محاولات لانتشال ترشيح جوزاف عون

لم يسفر حراك النائب غسان سكاف الرئاسي، لحد الآن، إلى شيء. فقوى التغيير المحسوبة ضمن الاطار الأوسع لقوى المعارضة، تجد أن الاسماء التي عرضها سكاف لا تمثل رؤيتها أو تعبر عنها، فيما القوى المحسوبة ضمن المعارضة السنية، وجدت ان حراك سكاف "مكرّر ويفتقد إلى الاجماع" ما رشح الحراك لأن يصل إلى ذات النتيجة التي وصلها راعي أبرشية انطلياس المطران أنطون أبو نجم. 

خلافاً لما يُشاع، فإن اللائحة التي حملها سكاف وجال بها (ويستمر) على قوى سياسية رئيسية، لم تتضمن أحد عشر إسماً، إنما توزعت بين 8 و 9 أسماء غالبيتها مستقاة عن ورقة المطران بو نجم. وللعلم، إن تركيب الاسماء الذي إعتمد إبان حراك بو نجم، إعتمد على الاسقاطات، بحيث كان يجري التواصل مع شخصية ما بعد عرض إسمها من قبل وسطاء، ويقترح وضع الاسم على اللائحة. أما البارز في "ورقة سكاف" ليست الاسماء التقليدية إنما اسماء كل من مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في البنك الدولي جهاد أزعور، والدستوري صلاح حنين وقائد الجيش العماد جوزاف عون. 

عملياً، لا تجد قوى الاعتراض المتمثلة بالتغييريين ما يجمعها بورقة سكاف غير إسم الدستوري صلاح حنين المطروح سابقاً كأحد خياراتها. وأشارت مصادر "تغييرية" لـ"السياسة"، ان الاشكالات الداخلية ما بين نواب التغيير ما زالت قائمة ولم يؤدِ الحراك الاخير الذي تولاه النائب ملحم خلف إلى شيء بدوره. وشبهت المصادر حركة سكاف بأنها تقوم على معادلة "إقناع سمير جعجع بجهاز أزعور وإقناع جبران باسيل بصلاح حنين، فيما جوزاف عون متروك أمره للقطريين". وأكدت المصادر لـ"السياسة" أن ما يجري تداوله حول إقتراب قوى المعارضة من التوافق على اسم ربطاً بمساعي سكاف "مبالغ فيه حتى الآن"، حيث أن الاختلافات ما زالت قائمة بين نواب التغيير، فما حال غيرهم. 

الاجواء لا تختلف كثيراً لدى النواب المحسوبين على المعارضة السنية. ويقرأ بين سطور مواقفهم إعتراض ضمني على حراك سكاف، لكونه يكرر ما سبق أن فعله قبل مدة ولم تصل مبادرته حين ذاك إلى أي نتيجة ملموسة. وكشفت مصادر لـ"السياسية" أن عدداً من النواب السنة أحجم عن المشاركة في لقاءات موسعة مع سكاف عنوانها "التداول بأسماء مقترحة لرئاسة الجمهورية"، بعدما لمسوا ما اسموه "رغبة لدى سكاف في حصر التركيز ضمن مجموعة محددة من الاسماء". 

داخلياً، ما زال الوفد القطري في بيروت ويجري لقاءات معلنة وغير معلنة مع القوى السياسية. وفهم من الحراك القطري انه يحاول إستنهاض ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون بعدما لمسَ تراجعاً فيه. وقد طرح اسم عون بشكل واضح خلال اللقاءات التي جرت خلال الساعات الماضية مع وفود مسيحية وسنية زارت السفارة القطرية. وقد طلب إلى تلك القوى أن تقود مساع داخلية من اجل إبراز اسم عون مجدداً. وقد ربط المسعى القطري بأنه يتبنى او يتحدث باسم وجهة النظر الاميركية. في غضون ذلك، ما زال رئيس مجلس النواب نبيه بري مصراً على ان مرشحه سليمان فرنجية يحظى بتأييد قوى مختلفة. وعلمت "السياسة" ان بري قد وضع بأجواء ما يجري داخل الغرف المغلقة بالنسبة إلى الحراك القطري. كذلك، ابلغ من جانب قوى حليفة له، أنه تسرّع في مسألة ترشيح سليمان فرنجية، إذ غاب عنه أن فرنجية كان يعمل بهدوء وكان يطمح إلى نيل تأييد واسع قبل إعلان ترشيحه.