الأحزاب تفوز في "المهندسين"... ما "حقيقة" التسجيل "الطائفي"؟

16/04/2023 09:45PM

كتب عباس صباغ في "النهار":

 لم تكن حسابات المستقلين ومعهم "القوات اللبنانية" على قدر التوقعات في انتخابات نقابة المهندسين ولا سيما بعد أن أعيد تحالف العام 2014 بين الخصوم التقليديين في النقابة. فمن خسر ومن ربح في الانتخابات.

نحو 5000 مهندس من اصل 40 الفاً رسموا خارطة جديدة لاكبر نقابة مهن حرة في لبنان. واللافت كان اعادة رسم تحالف ضم خصوم الامس واليوم، حيث استعادت النقابة تحالفات نادرة عرفتها في تاريخها ومنها في عامي 2005 و2014 عندما اجتمع "حزب الله" و"امل" و"التيار الوطني الحر" مع "تيار المستقبل" اضافة الى مناصري "الرفيق روي داغر".

أما على المقلب الآخر، فاختارت "القوات اللبنانية" التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب ومستقلين، أبرزهم كانت المرشة هالة نزار يونس التي حصلت على اصوات "القوات" والاشتراكي والكتائب ومستقلين ( مجموعة مصممون)، ونافست بقوة المرشح المدعوم من "المستقبل" بسام سهيل علي حسن ولكنها خسرت المعركة على اقل من 40 صوتاً وحصلت على 2081 مقابل 2134 لحسن الفائز.

وكانت معركة رئاسة الفرع الثاني أي فرع المهندسين المعمارين قد اتخذت طابعاً طائفياً ولا سيما بعد انتشار تسجيل صوتي لعضو مجلس النقابة السابقة المهندسة ميشلين وهبه والتي دعت فيه لانتخاب مهندس مسيحي لرئاسة الفرع في مواجهة المهندس المدعوم من "المستقبل" والاحزاب المتحالفة معه.

"النهار" تواصلت مع وهبه لتوضيح الامر، فأكدت ان "الطريقة التي جرى فيها استغلال حديث شخصي بيني وبين بعض الاصدقاء الذين لا يتجاوز عددهم اصابع اليد، عمل لا اخلاقي وذلك لاسباب عدة منها انه كلام شخصي، وهذا تعد على خصوصيتي، وكذلك لانه تم اجتزاء كلامي".

وتلفت وهبه الى ان الحديث كان قبل اكثر من اسبوع من الانتخابات و" في جوهره قصدت الاسف على تحول الانتخابات النقابية الى خلاف ذي طابع ديني بسبب محاولات فريق ضرب الاعراف، ما يؤدي الى توتر طائفي وهذا ما حدث".

وتؤكد النقابية وهبه التي مارست ولسنوات عدة العمل النقابي في نقابة المهندسين ان "اعمالي تشهد عني فلم اتحيّز في عملي لا طائفيا ولا حزبيا ان ما قصدته في حديثي الخاص مع بعض الاصدقاء هو التحذير من اعمال الغير وما حذرت منه حدث".

قالوا عن الانتخابات: "تنافس ودي وعودة الاحزب"

لم يعتد المهندسون على الرغم من تنافسهم الحاد على الفرقة او الانقسام واعتادت النقابة على الالفة بين اعضائها مع كل محطة انتخابية ويلاحظ ذلك من خلال الاجواء الودية التي تحكم أي استحقاق.

انتخابات ثلث اعضاء مجلس نقابة المهندسين كانت بطبيعتها مسيسة كما هي العادة في كل الاستحقاقات الانتخابية اللبنانية وانعكس ذلك المشهد النقابي إن في التحالفات او من خلال الافتراقات. فالمشهد الانتخابي الذي ارتسم السبت الفائت في نقابة المهندسين جاء على وقع تراجع وهج "حركة المجتمع المدني" او "الثوار" في اكثر من نقابة وخصوصاً في نقابة المهندسين حيث نجحوا قبل عامين بتحقيق انتصار انتخابي ظل يتيماً على مستوى نقابات المهن الحرة.

ولكن اللافت في هذه الانتخابات كان تراجع التأييد من المهندسين لـ"النقابة تنتفض". ويعزو متابعون للشأن النقابي ذلك الى الارباك في الاداء الناتج عن غياب الرؤية والتشخيص الصحيح للازمة التي تمر بها النقابة، ناهيك عن الخلافات او التباينات بين مكونات المجتمع المدني المختلفة.

اما عن غياب الاحزاب ولا سيما "تيار المستقبل" و"التيار الوطني" في السنوات الاخيرة عن الترشح في النقابة في العامين الاخيرين فإنه اعطى دوراً اكبر لاحزاب اخرى ومنها "القوات اللبنانية" التي حاولت ملء الفراغ.

عضو مجلس النقابة السابق و مسؤول مكتب النقابات والمهن الحرة المركزي في حركة "امل" المهندس مصطفى فواز يؤكد لـ"النهار" ان هناك نقاطا عدة يجب التوقف عندها بعد الانتخابات الاخيرة ومنها ان "عودة تيار المستقبل والتيار الوطني الى الساحة النقابية من بوابة الانتخابات يُعد تطوراً ايجابياً لجهة اعطاء الفرصة لمعظم القوى النقابية للمساهمة في ورشة استعادة النقابة لدورها في مواجهة الازمات التي تعانيها المهنة، والمهندسون، ولذلك سعينا من خلال تشكيل لائحتنا الى تمثيل هذين التيارين الاساسيين اضافة الى قوى نقابية اخرى، الى جانب الحرص على تمثيل المستقلين لنحافظ على التوازن الوطني في التمثيل داخل مجلس النقابة ".

ويلفت فواز الى ان " نتائج الانتخابات جاءت لتؤكد رفض المهندسين لأي خطاب طائفي، وكذلك نبذ اثارة النعرات الذي استخدمته بعض القوى بكل اسف لاغراض الحشد الانتخابي".

واذ يستغرب القيادي في "امل" والذي شغل لسنوات طويلة عضوية مجلس نقابة المهندسين "استخدام هذا الاسلوب، وذلك عبر بث معلومات خاطئة ومفبركة حول استهداف مكون لبناني من قبل مكونات اخرى واتهام الثنائي الوطني( امل وحزب الله") بمحاولة الغاء لبعض المكونات او فرض مرشحين على الاخرين".

تجدر الاشارة الى ان لائحة الاحزاب ضمت توليفة متعددة الاتجاهات الحزبية والانتماءات الطائفية والمناطقية في ظل تباين غير خاف في الطروحات السياسية لتلك الاحزاب، ولكنها وبحسب متابعين للشأن النقابي وضعت عملية النهوض بالنقابة على رأس اولوياتها، والامر عينه كان في بعض اللوائح الاخرى.

ولاشك ان "تلك الانتخابات خلطت بعض الاوراق ولكنها اصبحت خلف المهندسين، والانظار تتجه الى خطوات عملية بهدف تجاوز النقابة ازمتها لتعود الى دورها الريادي مع استمرار سياسة مد اليد الى من يرغب من المكونات بالعمل لمصلحة المهنة والمهندسين"، يؤكد فواز.

وشدد عضو مجلس النقابة توفيق سنان على ان المهندسين اعتادوا على التنافس الديموقراطي وان "مصلحة النقابة واعلاء شأن المهنة من ابرز ما يجمعهم بغض النظر عن التنافس بينهم، وان ما تشهده النقابة كل عام هو تنافس على خدمة المهندسين، وان الفائزين يعملون لمصلحة كل اعضاء النقابة مهما كانت هوية الجهة السياسية التي تدعمهم".

وفي السياق يؤكد عضو هيئة المندوبين هشام رباح ان الانتخابات كانت ديموقراطية ويعزو تراجع "النقابة تنتفض" ( وهو ائتلاف ضم مجموعات من حراك 17 تشرين والحزب الشيوعي اللبناني والتنظيم الشعبي الناصري ومجموعات مستقلة وغيرها)، الى عدم الانسجام بين مكونات ذلك الائتلاف، وان ما شهدته الانتخابات الاخيرة لا يشبه البتة انتخابات العام 2021 حين اكتسحت لوائح "النقابة تنتفض" كل المقاعد بما فيها مركز النقيب".

اما النتائج فجاءت لتظهر توازناً دقيقاً للقوة بين الاحزاب المتنافسة مع العلم ان "حزب الله" الذي حشد مهندسيه والمقربين من "التجمع الاسلامي للمهندسين" لم يكن لديه مرشح لمجلس النقابة ولكنه كان يخوض المعركة وكأن له المرشحين الخمسة الذين فازوا بعضوية مجلس النقابة ، وما سيستتبع ذلك من قلب موازين انتجتها انتخابات العام 2021 و"اجتياح نقابتي تنتفض للمقاعد كافة بمن فيها مركز النقيب".

الاجزاء الانتخابية وان كانت شهدت تنافساً محموماً ولا سيما في فترة الظهر مع تقارب النتائج بحسب الماكينات الانتخابية الا انها ظلت ضمن السقف الذي اعتاد عليه المهندسون في كل استحقاق.

النقيب عارف ياسين جال على خيم المرشحين وابدى ارتياحه لسير العملية الانتخابية.

وخيمت على الانتخابات الاجواء الصعبة التي تعيشها النقابة في ظل احتجاز اموالها في المصارف والتي تناهز 500 مليون دولار ما انعكس سلباً على اوضاع النقابة وتقديماتها للمهندسين وخصوصاً للمتقاعدين الذين رفعوا الصوت مراراً بسبب تدني معاشاتهم والتي لا تصل الى 50 دولار ، علماً ان رفع تلك الرواتب سيمون من اولويات مجلس النقابة الذي جدد ثلث اعضائه في الانتخابات الاخيرة.

وجاءت نتائج الانتخابات وفق الاتي حيث فاز كل من : لعضوية مجلي النقابة عن الفرع السادس سلمان صبح المدعوم من "امل" وحصل على 1932 صوت ، ونافسه المرشح

يوسف عبيد (1586 صوتاً) وهو مرشح مدعوم من الحزب التقدمي الاشتراكي.

أما نتيجة انتخاب أعضاء الهيئة العامة، ففاز كل من حسن محمد دمج وهو مرشح " المستقبل" والمدعوم من " أمل" و"التيار الوطني" ، و"حزب الله" وحصل على 2505 صوتاً، و جهاد شاهين وهو مرشح التيار البرتقالي (1994 صوتاً)، ومرشح "مصممون" روي داغر (1724 صوتاً).، مع الاشارة الى ان الفائزين جميعاً هم من لائحة الاحزاب .


المصدر : النهار

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa