28/04/2023 11:59AM
كتبت إيفانا الخوري في "السياسة":
أصرّ رئيس المردة سليمان فرنجية على ترشحه للسباق الرئاسي من دون أن يعلن ذلك بشكل واضح وصريح وبدت تصريحات مرشح محور الممانعة متناقضة. فتارةً يقول إنه لن يذهب إلى جلسة يتحدى فيها المملكة العربية السعودية وطورًا يقول" إذا لزم الأمر سأعلن ترشيحي، أما الاستعجال فهو ليس أمرًا مفيدًا ويمكن قادر أعمل رئيس بس ما بقدر إحكم لذلك أقول لست مستعجلًا وجايي الوقت".
هذا التصارح مع الذات قرأت فيه أوساط متابعة خطوة مدروسة من فرنجية قد تُعيد فتح باب الدعوة لحوار بين الأفرقاء السياسيين علّه في النهاية يُنجب رئيسًا أو تسوية تُنجب رئيسين، الأول للكرسي الأولى والثاني للحكومة. غير أنّ ذلك يقتصر على أصحاب النظرة الإيجابية المنتمين للممانعة.
في الشكل والمضمون لم يُقدم فرنجية نموذجًا جديدًا بل عاد إلى الشاشات كمرشح جديد- قديم لم يتمكن بعد من مواكبة التغيّرات التي طرأت على الحكم في لبنان بعد انتفاضة ١٧ تشرين ولا بعد التطورات التي شهدتها المنطقة رغم أنه حاول.
"أنا أملك شيئاً لا يملكه الكثيرون وهو ثقة حزب الله وثقة الرئيس السوري بشار الأسد وأنا أستطيع أن أنجز معهم ما لا يستطيع أن ينجزه آخرون"، ومن هذه العبارة يبدو أنّ ما اعتقد أنه نقطة قوة يبدو بالنسبة للمعارضة والتغييرين أكبر نقطة ضعف عند فرنجية. وعليها يردّ النائب وضاح الصادق عبر السياسة: "المشكلة مش شو بدو ياخد منهم المشكلة شو بدو يعطيهم".
ماذا تقول المعارضة؟ وكيف يقرأ التغييريون هذه التطورات والاندفاعة الزغرتاوية المترافقة مع جرعة دعم فرنسي؟ وما الذي يدور في الكواليس؟
النائب وضاح الصادق يؤكد أنّ الحراك الرئاسي مستمر ولم يتوقف، مشيرًا إلى أنّ المعارضة في اجتماعات مستمرة وهناك أسماء تُطرح لكنّ التكتم سيد الموقف على اعتبار أنّ خروج الأسماء إلى العلن والإعلام سيعني حرقها.
وضاح الصادق: لا ثقة بالضمانات والتسويات وهذا ما سمعته من الفرنسيين
لا ينفي الصادق في حديثه لـ "السياسة" أنّ المبادرة الفرنسية جديّة وهي تدعم فرنجية انطلاقًا من خوف الفرنسيين من تدهور الوضع الأمني والاقتصادي في لبنان بشكل أسرع ولأنّ الأمور لم تعد تحتمل أكثر. وعلى هذا الوضع، بنت فرنسا مبادرتها الجديدة التي انطلقت من أن يكون رئيس الجمهورية من السلطة أمّا رئيس الحكومة فسيكون من المعارضة، وفقًا لما سمعه في لقاءاته في باريس.
غير أنّ للصادق رأيه المغاير عن التوجه الفرنسي، إذ يؤكد أنه أبلغ الفرنسيين الرفض الداخلي لهذا الاقتراح على اعتبار أنه لا يمكن لرئيس كان جزءًا من المنظومة الماضية أن يمثل خطة وبرنامجًا إصلاحيًا. لافتًا إلى أنّ تصريحات الفرنسيين والمجتمع الدولي عن ضرورة انتخاب رئيس إصلاحي للبنان تتعارض مع دعم فرنجية وتسقط عند أول خطوة، مشددًا على أنّ التجارب أثبتت أنه لا يمكن لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أن يتنميا إلى فريقين متعارضين وقد أثبت التاريخ ذلك لأنّ العملية أشبه بشدّ حصانين لعربة واحدة لكنّ كلّ واحد منهما يشدّ باتجاه معاكس للآخر.
ويرفض الصادق إبرام اتفاقية أو تسوية جديدة مؤكدًا أنّ كلّ التسويات السابقة سيما بعد اتفاق الدوحة لم يتم الالتزام بها وقد أُخلّ فيها ولذلك "لا ثقة لنا لا بالضمانات ولا بالتسويات".
الصادق: المبادرة الفرنسية تؤخر الحلّ الرئاسي
يؤكد النائب وضاح الصادق أنّ مبادرة دعم فرنجية مستمرة حتى اليوم لكنه يلفت أيضًا إلى أنّ زخمها بدأ يخفّ مع توصل الفرنسيين إلى قناعة سيما عند وزارة الخارجية الفرنسية أنّ هذه المبادرة لن تلقى نجاحًا. وفي السياق نفسه، يقول إنّ المبادرة الفرنسية الحالية التي تتمسك بسليمان فرنجية تؤخر التطورات الرئاسية وتؤخر إتمام هذا الاستحقاق، لأنّ هذا الخيار مرفوض محليًا ونحن بانتظار سقوط هذه الورقة حتى يبدأ البحث الجدّي بأسماء أخرى قد تلقى قبولًا عند الجميع.
صلاح حنين يتصدر وقائد الجيش كشخص مطلوب ولكن!
ورغم أنّ اسم صلاح حنين يتصدر عند التغييرين إلّا أنّ في القرعة الرئاسية أسماء جديّة أخرى كاسم وزير الداخلية الأسبق زياد بارود واسم قائد الجيش جوزاف عون والنائب نعمة افرام.
ومتحدثًا عن صعوبة التعديل الدستوري، يشير الصادق إلى أنّ مواصفات قائد الجيش كشخص مطلوبة لكن لا نريد أن نحوّل هذا الحلّ إلى عرف كما لا بدّ من دراسة صعوبة إجراء أيّ تعديل على الدستور حاليًا.
"لن نحضر وسنقاطع"
لأنّ الأوراق في المنطقة تُخلط بسرعة كبيرة وتتطور في منحى غير متوقع فإنّ إمكانية نجاح المبادرة الفرنسية بعد إقناع المملكة العربية السعودية بفرنجية قد تكون ممكنة. فهل تكون المقاطعة الحل؟
يقول الصادق إنه على الصعيد الشخصي لن يحضر هذه الجلسة إن حصلت لأنه لن يكون شاهدًا على استمرار نهج مستمر منذ ١٢ سنة عبر تسليم الدولة إلى المحور الآخر وإيصال البلد إلى الانهيار الكامل لافتًا إلى أنّ حوالي ٤٣ نائبًا آخر لن يحضر أيضًا ما يعني إمكانية عدم عقد الجلسة.
الفرنسيون "تاركين نفس" لمحور الممانعة
رغم دفع الحصان الفرنسي لعربة فرنجية إلّا أنّ الأخير يواجه معارضة مسيحية كبيرة تتمثل برفضه من قبل التيار الوطني الحرّ، القوّات اللّبنانية والكتائب اللّبنانية. لذلك، يؤكد وضاح الصادق أنّ البلد وللأسف ما زال طائفيًا وإن كان هدف الفرنسيين الأول في لبنان هو المسيحيين فما هي الرسالة التي يُمكن إيصالها للمسيحيين عبر انتخاب مرشح حزب الله؟ خاصة أنه لا يحظى بالدعم المسيحي اللّازم وهو السؤال الذي طرحه أيضًا على الجهات الفرنسية المعنية في باريس. وإذ يلفت إلى أنّ فرنسا كانت تشدد على أنّ لبنان لا يمتلك الوقت ولا حلّ أسرع الآن، قال إنه نقل للفرنسيين الواقع اللّبناني الذي يعاني أزمة أكبر على صعيد هجرة الشباب والكادر الطبي والتمريضي والتربوي، مشيرًا إلى أنّ انتخاب فرنجية سيعني للشباب الذي يفقدهم لبنان بسرعة أنّ النهج مستمر وبالتالي ستستمر هجرتهم.
وفقًا للصادق ستتخذ التطورات الرئاسية مسارًا آخر مع انتهاء المبادرة الفرنسية، قائلًا إنّ الضرر الذي يُسببه الفرنسيون اليوم يكمن في أنهم "تاركين نفس لمحور الممانعة" ليتأملوا في إمكانية إيصال مرشحهم إلى قصر بعبدا. ولن يتمّ الانتقال إلى المرحلة الثانية ما لم تنتهِ هذه المبادرة وعندها تبدأ عملية خلط الأسماء من جديد وتقريب وجهات النظر لإيصال الأوفر حظًا.
شارك هذا الخبر
فرنسا ترد على طرد دبلوماسييها من الجزائر: استدعاء القائم بالأعمال الجزائري
دار نشر الجامعة الأميركية في بيروت تصدر كتابها الجديد "الشواهد والأمثال لأبي نصر القشيري"
مخزومي بعد لقائه المطران عودة: بيروت رمز التعايش
التيار الوطني الحر يرحّب برفع العقوبات الأميركية عن سوريا ويدعو لتسهيل عودة النازحين
محاضر ضبط جنوبًا مع عدم التزام المولدات بالتسعيرة الرسمية
لقاء بين سلام و رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني وتشديد على رفض التوطين
المطران تابت يكرّم الجامعة اليسوعية في يوبيلها الـ150 ويمنح رئيسها الأب دكاش "الصليب الأبرشي الذهبي"
ينتحل صفة أمنية ويسلب المواطنين بقوة السلاح... هل وقعتم ضحيته؟
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa