالغ حيال ما تطرحه حركة حماس، من ربط لساحات المقاومة بعضها ببعض، الى جانب ما يتردد عن إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين حماس وحزب الله، بالتزامن مع بث معلومات تشير الى أن اطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني أتى بعد اجتماع بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة اسماعيل هنية، في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما يعني إعادة جنوب لبنان ساحة مستباحة.

وهناك من يرد اطلاق الصواريخ من الساحل الجنوبي باتجاه المستوطنات الاسرائيلية، الى رغبة البعض في خلق معادلة: تقصف اسرائيل مواقع حلفاء ايران في سورية، فترد الفصائل بقصف شمال اسرائيل، بحيث يصبح على اسرائيل ان تتوقع قصفا صاروخيا، كلما حاولت غض الطرف عن اعتداءات المتطرفين اليهود على المسجد الأقصى وجعله بمنزلة مكسر عصا، كلما احتاجت الحكومات الاسرائيلية، الى ابتزاز العرب والمسلمين، بتوجيه جحافل المستوطنين الى حرمه الشريف.

من هنا يمكن الانتباه الى محدودية العمل العسكري الذي حصل، من حيث الكثافة او من حيث النتائج، ولولا العمليات التي نفذها فلسطينيون في غور الأردن وتل أبيب، لصح قول الاعلامي فيصل القاسم إنها مجرد صواريخ بلاستيكية.

السلطات اللبنانية كانت خارج الصورة، حيث اكتفت بإصدار بيانات استنكار للغارات الاسرائيلية، دون تحديد الجهات التي اطلقت الصواريخ، وقد اعترف وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لقناة «سي ان ان» الاميركية بأن الحكومة اللبنانية لم تتمكن من العثور على معلومات تؤكد موافقة حزب الله على اطلاق الصواريخ، مرجحا ان تكون حماس وراء اطلاقها، كاشفا عن انها صناعة فلسطينية، لكنها ليست فعالة، ومبديا تفهمه لأسباب هذا الاطلاق، لكننا لا نحبذ اطلاقها من لبنان.

وفيما توجه رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، الى رئيس مجلس النواب نبيه بري سائلا عن صمته حيال ما يجري في الجنوب، برر الأمين العام لحزب الله هذا الصمت، في اطلالة له امس الأول، بأنه جزء من ادارة المعركة وهو يربك العدو وينم عن حكمة، معتبرا أن مسألة ترسيم الحدود البحرية أثبتت أن العدو يخشى خوض حرب مع لبنان، وما يهددوننا به، قد يكون سبب زوالهم...»، وبدا لافتا أن قناة «أو تي في» الناطقة باسم التيار الحر، لم تنقل كلام نصر الله على غير عادتها!

وغمز نصر الله من قناة جبران باسيل رئيس التيار الحر، من دون أن يسميه، وذلك بقوله إن بعض اللبنانيين هاجم البعض الآخر بطريقة قاسية وعنيفة في موضوع تقديم الساعة، وقال: هذا الأمر خطأ ويجب الا يتكرر، وطالب الناس بأن تكظم غيظها مع أهلها في الوطن وتحفظ خط الرجعة.

وتجنبت قناة التيار البرتقالي حدث الساعة الجنوبي لتطرح موضوع رئاسة الجمهورية، من زاوية نفي الشرعية التمثيلية الكافية للمرشح سليمان فرنجية، في ضوء رفض الغالبية الساحقة من النواب المسيحيين، ليس لانتخابه، بل حتى لتأمين نصاب جلسة الانتخاب، وأضافت فيما يشبه الرسالة الى حزب الله: التيار الحر على موقفه والقوات اللبنانية تؤكد يوميا أنها لن تسمح للثامن من آذار بالوصول الى بعبدا، بمعزل عن اي تدخل اقليمي، وان هذا هو موقف حزب الكتائب والنواب المعارضين ايضا، وقالت: الترشيح لن يمر، فلا خطوط عريضة واضحة للسنوات المقبلة، ولا مقاربات معروفة للملفات الاشكالية ولا حتى مجرد توضيح للمواقف السابقة المثيرة للجدل، حول النفط والغاز، والدفاع عن المطلوبين للعدالة.

بدوره، أعلن رئيس حركة التغيير إيلي محفوض، عزمه التقدم بشكوى جزائية ضد حركة حماس أمام النيابة العامة التمييزية في بيروت، بسبب ممارساتها التي عرّضت لبنان للخطر، وقال إن تنصل حزب الله من مسؤوليته حيال ما حصل شبيه بتنصله من انفجار المرفأ والتهريب عبر الحدود، وسيطالب محفوض ايضا باستدعاء نصر الله الى القضاء، في قضية إطلاق الصواريخ.