حركة رئاسية بلا بركة... ومراهنات على "تطويل" الفراغ

26/04/2023 06:26AM

جاء في "الاخبار":

يمكن لفرنسا أن تناقض نفسها في الملف الرئاسي، ويمكن للسعودية أن تلاقيها في منتصف الطريق أو ترفض وساطتها. لكن ما يغيب عن بال الوسط السياسي أن واشنطن لم تقل كلمتها بعد.

بين باريس والرياض، انشغل الوسط السياسي بمتابعة الحركة الثنائية والمعلومات المتناقضة حيال آفاق العلاقة بين الطرفين في ما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني.

وبين العاصمتين، وما رافق الاتصالات الثنائية والحركة العربية في اتجاه سوريا، غفل المسؤولون المولجون الاتصالات الرئاسية عن أن ثمة طرفاً أساسياً لم يقل كلمته بعد، ومن الصعب على السعودية أو فرنسا تجاوزه.

حتى الآن، باستثناء بيان نيويورك واللقاء الخماسي في باريس، لم تظهر واشنطن أي فاعلية في مقاربة الملف الرئاسي. استفادت باريس من انحسار الدور الأميركي لتقديم نفسها وسيطاً، من دون تكليف رسمي، بين إيران والسعودية وحزب الله والقوى السياسية، فجمعت في جعبتها أضداداً في مقاربة الوضع اللبناني والإقليمي، وتقدّمت حركتها على المسرح السياسي وكأنها تختزل القرار الدولي في ما يتعلق باختيار رئيس الجمهورية. وعكست حركة الفريق المحيط بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اهتماماً مضاعفاً في الأيام الأخيرة، وكأن هناك تقدماً ما يحرزه هذا الفريق، فيما الخلاف يكبر بين فريقي الإليزيه والخارجية الفرنسية حول لبنان وغيره من الملفات الديبلوماسية. لكن ما أوحى به هذا الفريق، وما وقع فيه بعض الساسة اللبنانيين، يقابله نأي واشنطن بنفسها عن الملف في الأشهر الأخيرة، فبدت وكأنها تتفرج على الحركة الفرنسية، وعلى الاندفاعة العربية - السعودية تجاه دمشق، من دون أن تبادر إلى وضع النقاط على حروف الوساطات والاتصالات الفرنسية - الإيرانية - السعودية.

واقع الحال، بحسب معلومات دوائر ديبلوماسية أميركية، أن الموقف الأميركي يُفهم لبنانياً وإقليمياً على غير ما هو عليه. صحيح أن أي قرار حاسم لم يتخذ بعد في تحديد مستقبل الرئاسة وهوية الرئيس المقبل، إلا أن من غير المنطقي التعامل مع واشنطن على أنها غائبة بالمعنى السلبي عن الملف. فهذه الأخيرة لا تقف متفرجة، من دون أن يكون لها رأي في كل ما يحدث في الشرق الأدنى والأوسط، لا في اتجاه سوريا ولا في اتجاه مستقبل الاتفاق السعودي - الإيراني وتأثيراته في ساحات لواشنطن رأي فيها. ولا يمكن التعامل مع أي حراك عربي - سعودي تجاه دمشق على أنه سائر نحو خواتيمه إذا تخطى دور الولايات المتحدة، وهذا ما أظهرته التجارب الماضية وما سيظهره مسار الحدث السعودي - السوري. أما لبنانياً، فلا تزال الولايات المتحدة تتعامل مع لبنان على أنه ساحة تملك دوراً فيها، وزيارة مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى باربارا ليف إلى بيروت الشهر الفائت حملت في طياتها هذه الرسالة. وهي حريصة على الحفاظ على هذا الدور بقدر حفاظها على استقرار مضبوط الإيقاع فيها وبأدواتها ومواقع القوى فيها من عسكرية وسياسية. وهي مالت في الوقت نفسه، خلال الأشهر الماضية، إلى توجيه رسائل واضحة ومضبوطة، من دون حملات إعلامية و «إضافات» طبعت مسار تعاطي فرنسا مع الرئاسيات.

لقراءة المزيد اضغط على المصدر.

المصدر : الاخبار

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa