أزمة أكبر قد تندلع في الجامعة اللّبنانية... الإضراب المفتوح مجددًا؟

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

لا يبدو أنّ القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء قبل أيام في ما يخص رواتب العاملين في القطاع العام قد لاقت قبولًا عند أساتذة الجامعة اللّبنانية. وإن كان للأساتذة معاناتهم فلا بدّ من الإشارة أيضًا إلى أنّ طلاب الجامعة يعيشون نضالًا مستمرًا بغية الوصول إلى كلياتهم وسط عجزهم عن تحمل تكاليف الطريق يوميًا وفي ظلّ استبعاد خيار التعليم عن بعد. 

يُمكن القول إنّ جميع المعنيين يتعاطون بترف مع ملف الجامعة الوطنية التي أمعنوا على مرّ السنوات بضربها عبر مختلف الوسائل والطرق التي لم تقتصر على تقليص موازنتها ولا عبر القبض على استقلالية هذه المؤسسة. 

من جهته، يتحدث رئيس رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللّبنانية، الدكتور أنطوان شربل لـ "السياسة"، مشددًا على أنّ ما حصل عليه الأساتذة يُعتبر فتاتًا ولا شيء يضمن سعر صرف الدولار في السوق السوداء. ويؤكد أنّ الرواتب التي يتقاضونها لا تكفي الأساتذة ولا تمكنهم من الوصول إلى كلياتهم وصفوفهم كما لا تكفي لتأمين حياة كريمة لعائلتهم، لذلك هذه المساعدات هي تقديمات لا تليق بالأستاذ الجامعي. ويقول: الأستاذ لا يكافأ بهذه الطريقة ونحن حريصون على حقوق الجامعة واساتذتها ومستواها العلمي والأكاديمي. 

ويشير شربل إلى أنّ الأستاذ في الجامعة الوطنية بات مكشوفًا ماديًا وصحيًا وهو ممنوع أيضًا من ممارسة أي عمل مأجور. فكيف له أن يستمر؟ 

ميقاتي سمع تحذيرات مسبقة

كلّ المؤشرات توحي بأنّ العام الجامعي الذي مرّ حتى الآن بهدوء لن يستمرّ على هذا الركود، رغم أنّ ذلك لا يعني أنّ الأمور كانت في السياق السليم حتى اليوم لأنّ الضغوط المعيشية ليست وحدها ما يعاني منها أهل الجامعة على اعتبار أنّ ما ترتب عن الإضرابات السابقة ليس سهلًا. 

والواقع أنّ ما ستشهده المرحلة المقبلة في الجامعة لن يكون مفاجئًا بالنسبة للحكومة التي سمع رئيسها نجيب ميقاتي تحذيرات كثيرة. ويلفت شربل إلى أنّ عند اجتماع الرابطة بميقاتي صارحته وقالت له إنّ على الطاولة عندها خيارات كثيرة أحلاها مرّ. ما يعني أنّ مجلس الوزراء يعي دقة الوضع ومصير ما ستؤول إليه الأمور في حال لم تُعالج جذريًا وبسرعة وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا. 

ويقول شربل لموقعنا إنّ الأمور من هذه اللّحظة باتت مفتوحة على كلّ الاحتمالات، كاشفًا عن اجتماعات تُعقد في الكواليس مع كلّ الجهات والكليات والمندوبين والأساتذة حتى يكون القرار الذي سيُتخذ قرارًا جامعًا وصلبًا. 

الأحزاب قادرة على خردقة الإضراب وشربل: نتعاطى بثقة

ورغم أنّ شربل رفض تأكيد أو نفي خيار الإضراب المفتوح على اعتبار أنّ المشاورات لم تنتهِ بعد، غير أنّ مصادر "السياسة" تؤكد أنّ هذا الخيار ليس مستبعدًا. 

لكن هل يُثمر الإ ضراب إن حصل؟ وكيف يمكن له أن يستمر هذه المرّة إن قررت الأحزاب التقليدية تكرار سيناريو السنوات السابقة وضربه؟ 

هو السؤال الذي طرحناه على شربل الذي يبدو متفائلًا ويشدد على أنه وزملاؤه في الرابطة استلموا مهامهم قبل أسابيع قليلة ووصولهم يعني الثقة بهم. وعلى ذلك يبني رئيس الرابطة آماله معتبرًا أنها تعكس وجود وجهة نظر جامعة سيّما وأنّ الجميع يعاني من الظروف المعيشية الصعبة ذاتها وبالتالي فإنّ الثقة بين الرابطة والأساتذة متبادلة. ويشدد على أنّ التعاون قائم على كلّ المستويات وكرامة الأستاذ الجامعي يجب أن تبقى فوق كلّ اعتبار. 

شربل: الجامعة متروكة و "عيب"

"الجامعة متروكة لمصيرها وهي يتيمة. المسؤولون لا يمارسون واجباتهم لا على الصعيد القانوني ولا أمام ضمائرهم"، هكذا وصف شربل وضع الجامعة اللّبنانية. ويعيد رئيس الرابطة ملف أموال الـ PCR إلى الواجهة من جديد على وقع تحركات محدودة على الأرض أوصلت رسائل واضحة مفادها أنّ للجامعة أموالها ولها كلّ الحق بالحصول عليها. 

ويقول شربل إنّ العمل على استرداد هذه الأموال لم ولن يتوقف ومن المعيب أخذ هذا المبلغ من درب الجامعة الوطنية في ظلّ هذه الظروف خاصة أنها بأمس الحاجة إليها. ويضيف: نطرق كلّ الأبواب المعنية لأنّ مبلغ الـ ٥٢ مليون دولار حقنا وقادر على تحسين أوضاع جامعتنا. 

فضيحة!

ووفقًا لآخر التحديثات، تضمّ الجامعة اللّبنانية 79325 طالبة وطالبًا يكافحون لتحصيل شهاداتهم. وبعيدًا من احتمال اندلاع أزمة أكبر في الجامعة لا بدّ من الإشارة إلى أنّ أروقة الأساتذة تتعاطى اليوم مع فضيحة جديدة كشف عنها عضو رابطة الأساتذة المتفرغين علاء غيث. وهي ترتبط بتوزيع أموال الجامعة بطريقة مشبوهة حيث تقاضى مقربون من رئيس الجامعة بسام بدران مبالغ تتجاوز الـ 500 مليون ليرة عن كلّ بحث مدعوم بغض النظر عن قيمته، وقد تمّ تحويل المبلغ على سعر صيرفة 38000 ليرة للدولار.