التقزّم: ظاهرة نادرة تتفشّى بين أطفال لبنان

21/04/2023 09:56AM

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

تسلّم لبنان رسميًّا من زيمبابواي دفّة "القيادة" العالميّة لتضخمّ أسعار الغذاء!

وجاءت "الريادة" الممهورة بتوقيع البنك الدولي، بعد تسجيل لبنان أعلى نسبة تضخمّ إسميّة في أسعار السلّة الغذائيّة حول العالم خلال فترة المقارنة السنوية لنهاية الشهر الأول من العام الجاري مع مثيله من العام السابق، حيث حقق الرقم الأعلى عالميًا والبالغ 139 في المئة، كنسبة تغيُّر سنوية في مؤشر تضخمّ أسعار الغذاء، متبوعًا من زيمبابواي برقم 138 في المئة.

هذا "الإنجاز اللّبناني" أثّر بدوره على الأمن الغذائي وبدأت بوادره تظهر، حيث طرأ تغيير على طبيعة الغذاء لدى العائلات، وأدّى الى تفشي ظاهرة التقزّم عند المراهقين في مراحل حديثة من العمر، لتتكشّف الأرقام الكبيرة بسرعة فائقة عند هذه الفئة العمرية أي ما بين الـ 10 والـ 19 عامًا، لأنّ النموّ في هذه المرحلة يكون سريعًا جدًا كما أنّ متطلّبات البلوغ مرتفعة على الجسم، والخطر جسيم على صحة هؤلاء خاصة الفتيات بناءً على دراسة أجراها المجلس الوطني للبحوث العلمية.

الدراسة أظهرت أرقامًا مضاعفة للظاهرة والنتائج أتت على الشكل التالي:

7% من الحالات عند المراهقين لديهم تقزّم.

5% يعانون من وزن قليل جدًا.

وإذا قمنا بجمع 5 و7 تكون النتيجة 12% من الأطفال يعانون إما التقزّم أو سوء التغذية الذي يترافق مع وزن منخفض جدًا.

ولتفادي هذه الظاهرة، نظام غذائي معيّن على الأهل تقديمه لأطفالهم في ظلّ أزمة اقتصادية كبيرة ضربت الأسس المعيشية الطبيعية. 

أخصائية التغذية، غوى شكر تعتبر أنّ "طول الإنسان يتأثّر بالعديد من العوامل، أهمها الوراثة وجنس الإنسان (يختلف بين النساء والرجال)، وإذا كان الفرد يعاني من حالات مرضيّة فهي بدورها تؤثّر على طول ووزن الطفل أيضًا (كداء التقزّم، متلازمة داون، الحساسية على القمح... وغيرها)".

وتضيف شكر في حديث لـ "السياسة": "النشاط البدنيّ يلعب دورًا في نمو الأطفال وأهم عامل هو العامل الغذائي الذي يؤثّر على طول ونموّ الأطفال، لذلك يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن لزيادة الطول، وخاصة في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل وخلال مرحلة البلوغ".

 وبحسب شكر، "إضافة الى ما سبق، يجب التركيز على هذه المكوّنات الغذائية:

-البروتين، والذي يعد عنصرًا ضروريًا لمختلف أعضاء الجسم وهرمون النمو، ويجب إدخاله في النظام الغذائي من خلال الألبان، الأسماك، البيض، الدجاج، اللّحوم والحبوب كالفول والفاصوليا، كما يجب أن يكون موجودًا في ثلاث وجبات رئيسية.

- الكربوهيدرات، حيث يطلب الجسم الكربوهيدرات في هذه المرحلة لأنه مصدر للطاقة خلال فترة النموّ، ويجب الابتعاد عن الكربوهيدرات البسيطة واستبدالها بالكربوهيدرات المعقدة لكي نمنع حدوث السمنة، إضافة الى أنّ الكربوهيدرات البسيطة تؤدي الى إفراز هرمون الانسولين الذي تؤدي المستويات العالية منه في الدم إلى تثبيت هرمونات النموّ، ويجب أن يتناوله الطفل في كل وجبة وبكمية مدروسة.

- الكالسيوم، وهو من أهم المعادن لتكوين العظام حيث يحسّن نمو العظام بشكل كبير مما يؤدي الى نموها بشكل أقوى وزيادة الطول، ويمكن الحصول عليه من خلال الحليب، بذور السمسم، الخضراوات الورقية الخضراء، ويجب تناوله مرتين يوميًا.

- الفيتامين A، والذي يدخل في عملية شكل العظام ويحافظ على مستوى الكالسيوم وهو موجود في البيض، الألبان، البطاطا الحلوة، الجزر، المانغا والخضار.

- الفيتامين D، وهو يُعتبر من أهم الفيتامينات لأنه يساهم في امتصاص الكالسيوم والفوسفور ونجده في البيض، السمك، التونا، السلمون والتعرّض لأشعة الشمس.

- الزينك، ويعتبر من أهم العناصر المهمة للنمو وهو موجود في البيض، الدجاج، المكسرات والبقوليات".

إضافة الى كل ما ورد، تشدد شكر على "ضرورة زيادة النشاط البدني، حيث يحتاج الطفل في عمر المدرسة الى ساعة على الأقل من التمارين الرياضية في اليوم، مع عدم تناسي النوم المنتظم".

وتلفت الى "ضرورة عدم استبدال اللحوم والدجاج والسمك بمأكولات أخرى على الرغم من ارتفاع سعرها لأن لا شيء يعوّض عنها".

وعليه، لا ينكر أحد بأنّ أسعار الغذاء مرعبة ومن أراد أن ينظّم غذاء أطفاله سيواجه مشكلة مادية كبيرة وبذلك يصبح تناسي المسؤولين لحجم الأزمة عاملًا يحرم حتى الأطفال من أقلّ حقوقهم.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa